نيو دلهي: نفت الصين يوم الاثنين تقارير تفيد بانها كانت رافضة لتأييد اقتراح الولايات المتحدة برفع حظر عالمي عن التجارة النووية مع الهند في الوقت الذي اجتمع فيه وزيرا خارجية البلدين لبدء محادثات حول حل النزاع الحدودي الملتهب بينهما.

واعرب دبلوماسيون هنود عن احباطهم بعد ان بدا ان الصين غبر حريصة على رفع الحظر خلال اجتماع مجموعة الموردين النوويين التي تضم 45 دولة في فيينا قبل يومين. لكن وزير الخارجية الصيني الذي يزور نيودلهي حاليا لمدة ثلاثة ايام قال إنه مندهش من هذه التقارير.

وقال وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي لمحطة (سي ان ان-اي بي ان) الاخبارية يوم الاثنين quot;لم نفعل شيئا من شأنه تعويق ذلك. لقد قمنا بدور بناء.quot; وقال جيتشي وهو يبتسم quot;تبنينا ايضا موقفا ايجابيا ومسؤولا وتم التوصل الى اتفاق للضمانات. لذا فان الحقائق تتحدث بصوت اعلى من بعض التقارير.quot;

وتواجه الصين والهند اسرع اقتصاديات العالم الرئيسية نموا واكثرها سكانا الكثير من التحديات المتماثلة وبينها الاستقرار في اسيا والصراع ضد الارهاب. لكن بالرغم من زيارات متكررة بين العدوين السابقين من اجل انهاء عقود من الحذر وانعدام الثقة فان النزاع الحدودي يجعل منهما شريكين غير محتملين.

ومنذ الغاء مجموعة الموردين النووين الحظر نشرت الصحف الهندية الكثير من المقالات حول رفض الصين دعم محاولات نيودلهي لاكمال الاتفاق النووي بين الهند والولايات المتحدة المثير للجدل.

وقالت صحيفة انديان اكسبريس في مقالها الافتتاحي يوم الاثنين quot;هذه المرة تغلب الدعم الامريكي القوي على محاولة بكين تعويق دخول الهند الى النادي النووي.quot; وقال مستشار الامن القومي الهندي م.ك.نارايانان لمحطة اخبارية هندية بعد اجتماع فيينا quot;بالطبع سنعرب عن بعض الاحباط.quot; ورفض وزير خارجية الهند حتى الان التعليق على هذه المسألة.

وقام جيتشي بزيارة رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ووزير الخارجية براناب موخيرجي في اليوم الثاني لزيارته للهند التي تستمر ثلاثة ايام. وبالاضافة الى حل النزاع الحدودي الذي يعود الى حرب عام 1962 بين الجارين فان العملاقين الاسيويين يسعيان الى دفع التجارة الثنائية بينهما لتتخطى حاجز الثلاثين مليار دولار الحالي.

وشهدت العلاقات بين البلدين اخفاقات اكثر من النجاحات ويقول محللون إن زيارة وزير الخارجية الصيني ربما تساعد في تنقية الاجواء. وقال اوداي باسكار المدير السابق لمعهد الدراسات الدفاعية والتحليلات في نيودلهي quot;الصين والهند ليس امامهما خيار سوى العمل مع بعضهما البعض. والتحدي الذي يواجههما هو تحديد طبيعة المشاركة حيث ان المفهوم السائد حاليا في الهند هو ان فيينا كانت نكسة في العلاقات.quot;

وشددت الصين موقفها من النزاع الحدودي باعادة اطلاق ادعائها ملكية الدير البوذي في تاوانج وشكت قوات الامن الهندية من تكرار التوغلات الحدودية من جانب القوات الصينية في العام الماضي.ويحتاج الاتفاق النووي المدني بين الولايات المتحدة والهند الى تصديق الكونجرس الاميركي قبل التوقيع النهائي على الاتفاق.