عبر رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) آد ملكيرت عن القلق من عزم الحكومة العراقية ترحيل عناصر مجاهدي خلق من معسكر أشرف شمال بغداد الى العاصمة غدا الثلاثاء قسرياً.. ومن جهة اخرى بحث رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في مدينة اربيل عاصة الاقليم اليوم مع ياسر محمود عباس نجل الرئيس الفلسطيني توطيد العلاقات بين الشعبين الكردستاني والفلسطيني.
لندن: قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) آد ملكيرت ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق تواصل أثناء اجتماعاتها المختلفة مع ممثلي حكومة العراق و السلك الدبلوماسي في بغداد الحث على إجراء المزيد من المشاورات بشأن مستقبل سكان مخيم أشرف. واكد في تصريح صحافي تلقته quot;ايلافquot; انه في ضوء ما أعلنته الحكومة العراقية بخصوص اتخاذ خطوات أولية غدا لترحيل سكان المعسكر البالغ عددهم 3500 شخصا من الرجال والنساء والاطفال فان قلقا يساور الأمم المتحدة فيما يتعلق بوجوب استناد أي عمل إلى مبدأ حماية السكان من الترحيل القسري أو الطرد أو العودة خلافاً لمبدأ عدم الإعادة القسرية.
ودعا جميع الأطراف المعنية إلى تكثيف المشاورات لإيجاد حل يتماشى مع حقوق العراق السيادية المشروعة والقانون الدولي ويقوم على أساس حرية الأفراد المقيمين في التعبير عن خياراتهم الشخصية ويعالج بجدية خيارات إعادة التوطين الطوعي خارج العراق. واشار الى ان كلا من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق والفريق القطري التابع للأمم المتحدة ملتزمين بالمتابعة اليومية للوضع في مخيم أشرف خلال الأسابيع المقبلة متبعين بذلك ممارسة الرصد المنتظمة التي قام بها كلاً من البعثة ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على مدى السنوات القليلة الماضية.
وامس نفت منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة تصريحات حكومية عراقية عن موافقتها على نقل عناصرها في معسكر اشرف بمحافظة ديالى الى بغداد غدا واكدت ان السلطات قد شددت حصارها على المعسكر مانعة من دخول المواد الطبية والغذائية اضافة الى الاطباء وحذرت من كارثة انسانية يتعرض لها سكان المعسكر.
وقال الناطق بإسم المنظمة في تصريح لquot;إيلافquot; من معسكر اشرف بمحافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) انه في الوقت الذي أثار فيه قرار النقل القسري العراقي لسكان أشرف موجة من الاستنكار والاستهجان لدى المجتمع الدولي وحيث أكدت منظمة العفو الدولية ان هذا العمل محظور انسانيا وقانونيا فأن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ quot;يدعيquot; ان الحكومة قد اتفقت مع سكان مخيم أشرف البالغ عددهم حوالي 3500 من الرجال والنساء والاطفال على عملية نقلهم وبموافقتهم الى مكان خاص في بغداد لم يعرف موقعه بعد بالتحديد.
واضاف اقبال quot;إن هذا الادعاء كذب محض وزائف تماما ولا أساس له من الصحة ويهدف فقط إلى تضليل الرأي العامquot;. وشدد على ان quot;نقل وتهجير سكان مخيم أشرف عمل غير قانوني تماما وانتهاك صارخ للحقوق الإنسانية الدولية وحقوق الإنسان وسوف يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية.
