أكد وزير الداخلية العراقي جواد البولاني إستعداده للمثول أمام مجلس النواب لتوضيح الكثير من القضايا الأمنية وملابسات التفجيرات الأخيرة رافضًا ان يكون وراء ذلك دوافع شخصية أو حزبية واعتبر تأجيل الانتخابات أمر خطر، وقال إنه سيقبل بمنصب رئيس الحكومة المقبلة إذا كان يحقق له خدمة العراقيين. وأشار البولاني إلى مباحثات يجريها ائتلاف وحدة العراق الذي يتزعمه مع قوى اخرى بهدف تشكيل تكتل إنتخابي كبير وأوضح انه سيوقع مع نظيره المصري إتفاقات تعاون أمنية لمكافحة الإرهاب والجريمة.

أسامة مهدي من لندن: قال زير الداخلية العراقي جواد البولاني في إتصال هاتفي مع quot;إيلافquot; من القاهرة حيث يشارك ومجموعة من الوزراء العراقيين في اجتماعات اللجنة العليا العراقية المصرية التي بدأت اعمالها هناك اليوم انه يعتبر مثوله امام البرلمان لتوضيح القضايا المتعلقة بالوضع الأمني والتحديات التي يواجهها في ظل تكرار التفجيرات جزء من آليات العمل البرلماني والديمقراطي.. مؤكدًا حرصه على ترسيخ الجانب الرقابي والتشريعي في مهمات البرلمان لما فيه خدمة المصالح العليا للبلاد والمساعدة في مكافحة الارهاب.

مساءلة البرلمان يجب ان تبتعد عن الحزبية

واضاف وزير الداخلية ان مواجهة الارهاب تتطلب تكاتف جميع الجهود وقال quot; نحن كوزارة داخلية مستعدون لتوضيح موقفنا ومهماتنا الأمنية من اجل تطوير الممارسة الديمقراطية وانجاح الانتخابات المنتظرة مطلع العام المقبلquot;. وشدد على ضرورة ان تبتعد استضافة مجلس النواب له مع بقية الوزراء الأمنيين عن الاهداف الفئوية الضيقة والشخصية والحزبية، موضحًا ان هذا الامر يضعف الأمن ويصب في مصلحة الارهاب. واشار الى انه حريص على اطلاع ممثلي الشعب على اسباب وتداعيات التفجيرات الاخيرة التي شهدتها بغداد. ويستعد مجلس النواب العراقي قريبًا لاستجواب البولاني اضافة الى وزيري الدفاع والأمن الوطني ورئيس جهاز المخابرات وكالة وقائد عمليات بغداد.

رفض تأجيل الانتخابات

وحول موقفه من بروز دعوات إلى تأجيل الانتخابات التشريعية العامة المقررة في السادس عشر من كانون الثاني (يناير) المقبل حذر البولاني من ان هذا التأجيل امر خطر وسيدخل العراق في فراغ دستوري يسعى له بعضهم من اعداء العملية السياسية. وشدد بالقول ان quot;التأجيل ليس في مصلحة البلاد وسيخلق مشاكل أمنية وسياسية ويثير استياء شعبيًاquot;. ويسعى 80 نائبًا حاليًا لتشكيل تجمع يطلق عليه quot;تمديدquot; من اجل المطالبة بتمديد عمل مجلس النواب ستة اشهر اخرى يتم خلالها حل مشكلة كركوك والموافقة على قانون الانتخابات. وتعد قضية كركوك التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم العقبة الرئيسة في طريق التوصل لاتفاق على قانون الانتخابات.

تحالفات مع ائتلاف وحدة العراق

وعن امكانية تحالف quot;ائتلاف وحدة العراقquot; الذي يقوده مع الحركة الوطنية العراقية بزعامة اياد علاوي وصالح المطلك وقائمة تجديد بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اشار البولاني الى ان هناك اتصالات تجريها حاليًا اللجنة السياسية للائتلاف مع الكثير من القوى والشخصيات العراقية لبحث امكانية تشكيل تحالف انتخابي موسع. واشترط لانضمام قوى اخرى الى ائتلافه ان تكون من التي تحقق حضورًا نوعيًا على الصعيدين السياسي والشعبي ومنسجمة مع مبادئ الائتلاف ورؤيته الوطنية. واضاف ان هذه الحوارات مستمرة وفي الوقت متسع للبحث حولها وشدد بالقولquot; نحن منفتحون على جميع القوى السياسيةquot;.

