توجه وفد كردي رفيع المستوى الى الولايات المتحدة في زيارة تهدف الى تحقيق تطلعاتهم فيما يخص مطاليبهم بمدينة كركوك الشمالية والمناطق الاخرى المتنازع عليها وسيعقب هذه الزيارة توجه رئيس اقليم كردستان مسعود بارازان الى واشنطن بدعوة من الرئيس باراك أوباما. وكان بحث وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في اربيل مع بارزاني مستجدات الأوضاع السياسية على الساحة العراقية والدعم الأميركي للعملية السياسية الجارية في العراق وقدم قدم تهانيه على اقرار قانون الانتخابات.

لندن: تتسارع خطوات المسؤولين الاكراد نحو تجسيد تعهدات واشنطن بتحقيق تطلعاتهم فيما يخص مطاليبهم بمدينة كركوك الشمالية والمناطق الاخرى المتنازع عليها واجراء احصاء سكاني حيث وصل اليوم الى واشنطن وفد كردي رفيع للقاء شخصيات مؤثرة في صنع القرار الاميركي ستعقبه قريبا زيارة مماثلة بدعوة من الرئيس الاميركي باراك اوباما سيقوم بها الى هناك رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والذي اعتبر ان التعهدات الاميركية هذه لدعم الاكراد اهم من مقعد في مجلس النواب العراقي.

وضم الوفد الكردي الذي بدأ زيارة الى واشنطن فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان وفلاح مصطفى مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم وقباد طالباني نجل الرئيس العراقي جلال طالباني ممثلها في الولايات المتحدة حيث سيعقد هناك مباحثات وصفت بالمهمة مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض. وقال فؤاد حسين في تصريح صحافي ان الوفد سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية والكونغرس لبحث آخر المستجدات على الساحة السياسية في العراق ومسألة الانتخابات المقبلة والوضع الراهن في إقليم كردستان والعلاقات الثنائية بين اربيل وواشنطن. كما سيلتقي الوفد مجموعة من الشخصيات وقيادات المراكز الفكرية والاكاديمية المؤثرة بمراكز القرار في الإدارة الأميركية اضافة الى لقاءات مع ابناء الجالية العراقية في الولايات المتحدة.

وقد بحث وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في اربيل عاصمة اقليم كردستان قبيل مغادرته لها عائدا الى بلاده الليلة الماضية في ختام زيارة مفاجئة الى العراق استمرت يومين مع بارزاني quot; جملة من القضايا ذات الإهتمام المشترك ومستجدات الأوضاع السياسية على الساحة العراقية والدعم الأميركي للعملية السياسية الجارية في العراق إضافة إلى قانون الإنتخابات والضمانات الأميركية للاكراد بهذا الخصوص اضافة الى مناقشة تطوير العلاقات بين إقليم كردستان والإدارة الأميركيةquot; كما قال الأخير فيتصريح صحافي لديوان رئاسة الاقليم . واشار الى ان غيتس quot;قدم تهانيه على اقرار قانون الانتخابات العراقيةquot; ما يمهد لاجراء الانتخابات في السابع من اذار (مارس) المقبل. وقد أكد غيتس انه quot;سيبذل جهوده مع الحكومة الحالية لمساعدة العرب والأكراد على تسوية الخلافات السياسية العالقة بينهمquot;. وقال إن قادة العرب والاكراد في العراق يتحركون نحو تسوية خلافاتهم وحثهم على تشكيل حكومة تشمل كل فئات الشعب بسرعة بعد الانتخابات المقبلة.

وكان بارزاني قال امس ان الولايات المتحدة التزمت رسميا للمرة الاولى بحقوق الشعب الكردي موضحا ان ذلك جاء مقابل موافقة الاكراد على قانون الانتخابات العراقية برغم عدم رضاه عنه واكد قائلا quot; لن نتنازل عن حقوق شعب كردستان حتى آخر قطرة من دمناquot;. وقال بارزاني في رسالة وجهها إلى مواطني الاقليم quot;إنها المرة الأولى التي تصدر فيها الولايات المتحدة بيانا بهذا المستوى توضح فيه موقفها من حقوق الشعب الكردي والتزامها بهذه الحقوقquot;. وقد اثار بيان رسمي للبيت الابيض بهذا الخصوص حفيظة وانتقادات قوى سياسية خاصة العربية والتركمانية في محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي.

واشار بارزاني الى ان الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن قد اتصلا به أثناء التشاور بشأن قانون الإنتخابات الاحد الماضي مؤكدين أهمية التصديق على القانون .. واوضح أنه تحدث خلال الإتصالين quot;عن عدم وجود العدل والمساواة في قانون الإنتخابات إلا أن أوباما وبايدن أكدا على إلتزام بلدهم بشأن إقليم كردستان وتطبيق المادة 140 المتعلقة بمصير كركوك والمناطق المتنازع عليها واجراء الإحصاء العامquot; .. وقال quot;لقد طلبت منهما أصدار بيان بهذا الشأن فوافقاquot;.

