اعتدال سلامه من برلين: عرف عن غرهادر شرودر، المستشار الالماني الاسبق، اتخاذه قرارات من دون العودة الى حزبه الاشتراكي الديمقراطي، لكنه هذه المرة طلب الاذن من فلتر شتاينماير وزير الخارجية الالماني والمرشح للمستشارية للذهاب الى طهران من اجل تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين ووافق الوزير بسرعة. فالمانيا تعاني من ركود اقتصادي وتبحث اسوة ببلدان صناعية اخرى عن اسواق جديدة، حتى في بلدان وضعت في خانة quot; بلدان الوغدةquot; حسب تسمية الادارة الاميركية القديمة.
لكن لدى عودته واجه شرودر حملة انتقادات شديدة وغضب خاصة من منظمات تساند اسرائيل ويهودية مثل المجلس اليهودي الاعلى، والسبب في ذلك انه التقى الرئيس الايراني محمد احمدي نجاد ولم يصرح بعد عن مضمون هذا اللقاء. اذ ان برلين وضعت نجاد في خانة الشخصيات المحظور الالتقاء بها لانه ضد وجود اسرائيل وينكر وقوع حملات ابادة نازية ضد اليهود. الا ان شرودر اكد في كلمة له امام فعاليات اقتصادية وصناعية ايرانية في طهران، بان معسكرات الابادة النازية هي واقعة تاريخية، لذا لا يمكن نكران وقوع هذه الجرائم.
ونقلا عن اقوال احد مرافقي المستشار الاسبق، فان المحادثات التي اجراها شرودر مع الرئيس الايراني كان خلف ابواب مغلقة في مقر الرئاسة بطهران، وعند انتهائهما لم يعط اي منهما تصريحا لمضمون ما جرى، بل اكتفيا بما ورد في البيان الصحفي بان نجاد وشرودر تبادلا الاراءا والافكار حول مواضيع اقليمية ودولية. وعند وصوله الى برلين قال المستشار الاسبق بانه لمس لدى الطرف الايراني مبدئيا استعدادا لبداية علاقات جديدة مع الغرب، الا ان التطورات لا تسير كما كان يرغب الايرانيون.
وبرأي شرودر اذا ما ارادت ايران والغرب الوصول الى الهدف المنشود، وهو بداية علاقة جديدة يجب ان تؤدي المحادثات بين الطرفين الى نجاح وليس الى فشل كما حدث في السنوات الماضية. وبرر السياسي الاشتراكي زيارته الخاصة الى طهران بوجوب عدم عزل هذا البلد الاسلامي، وهو مع القول بوجوب قبول الحكومة الايرانية العرض الذي قدمه لها الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما من اجل اجراء حوار للتمكن من بناء علاقات جديدة.
وبغض النظر عن حساسية وضع ايران في السياسة الالمانية ايضا ما يتعلق بملفها النووي وموقفها من اسرائيل، تعتبر المانيا بعد ايطاليا وفرنسا ثالث اهم دولة مصدرة الى ايران بين بلدان الاتحاد الاوروبي. لكن حجم التبادل التجاري بين البلدين بدء بالتراجع قبل اعوام قليلة وتابع تراجعه حيث وصل عام 2007 الى 3،6 مليار يورو، ليعود ويسجل بعض تحسن عام 2008، اذ ان الصادرات الالمانية زادت بنسبة 10.5 في المائة، لذا فان اهم هدف لزيارة المستشار الالماني الاسبق كان عودة حجم التبادل التجاري الى مستوى عام 2005 ووصل يومها الى 4،3 مليار يورو.
التعليقات