غيب الموت في ساعة متاخرة من مساء امس السبت الكاتب والسياسي المصري محمد السيد سعيد عن عمر يناهز 59 عاما بعد معاناة قاسية مع مرض السرطان.

القاهرة: فارق سعيد الحياة في منزله بحي العجوزة بالقاهرة بعد نحو اسبوع من عودته من رحلة علاجية إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث تلقى العلاج على نفقة الحكومة الفرنسية. ويعد سعيد واحدا من أبرز المفكرين والمثقفين والكتاب السياسيين اليساريين في مصر والعالم العربي، وله سلسلة من المؤلفات السياسية الهامة، وشغل منصب نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وكان أحد مؤسسي حركة كفاية المعارضة.

ولد سعيد بمدينة بورسعيد في يونيو/ حزيران 1950 وتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1972 وشارك في حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973 في إطار الخدمة العسكرية، ثم التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975. بدأت علاقة سعيد بالعمل السياسي في 1968 في جامعة القاهرة، حيث بدأ قياديّاً في صفوف الحركة الطلابية التي كانت تحاول النهوض حينها من حرب 1967، ودخل السجن لأول مرة عام 1972 بعد اعتقال قيادات الحركة الطلابية.

نال سعيد في عام 1983 شهادة الدكتوراه من جامعة quot;نورث كاروليناquot; وكان موضوعها دراسة مقارنة لسبع تجارب للتطوّر في أفريقيا. شارك في تأسيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، واعتقل لمدة شهر مع عدد من النشطاء الحقوقيين عام 1989 عقب كتابته بيانا صدر باسم المنظمة تضامنا مع عمال الحديد والصلب الذين اعتصموا داخل مصنعهم.

أسس سعيد في عام 2007 جريدة quot;البديلquot; اليسارية التي كانت واحدة من التجارب البارزة في مجال الصحافة المستقلة في مصر. وسيوارى جثمان الفقيد في مسقط رأسه عصر اليوم بمحافظة بورسعيد