فالح الحمراني من موسكو: تباين تكهنات المراقبين من أهداف الزيارة التي يقوم بها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر لطهران . في روسيا رصدوا انها تاتي بتكليف من الكرملين ليمارس المستشار الالماني السابق نفوذه لدى طهران والعمل على عدم إنجرار إيران في الخطط الغربية الرامية لبناء أنبوب غاز لايمر بالاراضي الروسية ويدافع عن مصالح شركة غاز بروم. ويذكر ان شرودر وبتكليف من الروس يترأس كونسوريوم بناء انبوب غاز الشمال. وفي برلين رصدوا بانه موفد من المستشارة الالمانية لكي لا تفسخ ايران العقود مع الشركات الالمانية العاملة لديها بعد اجراءات خفض التعامل التجاري معها، وتشديد دول الاتحاد الاوروبي عموما من مواقفها ازاء ايران. ووفقا للمصادر اخرى فان شرودر هو مبعثوت الرئيس الاميركي باراك اوباما و سيجري في طهران باسم ادارته مشاورات تتركز على البرنامج النووي الايراني وافاق العلاقات مع واشنطن.ومن الممكن ان يكون شرودر السياسي الحاذق في جعبته كل هذه الملفات ليعرضها على القيادة الايرانية.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية للالمانية ان شرودر سيزور ايران ليس بتكليف من الحكومة الالمانية بل للمشاركة في مراسيم تدشين إبن بلدته هانوفر مركز طبي للامراض العصبية بطهران وان الزيارة لم تجر بتكليف من وزير الخارجية الالماني فرانك ـ فالتر شتاينمر. بيد ان مصادر صحفية اكدت ان شرودر ووفقا للقواعد المتبعة كان قد نسق سلفا زيارته لطهران مع وزارة الخارجية: وعلى هذا النحو تستخدم برلين اية فرصة سانحة للاتصال بطهران لعرض موقف المانيا من يوصف بالمشكلة النووية الايرانية.

وقالت مصادر اخرى ان غيرهارد شريدور يزور طهران بصفة ممثل خاص للبيت الابيض لاجراء مباحثات تمهيدية مع القيادة الايرانية. واشارت وسائل الاعلام الالمانية ان وزارة الخارجية الامريكية شكلت فريق عمل مختص بملفات القضايا الايرانية. ولم تستبعد ان يكون شرودر احد المتعاونيين مع هذا الفريق بالرغم من انه ليس مواطن امريكي. وتعيد الدوائر الدبلوماسية رفيعة المستوى الاذهان الى انه كان قد اجرى مباحثات مثمرة مع ايران حينما كلفته خليفته انجلا ميركل بذلك.وقالت وسائل اعلام روسية أن شرودر يزور طهران كممثل لمصالح شركة quot;غازبرومquot; ليقنع الإيرانيين بالعدول عن إبرام صفقة مع الأوروبيين تلحق ضررا بمصالح quot;غازبرومquot;.

رسالة أوباما

وتاتي زيارة شريدور على خلفية استجابة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لضغوط الولايات المتحدة وقررت خفض مستوى العلاقات التجارية بطهران. وطالبت انجيلا ميركيل وزير الاقتصاد الغاء مواد القانون التي تتيح القيام بعمليات التصدير والاستيراد التي منحت سابقا للشركات التي ابرمت عقودا طويلة الامد وواسعة النطاق مع ايران.وابدت بعض الشركات عدم رضاها على فرض قيود على المتارة مع ايران، بعد ان شملت مقاطعة الحكومة البضائع مزدوجة الاستخدام اما الان فان القيود شملت كافة البضائع. ويخشى الالمان من فقدان حضورهم التقليدي في السوق الايراني.وتحسنت العلاقات بين اميركا والمانيا بشكل ملحوظ بعد انتخاب انجيلا ميركيل في 2005 مستشارا المانيا. ومنذ ذلك الحين مارست الادارة الامريكية السابقة الضغط على المانيا لفرض قيود على التجارة مع ايران. وحتى ان الرئيس السابق جورج بوش دعا في خطابه الوداعي ميركيل لقطع علاقاتها التجارية بايران.

وسيبدأ شرودر زيارته لطهران في ظل هذا الاجواء التي تخيم على العلاقات بين المانيا وايران. واشير الى ان شيريدر كان احد الزعماء الاوروبين الذين عارضوا دخول امريكا للعراق. وعارض المستشار الالماني الالماني السابق ايضا بشدة خطط انزال ضربة بالمنشات النووية الايرانية. ومن المحتمل ان يكون الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما قد اختار غيرهارد شرودر بصفة ليكون ممثله لايصال رسالة ادارته لطهران.