عاهل البحرين: الجسم الفلسطيني بلا رأس
قمة quot;إسلامية quot;طارئة إذا فشل انعقاد quot;العربيةquot;
سارة رفاعي من المنامة: خلال ترؤسه جلسة استثنائية لمجلس الوزراء البحريني قال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن quot; بقاء الجسم الفلسطيني جسما بلا رأس واحد هو من أسباب ما يتعرض له الفلسطينيون اليومquot; ، وإن quot; دروس المأساة تحتم تحقيق المصالحة الوطنية التي لو تمت الآن لتغيرت أشياء كثيرة في الموقفquot; ، مضيفا quot; ذلك ما ندعو إليه الأشقاء الفلسطينيين ، من منطلق اتفاق مكة الذي يمثل فرصة تاريخية للمصالحة الراسخة ، وعلينا الاستفادة من التجربةquot;.
وقال quot; إن البحرين تقف مع أشقائها العرب في كل ما يتوافقون بشأنه وقد أبدينا موافقتنا منذ البداية على عقد قمة عربية ونحن بانتظار تلقي الدعوات إليها ، وإذا ما تعذّر عقد قمة عربية فلماذا لا تكون قمة عربية إسلامية حيث أصبح السلام في منطقتنا هما مشتركا لجميع العرب والمسلمينquot;، داعيا الحكومة إلى موافاته بما يستجد ويلزم اتخاذه في حينه .
وقال الملك خلال الجلسة الاسثنائية التي دعي لها جميع الوزراء وحضرها رئيس الوزراء وولي العهد quot; لقد أيدنا ما تقدمت به مصر بعد تشاورها المكثف مع فرنسا وما بذلته تركيا من جهد وذلك بانتظار ما يتبع هذه المبادرة من اتفاق دائم يعزز الاستقرار ويمنع تجدد المواجهاتquot;.
واكد العاهل البحريني ان quot; إسرائيل تعمل بقيادة موحدة رغم تعدد أطرافها وتتبع سياسات وخطط منسقة في كل عملها السياسي والعسكري ، وما نراه اليوم عاجلاً وملحاً هو وقف المأساة الكبيرة والمعاناة الإنسانية الرهيبة التي يتعرض لها أهالي غزة المسالمون قبل كل شيء ، فقد سببت مشاهدها الدموية لنا وللجميع حزنا عميقا وقلقا بالغا ، وذهب مئات الضحايا الأبرياء من المدنيينquot;.
ودعا quot; المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته حيال ذلك وبالمثل الدول القادرة على المساهمة في الحل والتي تأخرت طويلا في اتخاذ ما يلزم والغريب أن يساوي العالم بين المحتل وبين من هو تحت الاحتلال quot; ، وقال إن البحرين quot; ترى أن أساس المشكلة يتمثل في استمرار الاحتلال ولا حل للمشكلة الفلسطينية إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف quot;.
واكد ان المبادرة العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002 واضحة المعالم بشأن متطلبات وشروط السلام وبالتالي تحقيق الاستقلال للدولة الفلسطينية ، وعلى الجميع مراعاة حق الشعب الفلسطيني في أن يكون حكما لتقرير شؤون حاضره ومستقبله ، كما هو من حق الشعوب في كافة أنحاء العالم فالشعب الفلسطيني هو من يعاني ويتحمل ويقدم التضحيات .
وبين الملك quot;بأن الحكم الراشد يمنع الحروب تجنبا لدمارها ويسعى إلى تعزيز السلام لتنعم الشعوب بخيراته ، أما الحكم الجائر فيعمل على العكس من ذلك ويُبقي على حالة الحرب وذلك ما يسجله التاريخ والعالم على إسرائيل ، فكلما اقتربت المنطقة من السلام خلقت إسرائيل مشكلة جديدة ، وبعد هذا العدوان الغاشم على غزة عليها المساهمة في الحل وإن لم تفعل فهي الملامة بالمقابل فإن الوحدة الوطنية الفلسطينية تساعد على عدم إعطاء المبررات التي تبعدنا عن السلام quot;.
من جهته اكد رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أن كلمة الملك عكست الشعور الرسمي والشعبي المتعاظم لمملكة البحرين تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني في معاناته في غزة جراء العدوان الإسرائيلي ، مؤكداً كذلك أن الحكومة إذ تشيد بمبادرة الملك بالدعوة إلى عقد قمة عربية إسلامية لتكمل المبادرات العربية في هذا الجانب ،لتؤكد أنها ستعمل استرشاداً بالتوجيهات الملكية في ما يتعلق بمتابعة المستجدات إقليمياً وعربياً ودولياً وإيفاء الملك بها لاتخاذ ما يلزم من مواقف وخطوات تدعم الصف العربي .
واكد الشيخ خليفة أن الوضع الراهن في فلسطين والتجاوزات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني تستوجب مصالحة الأشقاء والنأي بخلافاتهم والتوحد على كلمة سواء من أجل الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لمأساة إنسانية حقيقية ، مضيفاً أن مبادرة الملك بالدعوة إلى عقد قمة عربية إسلامية طارئة تشكل محورا مهما في وقف القتال في غزة وإنهاء المأساة الإنسانية فيها وذلك لما تمثله الدول العربية والإسلامية من مكانة ونشاط دبلوماسي وثقل إقليمي متنام جديراً بالتأثير على المجتمع الدولي.