فيينا: أبلغت ايران مجموعة دول عدم الانحياز التي تنضم اليها بأنها قررت العدول عن الترشح لعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن منطقة الشرق الاوسط وجنوب اسيا (ميسا) بهدف دعم باقي المرشحين من المنطقة لهذا المنصب. وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة في الوكالة الدولية انه ينتظر ان تحسم مسألة ترشيح احد اعضاء مجموعة (ميسا) لمجلس المحافظين الذي يعتير ثاني اعلى سلطة في الوكالة بعد المؤتمر العام عن طريق التصويت خلال اعمال الدورة ال52 المنعقدة في فيينا حاليا.

ولا تزال هناك ثلاث دول تتنافس عن هذه المنطقة للفوز بالمقعد الشاغر في مجلس محافظي الوكالة هي سوريا وافغانستان وكازاخستان. وكان دخول كل من افغانستان وايران وكازاخستان في المنافسة للفوز بهذا المقعد قد خلق وضعا صعبا للمجموعة نظرا لوجود مقعد شاغر واحد بعد انتهاء فترة باكستان في المجلس.

وقد ساندت المجموعة العربية منذ البداية ترشيح سوريا بناء على قرار من الجامعة العربية لكن قيام افغانستان في الاسابيع الاخيرة بمنافستها على هذا المقعد دفع كل من ايران وكازاخستان الى دخول المنافسة ايضا. وكشف دبلوماسيون عرب في فيينا عن ان سوريا تلقت تعهدات من قبل حليفتها ايران ومن قبل كازاخستان بالعدول عن المنافسة على هذا المقعد في حال تنازلت افغانستان لكن لم يعرف بعد في ما اذا كانت الأخيرة مستعدة للقيام بهذه الخطوة وسط ضغوط أمريكية عليها لعرقلة عودة دمشق الى مجلس محافظي الوكالة وهو أعلى جهاز مسؤول عن رسم سياسة الوكالة.

من جانبها أكدت سوريا انها غير مستعدة للرضوخ للمطالب الأمريكية وستمضي في ترشيحها حتى لو أحيل الأمر الى التصويت خلال الدورة 52 للمؤتمر العام للوكالة علما بأن الترشيح لمقعد في مجلس المحافظين من قبل المجموعات الأقليمية وبينها مجموعة الشرق الاوسط وجنوب آسيا تتم عادة بالتوافق في الآراء على مرشح واحد.

وفي حال استمرار افغانستان في ترشيحها وبقاء الآخرين في المنافسة فلن يكون هناك من مخرج سوى اللجوء الى التصويت في المؤتمر العام وهي سابقة لم تحدث في عمل المجموعات الاقليمية. من جهته اعرب مندوب الولايات المتحدة الأميركية غريغوري شولتي في تصريح على هامش اعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية الذي بدأ اعماله امس عن معارضة بلاده لترشيح كل من ايران وسوريا لعضوية مجلس المحافظين حيث يسود الاعتقاد بأن الدول الغربية والاوروبية على السواء ستضطر بالتالي الى مساندة الموقف الأميركي. وكانت واشنطن قد اتهمت دمشق بالسعي لحيازة أسلحة نووية في اعقاب قيام اسرائيل بغارة جوية على موقع الكبر السوري في سبتمبر من العام الماضي حيث دمرته بالكامل وقد أرسلت الوكالة فريق تفتيش الى الموقع وينتظر ان يقدم تقريرا بنتائج زيارته الى مجلس المحافظين.