عبر الضغط الإعلامي والتقارير الإستخباراتية:
الـ(C I A) تستغل هروب السعوديين لإلغاء قرار أوباما

أحمد البشري وفيصل الفهد من الرياض: شكك مراقبون أميركيون في فاعلية برامج تأهيل المنتمين السابقين إلى تنظيم القاعدة في المملكة العربية السعودية، من خلال الفنون التي تستخدم بالتأهيل، وذلك بعد انضمام معتقلين سعوديين سابقين في غوانتانامو إلى تنظيم القاعدة في اليمن، رغم اجتيازهم برنامج إعادة التأهيل في السعودية.

وقالت شبكة إيه بي سي الأميركية إن الحكومة السعودية تدير برنامجا لإعادة تأهيل المنتمين إلى تنظيم القاعدة في إحدى المناطق التابعة لوزارة الداخلية خارج الرياض؛ حيث تقول الحكومة السعودية إنها استطاعت إعادة تأهيل حوالى 700 من المنتمين سابقا إلى تنظيم القاعدة عن طريق الرسم والكتابة والأعمال اليدوية الحرفية.

وقال الدكتور عوض اليامي، مؤسس برنامج التأهيل بالفن، إن التلوين quot;يخرج الطاقة السلبية على الورق... إنه آمن هنا. إنه على الورق، وليس في الخارجquot;. وقال اليامي، أستاذ التربية والعلاج بالفن المشارك في جامعة الملك سعود، إن المشاركين في البرنامج يحصلون أيضا على تأهيل وتعليم ديني أيضا، كما يمكن أن يحصلوا على منزل جديد إذا تعاملوا جيدا في البرنامج.

التشكيك بالبرنامج
لكن برنامج إعادة التأهيل يواجه تشكيكا من منتقدين أميركيين؛ حيث قال براد جاريت، العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية quot;إف بي آيquot; العديد من الأشخاص المشاركين في البرنامج يعلنون تخليهم عن التطرف فقط كي يقوموا باجتياز البرنامج.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى نموذج السعودي سعيد الشهري ومحمد العوفي اللذين اجتازا برنامج العلاج والتأهيل بعد إطلاق سراحهما من معتقل غوانتانامو، لكنه توجه إلى اليمن ليصبح أحد قادة تنظيم القاعدة هناك، كما يُشتبه في كونهما أحد المسؤولين عن الهجوم على السفارة الأميركية في اليمن سبتمبر/أيلول 2008، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل 17 شخصا من بينهم أميركي.

وبحسب جون كيرياكو، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية quot;سي آي إيهquot; فإن هذا يظهر أنه quot;لا يمكن معرفة متى يكون الشخص مؤمنا حقا بشيء ما. والآن يمكنهم أن يمروا بتغييرات مثل أي سجين آخر، فقط كي يتظاهروا أنهم قد تمت إعادة تأهيلهمquot;.

أوباما وقرار غوانتانامو
ومع إعلان الرئيس باراك أوباما عزمه إغلاق معتقل غوانتانامو حذر خبراء أميركيون من احتمال انضمام بعض المفرج عنهم إلى القتال مجددا ضد الولايات المتحدة. حيث قال ريتشارد كلارك، مستشار الأمن القومي السابق: quot;أعتقد أن الولايات المتحدة يتعين عليها أن تكون حريصة في الإفراج عن الأشخاصquot; داعيا إلى تنفيذ أنظمة مراقبة في الدول التي سيتم نقل معتقلي غوانتانامو إليها حتى quot;نعرف أين هم وماذا يفعلونquot; على حد تعبيره.

لجنة المصالحة باقية
من جهة أخرى دافع أحد أعضاء لجنة المناصحة في وزارة الداخلية السعودية رفض كشف اسمه خلال اتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; عن برنامج المناصحة واصفا البرنامج بأنه ناجح جداً مقياسا بالبرامج العالمية الدولية، مشيراً إلى أن لجنة المناصحة لا تضمن خلو البرنامج من الشوائب أو ارتداد المسجونين إلى جرائمهم الماضية.

وقال إن البرنامج يعمل منذ خمس سنوات وهو يلاقي النجاح بعد تجاوب أكثر من ألف وخمسمائة مواطن قد دخلوا بالبرنامج وأثبتوا تغير فكرهم وسلوكهم مع الغير وتخلوا عن الفكر الضال والتكفيري ما أدى إلى إخلاء سبيلهم وعودتهم إلى المجتمع، مشيراً إلى أن هروب إثنين كانا في البرنامج ولم يلتزما بالقوانين المفروضة عليهما وبعد إطلاق سراحهما لا يحمل البرنامج الفشل الكلي، مؤكداً أن هناك تشاورا على نطاق القيادات في وزارة الداخلية للوقوف على أسباب تخلي هؤلاء ( الشهري والعوفي ) لبرنامج المناصحة وعودتهم للفكر الضال.

