واشنطن: ذهب لفظ quot;محور الشرquot; الذي كان سمة مميزة لعهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش... فهل يمكن أن يلحق به مصطلح quot;الحرب ضد الارهابquot;.. مع اتجاه الرئيس الأميركي باراك اوباما لانهاء خطاب سلفه جنبا الى جنب مع سياساته بدأت العبارة التي جاءت لتعريف نداء بوش بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول لحمل السلاح تفقد جاذبيتها في حرب الكلمات. وفي حين لم تسقط الادارة الجديدة عبارة quot;الحرب ضد الارهابquot; من مفرداتها فهناك مؤشرات على أنه تم الحد من استخدام هذا التعبير عمدا فيما يسعى اوباما الى تحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج خاصة في العالم الاسلامي.

وقال ديفيد جرينبرج المؤرخ وخبير الاتصالات الرئاسية بجامعة راتجرز في نيوجيرزي quot;قد يكون هذا رمزيا لكنه مؤشر على أن اوباما جاد بشأن تجنب نوعية السياسة الخارجية التي كان بوش ينتهجها والتي أثبتت أنها كانت السبب في الكثير من الانقسامات.quot;

وتحدث بوش للمرة الاولى عن quot;الحرب ضد الارهابquot; بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 حيث حولها الى عبارة خاصة بادارته تختزل ما تصور أن يكون قتالا عالميا واسع النطاق تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة والجماعات الاسلامية المتعاطفة معه. لكن سرعان ما أثار هذا النهج جدلا بسبب ما اعتبرها منتقدون دوليون فلسفة quot;من ليس معنا فهو ضدناquot; المتعجرفة التي تفرط في الاعتماد على القوة العسكرية وما ندد به الكثير من المسلمين باعتباره هجوما على الاسلام.

وأثار غزو العراق عام 2003 وفضيحة ارتكاب انتهاكات بحق السجناء في ابو غريب ومعتقل جوانتانامو العسكري الأميركي مزيدا من الانتقادات الخارجية لسياسات بوش. ومنذ تولى اوباما الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني سارع الى الغاء بعض ممارسات بوش حيث أصدر أوامره باغلاق معتقل جوانتانامو ووقف استخدام الاساليب القاسية في استجواب المشتبه في صلاتهم بالارهاب وأوفد مبعوثا للسلام بالشرق الاوسط.

كما تواصل مع العالم الاسلامي حيث يرى أن خفض حدة الخطاب ضروري لكسب تأييد المعتدلين. الا ان هذا لا يعني أن quot;الحرب ضد الارهابquot; حذفت من قاموس الادارة الجديدة بل ان اوباما في الواقع استخدمها مرة علنا منذ توليه الحكم كما رددها المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبس عدة مرات. لكن الاستراتيجية هي تجنب خطاب ادارة بوش الذي اتسم بالتعميم وتركيز العبارات القاسية على جماعات اسلامية بعينها الى جانب تحويل افغانستان وليس العراق الى جبهة القتال الرئيسية.

وقال مارتن ميدهيرست استاذ الخطاب بجامعة بايلور في تكساس quot;هذا الرئيس لن يصف أحدا بالفاشيين الاسلاميينquot; مشيرا الى استخدام بوش لهذا التعبير لفترة قصيرة والذي أثار الغضب العميق للكثير من المسلمين. وذكرت مجلة نيوزويك هذا الاسبوع أن مسؤولين بالادارة يعكفون على حملة عصف أفكار للتوصل الى بدائل quot;للحرب ضد الارهاب.quot; ولم يؤكد البيت الابيض هذا.

غير أن اوباما ومساعديه أوضحوا أنه يريد توصيل رؤية واقعية عن قتال طويل ضد الارهاب وليس حربا بلا نهاية. انه يصف المعركة حتى الان بتعبيرات مثل quot;صراع مستمرquot; وعانى لتجنب الخطاب الاكثر قسوة الذي كان يستخدمه سلفه بوش الذي اشتهر باطلاقه على نفسه لقب صاحب القرار الحاسم.. وصف العراق وايران وكوريا الشمالية ذات يوم بأنهم quot;محور الشرquot; وهو الوصف الذي سخر منه المنتقدون ويرفضه اوباما.

وعلى الرغم من هذا يحذر محللون بأنه اذا توقف اوباما عن وصف مكافحة الارهاب بأنها حرب على الاطلاق فسيواجه رد فعل عنيفا من المحافظين حيث سيتهمونه بالرضوخ لاعداء أميركا. وقال ميدهرست quot;يجب ان يتحرك بحذر.quot; ان هذا هو ما فعله اوباما بالضبط وهو ما يتفق مع أسلوبه القائم على التأني. ولدى سؤاله عن عبارة quot;الحرب ضد الارهابquot; قال اوباما لشبكة سي.ان.ان التلفزيونية هذا الاسبوع quot;من الاهمية الشديدة بمكان بالنسبة لنا أن ندرك أن امامنا معركة او حربا ضد بعض المنظمات الارهابية. لكن هذه المنظمات لا تمثل المجتمع العربي او المجتمع الاسلامي الاوسع نطاقا.quot;

وأضاف quot;تكون الالفاظ أهمية في هذا الوضع لان أحد الاساليب التي ستمكننا من الفوز بهذا الصراع سيكون من خلال معركة القلوب والعقول.quot; واذا قرر اوباما سحب العبارة فربما يجد أن الكلمات والاختصارات لها أهمية ايضا في خضم البيروقراطية التي يقودها الان. وداخل الحكومة والجيش الأميركيين لم تتخذ عبارة quot;الحرب ضد الارهابquot; شكل العملية الامنية فحسب بل مجموعة من الاحرف الاولى التي ترمز لعبارة quot;الحرب العالمية ضد الارهابquot; والواردة في كل شيء من البيانات الصحفية الى المذكرات الداخلية.