لم تسفر المباحثات التي عقدتها إسبانيا مع الولايات المتحدة حول ملف الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، التي أوقفتها السلطات المغربية لدى وصولها في 13 تشرين الثاني/نوفمبر الى العيون كبرى مدن الصحراء الغربية، آتية من جزر الكناري واتهمتها بانها رفضت quot;الامتثال لاجراءات الشرطة العادية ونبذت جنسيتها المغربيةquot;، عن أي تقدم في الملف.
الرباط: نصح ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، الناشطة الصحراوية أمينة حيدر، أن توقف الإضراب عن الطعام الذي شنته منذ حوالي شهر، في مطار quot;لانثاروتي quot;الإسباني، احتجاجا على عدم السماح لها بدخول المغرب والالتحاق بأسرتها في مدينة العيون.
وشدد رئيس الدبلوماسية الإسبانية، الذي كان يتحدث أمس إلى الصحافة في واشنطن، في أعقاب المحادثات التي أجراها مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون quot;إن حيدر تستطيع مواصلة الدفاع عن قضيتها العادلة والمشروعة، بإعتماد أساليب أخرى غير الامتناع عن الأكلquot;. مبرزا أن الجانبين أثارا مشكلة الناشطة واتفقا على العمل سويا من أجل التوصل بسرعة إلى حل ينهي مضيها قدما في الإضراب عن الطعام.
إلا أنه، وكما توقع مراقبون، فإن موضوع إضراب حيدر عن الطعام، لم يأخذ حيزا زمنيا مهما من المباحثات التي دامت أكثر من ساعة وتركزت على قضايا أخرى مهمة.
وقال موراتينوس، إن بلدين حليفين وشريكين مثل إسبانيا والولايات المتحدة، ويشغلان مصالح حيوية كثيرة في المنطقة لا يمكنهما إلا التعاون والعمل المشترك من أجل وضع حدللأحداث الراهنة.
من جهتها لم تذكر كلينتون الناشطة الصحراوية بالاسم، كما لم تشر إلى ما قيل عن طلب إسبانيا توسطها في المشكل بينها وبين المغرب، بممارسة واشنطن ضغطا على الحكومة المغربية من أجل تليين موقفها الرافض لعودة حيدر، ما دامت الأخيرة أنكرت جنسيتها المغربية وتنازلت عن جواز سفرها. وفي حالة تراجعها عن خطوتها، فإن الرباط ستعيد لها جواز سفرها وتدخل وتخرج من البلاد بالامتثال لتنفيذ الإجراءات الإدارية والقانونية المطبقة على سائر المواطنين بدون استثناء.
ويرى مراقبون، أن موقف شبه الحياد الذي اتخذته الإدارة الأميركية من هذه القضية، من شأنه أن يخفف الضغط الإعلامي المبالغ فيه الذي يتعرض له المغرب وخاصة داخل إسبانيا، ما يشير الى أن الطريقة التي تم التعامل بها ملف الناشطة حيدر، ليس فيه أي خرق للقانون وحقوق الإنسان. ومن شأن هذا التطور الإيجابي أن يفتح آفاقا وسبلا أخرى لإنهاء المشكلة.
ولوحظ أن تصريحات وزير خارجية إسبانيا، نقلت بعض ما دار بينه وبين نظيرته الأميركية، اذ ذكر أن البلدين يشجعان على التعاون والتكامل بين بلدان المغرب العربي، الذي يعيقه نزاع الصحراء.
وضمن إطار إستراتيجية التكامل المغاربي المنشود، يعتقد موراتينوس، وتشاطره كلينتون الرأي، أن الجزائر والمغرب بإمكانهما أن يتفاهما كما أن المغرب وجبهة البوليساريو يمكنهما بدورهما أن يلتقيا من أجل إيجاد حل نهائي لنزاع الصحراء. وفي نفس السياق ذكر مصدر مقرب من وزير الخارجية الإسباني أنه استعرض في لقائه مع كلينتون إمكانية القيام بمبادرة سلمية مشتركة لإنهاء نزاع الصحراء، بين إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وأضاف المصدر أن الحديث عن المبادرة الجديدة كان سريعا دون التوقف عند التفاصيل. وعلى صعيد آخر دعا، بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة إلى عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو وذلك في أقرب الآجال الممكنة وأعرب عن انشغاله العميق حيال وضعية الأشخاص المحتجزين في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر.
يذكر أن مساندي جبهة البوليساريو، كانوا يطمحون إلى أن تلجأ واشنطن لممارسة الضغط على المغرب لحمله على إيجاد حل لمشكل الناشطة الصحراوية، استجابة لطلب غير رسمي أعربت عنه إسبانيا، بسبب العلاقات الوثيقة التي تجمع واشنطن والرباط.
التعليقات