القاهرة: أعلنت السعودية السبت أن قواتها البحرية المشاركة في النشاط العسكري الدولي الموجّه ضد عمليات القرصنة التي تجري من قبل قراصنة الصومال في خليج عدن، والمكونة من ثلاث فرقاطات ذات قدرات متطورة، نفذت مجموعة من المهام التي هدفت إلى تأمين الحماية للخطوط التجارية.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه عمليات القرصنة من جهة، وتسارع الدول المختلفة إلى تعزيز حضورها العسكري في المنطقة لمواجهة ذلك، وكان التحرك الأخير على هذا الصعيد انضمام أسطول صيني إلى القوات الدولية العاملة في خليج عدن، في أول مشاركة بحرية للصين خارج مياهها الإقليمية منذ قرون.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن القوات البحرية الملكية السعودية تشارك في مكافحة أعمال القرصنة البحرية في بحر العرب وخليج عدن منذ أكثر من شهر ونصف، عبر ثلاث فرقاطات حديثة ذات قدرات قتالية عالية تقتنيها القوات البحرية.
وقد نفذت تلك السفن العديد من المهام المتمثلة في حماية السفن التجارية السعودية ومرافقتها أثناء عبورها للمناطق التي تشهد نشاطا متزايدا لأعمال القرصنة في بحر العرب وخليج عدن حتى وصولها الى المناطق الآمنة.
إضافة إلى قيامها بأعمال المراقبة على مدار الساعة يتخللها عمليات المسح الليلي والنهاري باستخدام الطائرات العمودية المرافقة لتلك السفن، كذلك تقوم بالاستجابة الفورية لنداءات الاستغاثة التي تصدر من السفن التجارية وتقديم المساعدة اللازمة لها.
يذكر أن قراصنة الصومال كانوا قد خطفوا ناقلة نفط سعودية هي الأكبر في العالم، وعلى متنها حمولة كبيرة من الخامات، ويطالب القراصنة بالحصول على فدية كبيرة لقاء الإفراج عنها.
وكانت مصادر رسمية في القاهرة قد اعلنت الخميس أن سفينة شحن مصرية، على متنها 28 بحاراً، جميعهم من المصريين، تعرضت للاختطاف أثناء إبحارها قرب مضيق quot;باب المندبquot;، عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وتم اقتيادها بأفراد طاقمها إلى السواحل الصومالية.
وقال مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية، السفير أحمد رزق، إنه ورد صباح الخميس من مركز العمليات البحري بوزارة النقل، أن السفينة quot;بلو ستارquot; مملوكة لشركة quot;فيجا إنفيست سانت فنسانتquot;، وتحمل علم quot;سانت نيفيسquot; بجزر الكاريبي، وطاقمها المكون من 28 مصرياً، quot;تم اختطافها من جانب القراصنة الصوماليين.quot;
وأوضح المسؤول المصري، في تصريحات صحفية نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الخاطفين كان عددهم نحو 15 شخصاً، وكان بعضهم مسلح بأسلحة quot;غير خفيفةquot;، كما أشار إلى أن السفينة الآن في طريقها إلى quot;نقطة ماquot; على السواحل الصومالية.
وأشار رزق إلى أن السفينة، التي كانت محملة بنحو ستة آلاف طن من أسمدة اليوريا، أصبحت الآن تحت سيطرة القراصنة، مشيراً إلى أن السفينة كانت متجهة إلى الشرق، إلا أنها أثناء إبحارها عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، أجبرها خاطفوها على التوجه نحو السواحل الصومالية.
وأكد أن وزارة الخارجية تتابع الموقف مع الجهات المعنية وأطراف دولية أخرى، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ قيادة القوة الأوروبية في quot;نورث وودquot; في بريطانيا، لطلب المساعدة، لكن عملية الخطف قد تمت، وطاقم السفينة قد أصبحوا رهائن بالفعل.
وأضاف الدبلوماسي المصري أنه يجري العمل حالياً على إجراء الاتصالات اللازمة لإطلاق سراح السفينة، التي يقودها الربان محمود سويدان، والاطمئنان على طاقمها وإنهاء المشكلة.
يذكر أن سفينة عسكرية ألمانية كانت قد أنقذت سفينة شحن مصرية أخرى من الاختطاف قبل أسبوع، على أيدي مجموعة من القراصنة قبالة السواحل الصومالية.
وتزايدت عمليات القرصنة بشل لافت قبالة السواحل الصومالية خلال العام المنصرم، مما دفع مجلس الأمن إلى دعوة دول العالم للمشاركة في أعمال مكافحة القرصنة، حيث قامت العديد من الدول بإرسال وحدات عسكرية لحماية السفن التجارية.
التعليقات