بعد رفض إسرائيل ومصر عودتهم

المتضامنون الأجانب .....عالقون جدد بغزة

ميرفت ابو جامع من غزة: quot;عالقون جددquot; هوية جديدة تمنح لكل من يمنع من مغادرة قطاع غزة، ذلك المفاعل النووي الذي تمنع اسرئيل أحدا الاقتراب منه أو التضامن معه، بل تزرع في طريقه الألغام ، كي تبقى وحدها التي تبسط سيطرتها عليه، وتحاكم سكانه وتمنع دخول الشهود إليه ، فتشعله أنا شاءت وتمنح معتقليه المليون ونصف مواطن، الذين يتقاتلون في 365 كم مربع، الغذاء وحليب الأطفال والدواء وتحكم إغلاق أسواره بحجج عديدة أمام مرأى ومسمع عالم يجود بالصمت كلما زأر النداء. quot;هذه المرة منحت إسرائيل هذه الهوية لتسع من المتضامنين الأجانب من أصل 44 قدموا من 17 دولة أجنبية إلى غزة، لينضموا إلى المليون والنصف الذين تحاصرهم إسرائيل في غزة وتمنع تحركاتهم وتنقلاتهم للعلاج والتعليم ،وذلك بعد رفضها سفرهم، وقد غادر باقي المتضامنين ضمن السفينتين نهاية الأسبوع الماضي.

وكان المتضامنون قد وصلوا في23 تموز الماضي على متن سفينتي quot; غزة الحرةquot;، وquot; الحريةquot; في رحلة بحرية استمرت أربعين ساعة، جابوا البحر المتوسط بأمواج من المشاعر الإنسانية الدافئة ،من قبرص إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ أكثر من عامين ، وتحدوا كل الأنواء البحرية والتهديدات الإسرائيلية التي اعترضت طريقهم... تعبوا وناموا وحلموا وأصروا إلى أن وصلوا في نهاية المطاف إلى غزة التي استفزت مشاعرهم أحوالها المتدهورة ،والتقوا بفئاتها المختلفة مرضى، مزارعين ،مخيمات، وأسواق ، أطفال،وشباب ،لامسوا الواقع الذي كان بالنسبة لهم شريط صور يدور في فراغ ،وغادروها الخميس الماضي متعهدين بالرجوع قريباً عبر سفن أكبر ومتضامنين جدد حتى كسر الحصار بالكامل ورفع الظلم المقيت عن سكانه.

ومن بين التسعة المتضامنين ، منعت السلطات الإسرائيلية والمصرية الصحافية والمتضامنة البريطانية الجنسية لورن بوث شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من الخروج من قطاع غزة عبر معبر بيت حانون quot;إيرزquot; نهاية الأسبوع الماضي وعبر معبر رفح الحدودي.

وأوضحت الصحافية المتضامنة بوث في تصريحات صحافية أن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح لها بالمرور عبر معبر بيت حانون وكذلك السلطات المصرية منعتها من اجتياز معبر رفح الحدودي الذي افتتح اليومين الماضيين لدخول الآلاف من المرضى والطلبة وذوي الاقامات والعالقين ،لأسباب قانونية معتبرة أن قرار مصر بمنعها سياسي ولا علاقة له بالأوراق الثبوتية والقانونية، مؤكدة أن كافة الناشطين يحملون جوازات سفر وأوراق ثبوتية سارية.

وبررت إسرائيل رفضها لخروج المتضامنين بسبب دخولهم بطريقة غير رسمية الى غزة وقال المتحدث باسم الوزارة المكلف تنسيق العمليات في قطاع غزة جيل كاري quot; أن أي شخص لا يدخل بطريقة رسمية الى غزة لا يمكنه ان يخرج منها بطريقة رسميةquot;.وكذلك ساقت السلطات الإسرائيلية نفس المبررات.

من جهتها قالت بوث quot;إنها لا تستطيع العودة إلى عائلتها رغم تشوقها لاطفالهاquot; ، وشكرت السلطات الإسرائيلية وقالت quot;أنها أعطتها الفرصة الرائعة لمعرفة بالتحديد ماذا يعني العيش في اكبر معتقل حيث الإفراد الذين لهم حق السفر بموجب القانون الدولي محتجزون في معتقل من 40 كلم على 10 كلمquot;.

المتضامنون المحاصرون بغزة أكدوا في مؤتمر صحافي إن استمرار تواجدهم في غزة سيكشف المزيد من الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينيquot;،.وطالبوا السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، والسماح لهم بمغادرة القطاع والعودة لعائلاتهم وأوطانهم.

الفلسطينيون الذين وجدوا بالأمس عبور السفينتين إلى غزة انجاز كبير فهذه المرة الأولى في تاريخ المتوسط أن تقوم مسيرة سلمية لكسر الحصار ، بل هو انتصار إنساني على قوى الظلم يسجل لهم ، وربما كان الفلسطينيون أكثر تفاؤلا من انه خطوات على طريق استخدام البحر المتوسط منفذ لهم للعالم ،بعد أن اغلقت اسرائيل كل المنافذ اليه.

وعبروا عن سخطهم من قرار إسرائيل ومصر من دخول الأجانب معتبرين قرار إسرائيل التي حاولت تعطيل دخول السفينتين أكثر من مرة ،ووضع العقبات في طريقهم بغير الجديد او المفاجئ وإنما الأكثر غرابة والمؤلم لهم موقف مصر التي من المفروض ان ترحب بوجودهم وتمنحهم نياشين الشكر والامتنان وتعدم أي جهود عربية ودولية لرفعالحصار ن غزة .

ورغم ذلك ، اثروا أن يستثمروا هذا الرفض لخدمة الحصار ورفعه عن غزة ،ونظمت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة اعتصاما، في ميدان الجندي الـمجهول وسط المدينة رفعت خلاله شعارات نددت بالحصار الإسرائيلي ورفض السماح للأجانب العالقين بالـمرور عبر معبر بيت حانون.

وأكد د. إياد السراج رئيس الحملة، بغزة أن الانتهاكات الإسرائيلية طالت الفلسطينيين والأجانب، واستهجن رفض السلطات المصرية مغادرة المتضامنين الأجانب عبر بوابة معبر رفح، وتمنى أن يكون هذا قرار من ضابط مصري صغير وليس قرارا سياسيا على مستوى الرئاسة والحكومةquot;.

ودعا السراج الرئاسة والمخابرات المصرية والجامعة العربية بالتدخل لوقف قرارها وإعطاء فرصة لتوحد تضامني وشعبي فلسطيني ضد إسرائيل باعتبارها العدو للجميعquot;.

من جهته اعتبر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن قرار إسرائيل بمنع خروج المتضامنين عبر معبر بيت حانون quot;، فرصة لهم ليعيشوا حقيقة الحصار الظالم ويشاركوا الشعب الفلسطيني شعوره. وقال الخضري، لعل القرار يشكل محركاً جديداً لإنهاء قضية الحصار والعالقين وإنهاء قضية المعابر المغلقةquot;. وأعرب عن أمله في أن يحرك هذا القرار الإسرائيلي والظلم الذي يعيشه المتضامنين وهم من جنسيات مختلفة، دول وحكومات هؤلاء quot;العالقين الجددquot; في سبيل كسر الحصار.