تكبد الحلف الاطلسي أكبر خسارة عسكرية منذ أكثر من سنة في أفغانستان مع مقتل 8 جنود اميركيين في معارك وقعت شرق البلاد عند حدود المناطق القبلية حيث يختبىء عناصر من القاعدة وطالبان.

كابول:بعيد اعلان مقتل ثمانية جنود من القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي، قال متحدث باسمها الاحد لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي، quot;بوسعنا التأكيد بانهم جميعهم اميركيونquot;.

وينتمي الجنود الاميركيون المنتشرون في ولاية نورستان الحدودية مع باكستان الى قوة quot;تاسك فورس ماونتن واريورquot; (قوة مهمة محاربي الجبل) وهي فوج لسلاح المشاة الخفيف. وقالت ايساف ان عناصر مسلحة قبلية شنت هجمات صباح السبت على القوات الدولية من مسجد وقرية بولاية نورستان. واوضح رئيس اجهزة الاستخبارات الافغانية في ولاية نورستان محمد فاروق لفرانس برس ان المعارك دارت في منطقة كامدش القريبة جدا من الحدود.

واكدت ايساف في بيان quot;ان قوات التحالف صدت الهجوم والحقت خسائر فادحة في صفوف العدو فيما قتل ثمانية عناصر من ايساف وجنديان افغانيانquot;. واكد طالبان من جهتهم في بيان مقتل 30 جنديا من القوات الدولية والافغانية. وقد امتد التمرد الذي تكثف لفترة طويلة في جنوب افغانستان، الى كامل البلاد خصوصا في الشرق الحدودي لquot;المناطق القبليةquot; التي تصفها واشنطن وباكستان بquot;معاقل القاعدةquot;.

وهي اكبر خسائر تتكبدها ايساف منذ مقتل عشرة جنود فرنسيين في اب/اغسطس 2008 في منطقة سروبي القريبة من كابول. وكان ذلك الهجوم الاكثر دموية بالنسبة لايساف منذ بدء التدخل في افغانستان اواخر 2001. وفي 17 ايلول/سبتمبر قتل ستة مظليين ايطاليين و10 مدنيين افغان على احدى الطرق الاكثر ازدحاما في كابول اثر هجوم انتحاري لطالبان على القوات الاطلسية.

والجمعة قتل خمسة جنود اميركيين في هجمات مختلفة في جنوب البلاد وشرقها. وهذه السنة قتل 394 جنديا اجنبيا بينهم 236 اميركيا في افغانستان بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى الموقع المستقل على الانترنت ايكاجواليتز. ويعتبر العام 2009 الاكثر دموية بالنسبة للقوات الدولية منذ وصولها الى افغانستان حيث يموت جنديان من الحلف الاطلسي يوميا.

ولم تكف حركة التمرد عن التوسع والتكثف منذ نحو سنتين بحيث بلغت اعمال العنف والخسائر في صفوف المدنيين وكذلك في صفوف القوات الدولية والافغانية في الاشهر الاخيرة مستويات قياسية منذ طرد طالبان من الحكم في 2001.

وفي ايلول/سبتمبر رفع الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية والاجنبية في افغانستان الى قياداته توصياته للاشهر المقبلة مطالبا بتعزيزات تصل الى 40 الف جندي اضافي لينتشروا خصوصا، بحسب مسؤول عسكري اميركي، في المناطق الشمالية والغربية المهملة حتى الان وحيث امتدت انشطة المتمردين.