واضاف أن اللجنة تسير حتى الأن بالبرنامج وهناك دفعات من المسجونين سيطلق سراحهم ولن يتأثر بما ارتكبه زملاؤهم السابقون، مشيراً إلى أن اللجنة تعمل على متابعة من يطلق سراحهم خلال برنامج يوضع لكل حالة على حده.

الجدير بالذكر أن التجربة السعودية، ممثلة في لجنة المناصحة تشير إلى نجاح ملحوظ في التصدي لهذه الأفكار، رغم وجود اثنين من خريجي هذه اللجنة في مناصب عالية للتنظيمات الإرهابية، فمن 109 موقوفين تم إستلامهم من غوانتانامو، لم يلتحق سوى اثنين منهم بالتنظيم (الشهري والعوفي)، وهو ما يشكل نسبة 1.8 % من مجموع الموقوفين، وهو ما يشير إلى نسبة نجاح تفوق الـ 98 %، بحسب تصريح الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي للصحف السعودية، وقد أكد التركي أن المملكة تعمل على تحسين تأهيل.

وأضاف: أن الدولة واصلت دعم العائدين مادياً ومعنوياً، إذ تكفلت لهم بمصاريف الزواج، ووفرت سيارة لكل منهم، وأعادتهم لوظائفهم أو تعليمهم، وقررت صرف رواتب شهرية للعاطلين منهم، تمهيداً لانخراطهم في المجتمع.

وإذا كان السعوديان سعيد علي الشهري، الذي تم التعريف به في التسجيل بالسجين رقم 372، كان قد خرج من غوانتانامو عام 2007، ليختفي من منزله في السعودية، بعد إكماله لبرنامج المناصحة. قبل أن يظهر في التسجيل كنائب زعيم الفرع اليمني لتنظيم quot;القاعدةquot;. والسعودي محمد العوفي الذي عرف بنفسه بالسجين رقم 333 في غوانتانامو سابقاً، والقائد الميداني للتنظيم حالياً، قد جربا المعتقل السياسي. فإن زعيم التنظيم الجديد ليس بأفضل حال منهما، إذ يعد الوحيشي أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية اليمنية، بتهمة تشكيل تنظيم مسلح والتخطيط لتفجير منشآت نفطية في اليمن، وحد أعضاء القاعدة الـ23 الذين فروا من سجن الأمن السياسي في صنعاء 2006.

صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية، ذكرت أن الشهري مشتبه الآن بتورطه في تفجير السفارة الأميركية في العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي. وكانت تقارير أميركية رسمية، أشارت إلى أن 11 % من السجناء الذين تم اعتقالهم والإفراج عنهم، ربما عاودوا ممارسة الأنشطة الإرهابية، والأرقام تشير إلى الرقم 61 من مجموع معتقلي غوانتانامو الـ 529. وكان التقرير الذي صدر قبل أيام من تسلّم الرئيس باراك أوباما مهامه رسمياً الثلاثاء الماضي، كشف أن 18 معتقلاً سابقاً تأكدت مشاركتهم في هجمات، وأن 43 آخرين يشتبه في تورطهم في هجمات أيضاً.

يذكر أن ثلاثة عشر مواطنًا سعوديًا في معتقل غوانتانامو من أصل مئة وسبعة وعشرين سعوديًا تسلمتهم المملكة كدفعات سابقة خلال الثلاث سنوات الماضية، سيتم الإفراج عنهم عقب توقيع الرئيس الأميركي الجديد لإغلاق المعتقل، وكانت وزارة الداخلية السعودية قد مكنت أهالي المعتقلين المفرج عنهم من الالتقاء بأهاليهم والاجتماع بهم بصفة دورية، وعملت من خلال لجنة خاصة بتأهيل العائدين مدنيًا للانخراط في المجتمع المدني السعودي ومتابعة سلوكهم ميدانيا.

وكان مركز quot;سايتquot; المتخصص في رصد المواقع الاسلامية المتطرفة على شبكة الانترنت، قد ذكر ان معتقلين سابقين في غوانتانامو ظهرا في شريط فيديو بثه موقع إسلامي متطرف على الانترنت.