إسلام آباد: أطلقت طالبان باكستان الاثنين سراح مسؤول باكستاني مختطف مقابل إفراج الحكومة عن اثنين من عناصرها في quot;وادي سواتquot;. وقال سيد جافيد، قائد وحدة منطقة quot;مالاكاندquot; إن كوشال خان، وطاقمه من الحراس، تمت مبادلته مساء الأحد باثنين من عناصره.
وأكد الناطق باسم طالبان، مسلم خان، التبادل.
وتعرض خان، وستة من حراسه الشخصيين للاختطاف، بعد مرور أربع وعشرين ساعة على توقيع اتفاقية وقف دائم لإطلاق النار بين الحكومة المحلية وطالبان، في وادي سوات.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني، يوسف رضا جيلاني، قد دعا في وقت سابق للعمل على ضمان الإفراج عن خان وطاقمه سريعاً وبشكل آمن.
وقال مسؤولون باكستانيون إن خان، الذي تم تعيينه مؤخراً كمسؤول إداري في الإقليم المضطرب، تعرض للاختطاف بينما كان في طريقه إلى مكتبه لتسلم مهام منصبه الجديد، قرب مدينة quot;مينغوراquot;، كبرى مدن الإقليم.
وقد أعلنت حركة quot;طالبانquot; مسؤوليتها قائلة: quot;نعلن مسئوليتنا عن خطف المسؤول الإداري، هو ضيفنا ويتعين علينا بحث بعض القضايا معه، وسنقدم له الشاي ثم نفرج عنه.quot;
وأبرمت السلطات الباكستانية اتفاقا مع طالبان لاستعادة العمل بالشريعة في مسعى لتهدئة الأوضاع بالإقليم، الذي فرضت الحركة quot;المتشددةquot; سيطرتها على نحو 80 في المائة من مساحته.
وتناول قائد طالبان في quot;وادي سواتquot; الملا فضل الله، بالانتقاد الشديد الاتفاقية، وأكد مواصلة مليشياته القتال لتطبيق الشريعة في المنطقة.
وفي وقت سابق كشف تقرير أميركي أن حكومة باكستان فقدت السيطرة على معظم أنحاء quot;وادي سواتquot; لصالح حركة طالبان، التي فرضت حكماً متشدداً على المنطقة، وسط مخاوف من انتشار نفوذها إلى مدن مجاورة.
وأورد تقرير لصحيفة quot;واشنطن تايمزquot; الأميركية أن الآلاف من عناصر الحركة يبسطون سيطرتهم على أهم بلدتين في الوادي، إلى جانب ثلاثة من أجزاء quot;سواتquot; الأربعة، بينما قيدت تحركات القوات الحكومية داخل حدود قواعدها العسكرية في مناطق: quot;ماتاquot;، وquot;كابالquot; وquot;كوازاكهيلا.quot;
ويهدد انتشار نفوذ الحركة المتشددة العديد من المدن والبلدات الباكستانية المجاورة منها quot;بيشاورquot;، وquot;بونرquot; وquot;ديرquot; وquot;ماردانquot;.
وفر قرابة نصف مليون شخص من مناطقهم هرباً من موجة العنف التي تشهدها المنطقة منذ سيطرة المليشيات المتشددة بقيادة الملا فضل الله على المنطقة.
وبدت سياسة التشدد التي أنتهجها الملا فضلا الله أكثر نجاحاً من تلك التي تبنتها حركة طالبان في مناطق القبائل النائية الممتدة على الحدود الباكستانية الأفغانية، وذلك باستخدام الإذاعة لبث أفكار الحركة وترويع السكان، واستغلال عدم الاهتمام الدولي بالمنطقة.
وأخفقت العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الباكستاني في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007، في فرص سيطرة الحكومة أو إعادة الهدوء للمنطقة، رغم الامتعاض الشعبي من الحركة المتشددة جراء هجماتها على المدنيين وحظر تعليم الفتيات.
هذا وقد لقي أكثر من 1200 مدنياً مصرعهم في هجمات انتحارية، وأعمال عنف ومواجهات بين المليشيات المتشددة والقوات الحكومية في quot;سواتquot; منذ نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007.
التعليقات