وكانت الادارة الاميركية قد اكدت في بيان الثلاثاء الماضي التزامها بتنفيذ المادة الدستورية العراقية 140حول حدود مدينة كركوك والمناطق المتنازع عليها المثيرة للجدل والعمل على المساعدة في حل المشكلات العالقة بين الحكومتين العراقية والكردستانية وذلك اثر موافقة الاكراد على قانون الانتخابات وتوزيع المقاعد البرلمانية على المحافظات. وقد اثار البيان الاميركي ردود فعل بعض القوى والشخصيات العراقية التي رفضت الوعود التي تضمنها للاكراد معتبرة انه ليس من حق واشنطن اعلان التزامات معينة حول ما يطالب به الاكراد . ومن جهته قال رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي ان على العراقيين ان يحلوا مشاكلهم فيما بينهم وان لايعولوا على الوعود الخارجية. ووصف غيتس خلال زيارته للقوات الأميركية والشرطة العراقية في مدينة كركوك التوترات العربية الكردية بأنها quot;ربما تكون أكثر الموضوعات إثارة للقلق في العراقquot;.

وقالت رئاسة إقليم كردستان إن quot;غيتس أبدى في اجتماعه مع عدد من القادة الاكراد يتقدمهم بارزاني تأييد بلاده لإقامة علاقات على المدى الطويل مع العراق وبضمنه إقليم كردستان والتزام واشنطن بالاتفاقية الأمنية والاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بينها وبين العراقquot; وأضافت أن quot;غيتس شدد على أهمية الدور الكردي في إنجاح الاتفاقيتينquot;. واشارت الى أن quot;وزير الدفاع الأميركي أعرب عن دعم بلاده لمعالجة المشاكل العالقة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان مثل مشكلة المناطق المتنازع عليها وقانون النفط والعائدات النفطية وقضية كركوك من خلال الدستور العراقي بالإضافة إلى مساعدة العراقيين على إجراء التعداد العام للسكان العام المقبلquot;.

كما ابدى غيتس تفهم بلاده لقلق بارزاني بشأن مستقبل شعب كردستان وتعهد بإقامة علاقات طويلة الأمد لحماية الحكم الذاتي للاكراد في إطار العراق . وأضاف أن تحسن علاقات الإقليم ببغداد خير سبيل لتوسيع مكاسب إقليم كردستان ونحن سنكون على الدوام معكمquot;. وقد اجاب بارزاني على هذه التعهدات قائلا quot;ان دعم واشنطن لحقوق الاكراد عبر حل المشاكل بينهم وبين بغداد رسالة تمثل حلم شعبناquot;. واكد بارزاني أن الاكراد سيكونون عاملاً مساعداً لاستقرار العراق ولن يكونوا أبدا جزءا من المشاكل. واشار الى ان الانتخابات ستكون quot;مصيرية وليس شرطا أن تنتهي إلى الحصول على جميع المطالبquot; .. مشددا بالقول quot;أن التزام أميركا بدعم الاكراد أهم بكثير من كرسي أكثر أو اقل في الانتخاباتquot; بحسب ما نقلت وكالة quot;السومرية نيوزquot; عن مصدر في رئاسة الإقليم في اشارة الى قبول الاكراد خصم مقعد واحد في مجلس النواب المقبل من حصة محافظات الاقليم الثلاث الامر الذي مكن من تمرير البرلمان العراقي لقانون الانتخابات الاحد الماضي.

وعلى صعيد العلاقات بين اربيل وبغداد فقد انهى رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح اليوم السبت زيارة الى العاصمة العراقية استمرت ثلاثة ايام احرى خلالها مباحثات مع المسؤولين العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء نوري المالكي حول الملفات العالقة بين الحكومتين حول تطبيع الأوضاع في مدينة كركوك ومرتبات قوات البيشمركة الكردية وعقود النفط التي وقعتها حكومة كردستان مع شركات عالمية ولاتعترف بقانونيتها وزارة النفط العراقية . وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس حكومة كردستان برهم صالح إلى بغداد منذ تسنمه منصبه قبل شهرين.

وتتركز الخلاقات بين الحكومتين العراقية والكردستانية على العقود النفطية التي وقعتها حكومة الإقليم السابقة برئاسة نيجيرفان بارزاني مع عدد من الشركات العالمية للاستثمار النفطي في الإقليم وهي عقود يرفض وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني الاعتراف بقانونيتها وكذلك مشكلة ميزانية البيشمركة التي تطالب بها حكومة الإقليم من وزارة الدفاع العراقية ومسألة تشكيل فرقتين عسكريتين نظاميتين من قوات البيشمركة الكردية في الإقليم بالإضافة إلى المادة الدستورية 140 المتعلقة بتطبيع أوضاع كركوك والتي يرفض التركمان والعرب في المدينة الالتزام بها باعتبارها فاقدة للصلاحية بسبب انتهاء المهلة التي حددها الدستور لعملية التطبيع بنهاية عام 2006.