ووصف قرار النقل بانه مخالف لكل قوانين حقوق الانسان مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية بدعم حقوق الانسان في ايران التي تمر باسوأ اوضاعها منذ 20 عاما كما قال. وانشئ مخيم اشرف على الاراضي العراقية منتصف ثمانينات القرن الماضي حين دعم الرئيس السابق صدام حسين المعارضة الايرانية ضد حكومتها وقدم لها دعما اعلاميا وماليا وعسكريا حيث قامت بعمليات مسلحة ضد اهداف ايرانية داخل البلاد خلال حقبة الحرب العراقية الايراني بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
وتأسست quot;مجاهدي خلقquot; عام 1965 بهدف اطاحة نظام شاه ايران وبعد الثورة الاسلامية عام 1979 عارضت النظام الجديد حيث تتهمها السلطات الايرانية بالخيانة لتحالفها مع نظام صدام خلال الحرب ومارست ضغوطا كبيرة على الحكومة العراقية لاخراجهم من البلاد لكن التزام الولايات المتحدة بحمايتها وموقف منظمات انسانية الى جانبها منع بغداد لحد الان من الاستجابة للطلبات الايرانية تلك برغم انها تمارس ضغوطا معنوية على عناصرها وقامت باقتحام المعسكر مرات عدة خلال الاشهر الماضية مما ادى في تموز (يوليو) الماضي الى صدام مسلح بين عناصر المنظمة والقوات العراقية ادى الى مقتل 11 من الايرانيين واصابة مئات بجروح واعتقال 36 من عناصر المنظمة تم الافراج عنهم في وقت لاحق.
وقد شطب الاتحاد الاوروبي في كانون الثاني (يناير) الماضي المنظمة من قائمته للمنظمات الارهابية ودانت الحكومة الايرانية بشدة هذا القرار. وقد جردت القوات الاميركية المنظمة من السلاح عام 2003 اثر سقوط النظام السابق وتفرض القوات الامنية العراقية حاليا طوقا حول مخيم اشرف منذ تموز الماضي. وتعتبر الحكومة العراقية سكان المعسكر اعداء تمتعوا بحماية صدام حسين سنوات طويلة وتحرص على طردهم من العراق لكنها تريد تفادي ان ينظر اليها على انها تنتهك حقوق المنفيين او تعرض حياتهم للخطر.
وحظي المعسكر بحماية الجيش الاميركي حتى انتقل سكانه الى ولاية الحكومة العراقية في كانون الثاني (يناير) الماضي وفق اتفاق أمني ثنائي. وتعتبر الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق حركة ارهابية ولكن بعض محامي حقوق الانسان في واشنطن حثوا الجيش الاميركي على اعادة السيطرة مرة أخرى على المعسكر لمنع إساءة المعاملة من جانب القوات العراقية.
بارزاني يبحث مع نجل محمود عباس العلاقات الفلسطينية الكردستانية
إلى ذلك بحث رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في مدينة اربيل عاصة الاقليم اليوم مع ياسر محمود عباس نجل الرئيس الفلسطيني توطيد العلاقات بين الشعبين الكردستاني والفلسطيني. وخلال الاجتماع الذي شارك فيه روز نوري شاويس ممثل رئيس الإقليم في بغداد نقل ياسر محمود عباس تحيات الرئيس الفلسطيني إلى بارزاني مشيراً الى ان زيارته هذه جاءت بتوجيه من الرئيس الفلسطيني بهدف توطيد العلاقات بين الطرفين.
وعبر بارزاني quot;عن سعادته بهذه الزيارة مشيراً إلى أن زيارة محمود عباس الأخيرة إلى كردستان قد عمقت العلاقات التاريخية بين فلسطين وكردستانquot; . وقال quot;ان قضية فلسطين قضية شعبٍ مناضل والانقسامات التي حصلت بين الفصائل الفلسطينية افرزت نتائج سلبية، معرباً عن قلقه بهذا الخصوصquot; كما نقل عنه بيان رسمي . وأكد بارزاني أن الرئيس الفلسطيني رجلٌ حكيم بإمكانه ايصال شعبه الى بر الامان.
وفي محور آخر قدم ياسر محمود عباس شرحا للتطورات على الاراضي الفلسطينية وموقف الإتحاد الاوربي تجاه القضية الفلسطينية. كما سلط الضوء على مستجدات الوضع الداخلي في فلسطين وانتخابات الرئاسة الفلسطينية والمجلس التشريعي متمنياً أن تصل العلاقات بين إقليم كردستان وفلسطين إلى أعلى مستوياتها وبالأخص في المجالات الإقتصادية والتجارية والصناعية والنفطية والصحية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار اربيل مطلع العام الحالي اشارت تقارير اثر ذلك الى انه بحث مع بارزاني امكانية نقل الفلسطينيين المقيمين في بغداد الى اقليم كردستان اثر تعرضهم هناك الى اعتداءات متكررة.
التعليقات