وكان قد أعلن الاسبوع الماضي الاتفاق على تشكيل تحالف انتخابي جديد يضم 13 كتلة سياسية من فصائل سياسية وقوائم انتخابية وشخصيات نافذة لخوض الانتخابات وهو يتشكل اضافة الى علاوي والمطلك من طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي زعيم قائمة تجديد ورافع العيساوي نائب رئيس الوزراء عن تجمع المستقبل الوطني العراقي واسامة النجيفي رئيس تجمع عراقيون وتشكيلات اخرى.

واعلن البولاني مؤخرًا تحالفًا انتخابيًا ضم شخصيات وفصائل شيعية وسنية وعشائرية وممثلين عن المثقفين ومنظمات المجتمع المدني وليبراليين منها الحزب الدستوري العراقي بقيادته والتجمع من أجل العراق بقيادة رعد مولود مخلص ومؤتمر صحوة العراق بقيادة الشيخ أحمد أبو ريشة والتجمع الجمهوري العراقي بقيادة سعد عاصم الجنابي وحركة العدل والإصلاح العراقي بقيادة عبدالله حميدي الياور وتجمع الميثاق العراقي بقيادة أحمد عبدالعفور السامرائي رئيس الوقف السني.

منصب رئيس الحكومة

وردا على سؤال فيما اذا كان يطمح لتولي منصب رئيس الحكومة المقبلة التي ستنبثق عن الانتخابات المنتظرة قال وزير الداخلية العراقي quot; سنقبل باي منصب يفيد البلد ويخدم العراقيين لان تولي رئاسة الحكومة مسؤولية ضخمةquot;.. واضاف quot;لقد استطعنا ان نبني وزارة للداخلية تقوم على مؤسسات ومنظومة فاعلة ساهمت في تحقيق الأمنquot;. وتقول مصادر عراقية ان رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يقود quot;إئتلاف دولة القانونquot; ينظر بعدم الارتياح الى طموحات البولاني ليحل محله في رئاسة الحكومة بعد الانتخابات المقبلة.

إتفاقات أمنية عراقية مصرية

وحول اجتماعات اللجنة العراقية المصرية التي بدأت اعمالها في القاهرة اليوم اشار البولاني الى انه يساهم فيها الى جانب وزير الخارجية هوشيار زيباري رئيس الوفد العراقي ووزراء الدفاع والكهرباء والعلوم والتكنولوجيا والصناعة والزراعة ورئيس هيئة الاستثمار لبحث مختلف جوانب التعاون المشترك. واعتبر هذه الاجتماعات مهمة على طريق انفتاح العراق على المنظومة العربية.. وقال انها تهدف الى توقيع مذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون عدة. وعن الاتفاقات الأمنية التي سيبرهما مع نظيره المصري حبيب العادلي اوضح وزير الداخلية العراقي انها تتعلق بمجالات مكافحة الارهاب والجريمة وتبادل المعلومات ومواجهة غسيل الاموال وجرائمه اضافة الى امور تتعلق بوثائق وجوازات السفر.

وقد بدأت في القاهرة اليوم اجتماعات اللجنة العراقية المصرية المشتركة بهدف تعزيز التعاون والعلاقات المشتركة عن طريق توقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات الثنائية. ويتوقع ان تثمر اجتماعات اللجنة التي يترأسها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيره المصري احمد ابو الغيط عن تطور مهم يتعلق بعودة البعثة الدبلوماسية المصرية الى العراق وهو الامر الذي سيبحثه وزيرا خارجية البلدين.

وتبحث اللجنة 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم منها سبع اتفاقيات جاهزة للتوقيع في اطار توجيهات الرئيس المصري حسني مبارك بالانفتاح على العراق في جميع الاتجاهات ودعم التواجد المصري فيه وزيادة التعاون مع بغداد في المجالات كافة.