قبيل البت بالاقتراح الذي تقدم به الجنرال ستانلي ماكريستل لجهة ارسال تعزيزات، قرر الرئيس الاميركي مراجعة الاستراتيجية في افغانستان الى باكستان.

واشنطن: وسع الرئيس الاميركي باراك اوباما مراجعة الاستراتيجية في افغانستان الى باكستان، الدولة المجاورة التي تشكل عاملا مهما في قرار الرئيس الاميركي ارسال دعم الى افغانستان او عدمه، الامر الذي قد يؤدي الى تصعيد لاعمال العنف بعد مرور ثماني سنوات على بدء الحرب.

واجتمع اوباما بعد الظهر بفريق من المستشارين في شؤون الامن القومي لدراسة يوميات حرب استمرت ثماني سنوات منذ اليوم الذي قرر فيه سلفه جورج بوش ضرب مراكز طالبان ومواقع القاعدة، متوعدا بجعلهم quot;يدفعون ثمنquot; اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

ويتوقع من اوباما، الرئيس الاميركي الذي ورث اطول حرب خاضتها بلاده، اتخاذ قرار في الاسابيع المقبلة لجهة الموافقة على طلب الجنرال ستانلي ماكريستل قائد القوات في افغانستان ارسال دعم، او رد هذا الطلب او ايجاد تسوية. وفي اي حال، فهو يخضع للضغوط من كل الجهات.

وطالب ماكريستل بدعم يصل الى 40 الف جندي اضافي في ظل ازدياد معارضة الاميركيين لحرب تتصاعد يوما بعد يوم واودت بحياة 800 جندي اميركي ولاسيما انها تذكر بالمأزق الاميركي في فيتنام او بانسحاب الجيش السوفياتي من افغانستان.

ويعتبر ماكريستال انه اذا لم يتم ارسال الدعم في غضون 12 شهرا فان المهمة الاميركية في افغانستان معرضة للفشل.

ويجري اوباما حاليا استشارات معمقة قبل ان يتخذ قرارا لعله الاهم في عهده. ولا تزال التفاصيل التي يكشفها معاونوه حول ما الت اليه هذه الاستشارات ضئيلة جدا. الا ان اوباما كشف بعضا من اوراقه الثلاثاء حين افاد مسؤول من ادارته ان الرئيس اكد لعدد من النواب انه لا ينوي خفض العديد الحالي في افغانستان ولا نقل تركيز مهماته من طالبان الى القاعدة.

ويبدو ان هذا الاقتراح يحظى بدعم نائب الرئيس جو بايدن الذي يشكل رأيه عاملا مؤثرا في المشاورات. وفي اجتماعهما مع النواب، لم يعارض اوباما وبايدن اللجوء الى الضربات الجوية او الى العمليات المحددة الاهداف، ولكنهما قالا ان عدد الجنود قد يبقى على ما هو عليه، اي نحو 68 الف جندي.

من جهة اخرى، اكد معاونو اوباما ان الاستراتيجية الجديدة ستولي اهتماما كبيرا لباكستان. واشار المتحدث باسم الرئيس روبرت غيبس الى ان quot;معظم ان لم يكن جميعquot; افراد القاعدة الذين يسعون للثأر من الولايات المتحدة موجودون حتى الان في باكستان.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا يتصل بما اذا كانت عودة طالبان الى الحكم تعني عودة حتمية للقاعدة. وقال خصم اوباما في الانتخابات جون ماكين في هذا الشأن quot;نعرف جميعا انه لو عادت طالبان الى الحكم فالقاعدة ستعود بدورهاquot;.

ويضغط ماكين والجمهوريون بشكل عام على اوباما لتلبية طلب الجنرال ماكريستل، فيما يبدي الديموقراطيون تحفظا عن ارسال دعم الى افغانستان.

وتظهر استطلاعات الرأي الاخيرة معارضة متزايدة للحرب في افغانستان. فقد اجرت جامعة quot;كوينينبياكquot; استطلاعا بين ان 32% من الاميركيين يعتبرون ان الولايات المتحدة quot;مقبلة على فيتنام ثانيةquot;.