محمد حميدة من القاهرة: من يتابع السجال الدائر بين مصر وسوريا، يجد خلافات خطيرة في الرأي تجعل عملية الوصول إلى التهدئة المنشودة على ارض غزة امرا صعبا المنال. فقد نصحت سوريا حركة حماس بعدم قبول المبادرة التى اقترحتها مصر لوقف إطلاق النار، بحجة أنها غير واضحة، وخاصة فيما يتعلق بمسألة انسحاب إسرائيل من قطاع غزة. وترى سوريا، التى تنسق مع إيران، ان الاقتراح المصري يضعف موقف حماس في قطاع غزة وبالتالى يعطى لإسرائيل ميزة.

وتطالب حماس بالعودة إلى شروط وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في حزيران/يونيو الماضي، والذي يمنع إسرائيل من مهاجمة قطاع غزة، والمطالبة بأن تطبق التهدئة في الضفة الغربية بعد ستة أشهر.

ويرى مراقبون انه بتحقيق رغبة حماس، لا تكون إسرائيل قد حققت اى مكاسب سياسية من خلال العملية العسكرية على غزة.

وتدعو المبادرة المصرية الى وقف إطلاق النار، على ان يبدأ سريانه في غضون 48 الى 72 ساعة، وفتح المعابر الحدودية للسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول الى قطاع غزة. وخلال وقف إطلاق النار تقوم مصر بإجراء محادثات مع إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق طويل الأجل، وفي مرحلة لاحقة يتم استئناف المحادثات بين حماس وفتح حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.

لكن حماس ترفض هذا الاقتراح لأنها تعتقد أنه يعترف بمحمود عباس ابو مازن كرئيس للسلطة الفلسطينية، رغم ان مدة ولايته انتهت رسميا اليوم الجمعة. وحثت سوريا حركة حماس على الجانب الاخر ان تطلب فى المرحلة الأولى من الاتفاق، فتح معبر رفح الحدودي، وهو مطلب ترفضه مصر، التى توافق على فتح المعبر فقط طبقا لشروط اتفاقية المعابر التى وقعت عام 2005، الأمر الذي يتطلب وجود مسئولين من السلطة الفلسطينية، ونشر مراقبين من الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على الجانب الاخر بكاميراتها. و ترى مصر ضرورة فتح المعابر في هذه المرحلة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الى القطاع.

لكن سوريا ترى ان فتح المعابر لا ينبغي أن يكون مشروطا بعودة مسئولي السلطة الفلسطينية، وذهبت إلى حد انتقاد مصر لعدم فتح معبر رفح على الحدود المصرية على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم لتليفزيون المنار، محطة حزب الله الفضائية، الذى قال ان quot;سوريا على النقيض من مصر لم تمنع المدنيين اللبنانيين من دخول أراضيها خلال حرب لبنان الثانيةquot;.

ويرى مراقبون ان الخلاف بين سوريا ومصر هو ان البلدين يتبادلان مواقفهما من خلال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان.

وليس هذه فقط كل الخلافات، بل يختلف البلدين أيضا حول نشر قوات دولية. فيقول وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط لا وجود على ارض مصر إلا قوات مصرية. لكن حماس أعلنت عن معارضتها لنشر قوات حفظ سلام دولية في غزة وان قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي انهى حرب لبنان الثانية، لن ينفذ على ارض غزة، وهذا كلام سوريا أيضا.