لندن: تتناول الصحف البريطانية الصادرة الجمعة quot;سلوك الحكومة البريطانية الحائر بين حقوق الانسان ومتطلبات مكافحة الإرهابquot; والتعامل مع إيران باستخدام سياسة العصا والجزرة وقضية مدير بنك بريطاني حصل على تقاعد ضخم بعد انهيار البنك الذي كان يديره. في صحيفة الغارديان نطالع مقالا بعنوان quot;سجلنا ليس مثاليا، ولكن الحديث عن دولة بوليسية هو حديث سخيفquot; كتبه وزير الخارجية البريطانية السابق جاك سترو.
يقول سترو في مقاله: quot;أحيانا أسأل بعض طالبي اللجوء السياسي في دائرتي الانتخابية عن السبب الذي حدا بهم لقطع كل هذه المسافة للوصول الى بريطانيا بدلا من التوقف في بلد أوروبي آخر أقرب الى بلدانهم، وكان الجواب دائما أنهم يعتقدون أن بريطانيا هي الأفضل، لأن الناس فيها يتمتعون بحقوق أفضل وحماية أكبرquot;. ويتابع سترو قائلا ان هذا هو رأي المسلمين في دائرته الانتخابية أيضا، حيث أنهم قد ينتقدون بعض الأمور المتعلقة بالحياة هنا ولكنهم لا يستطيعون التفكير في دولة أخرى في أوروبا أو حتى في الشرق الأوسط أو جنوب آسيا، من الممكن أن يحظوا فيها بالتسامح والاحترام وحرية ممارسة شعائرهم الدينية كما هو الحال في بريطانيا.
ويقول سترو إن مكتبه في الدائرة الانتخابية يخلو من أي ملفات تشير الى انحسار ممنهج للحريات كما يوحي بذلك مؤتمر الحريات الحديثة الذي يعقد هنا نهاية الأسبوع. ولا يختلف سترو مع من يقول ان حزب العمال لم يحقق أمجادا في مجال خلق التوازن بين متطلبات الأمن والحريات منذ عام 1997، ولكنه يعتقد ان الحكومة الحالية فعلت أكثر من أي حكومة أخرى منذ الحرب العالمية لتعزيز الحريات في البلد.
ويعزو سترو هذه الافتراضات بغياب الحريات الى اعتماد مروجيها على افتراض أن quot;عصر الحريات الذهبي قد انتهىquot;، ويقول ان عصرا ذهبيا كهذا لم يوجد أصلا لا في الستينيات ولا في السبعينيات ولا في الثمينييات، فكل تلك الحقبات شهدت تجاوزا للقوانين وأعمالا تعسفية ومحاكمات غير عادلة، كما يقول.
مكافحة الإرهاب والحريات
وما زلنا في موضوع الارهاب والتعذيب وانتهاك الحريات، حيث نشرت صحيفة التايمز مقالا بعنوان quot;كيف وصلت بريطانيا الى هنا ؟quot; كتبته كاميلا كافينديش. تستهل كافينديش مقالها بالقول: quot;لقد سمحنا بارسال متهمين للتحقيق معهم في دول أخرى بشكل غير قانوني لأننا لا نستطيع إيجاد نقطة التوازن بين تهديد الإرهاب وحقوق الإنسانquot;. تعبر الكاتبة عن استغرابها من أن quot;رد فعل بنيام محمد نزيل جوانتانامو من أصل إثيوبي، الذي تحرر مؤخرا لم يتوجه بالشكر الى بريطانيا التي عملت حكومتها على تحريره ثم استخدمت أموال دافعي الضرائب لتأمين السكن والرعاية له، بل بدلا من ذلك قرر رفع قضية عليهاquot;.
وتتساءل الكاتبة قائلة : quot;لماذا نجعل من قضية بنيام محمد قضيتنا ؟quot; وتضيف ان وزير الخارجية ديفيد ميليباند أخبرها انه كان سيكون من القسوة التخلي عن شخص انتهت |قامته المؤقتة في بريطانيا وهو رهن الاعتقال. وتقول الكاتبة ان الحكومة البريطانية حائرة بين قانون حقوق الانسان وجماعات الضغط التي تحركها منظمات حقوق الانسان من جهة وبين واجبها بحمايتنا من الإرهاب، فقانون حقوق الانسان يضطر وزراءنا لحماية أجانب يكرهوننا على حساب دافعي الضرائب.
quot;هل هذا أخلاقي ؟quot;
تطرقت معظم الصحف البريطانية بالتعليقات والتحليلات والتقارير الى قضية مرتبطة بالأزمة الاقتصادية، وهي راتب تقاعد مدير quot;رويال بنك أوف سكوتلاندquot; الذي قق أكبر خسارة في تاريخ البنوك البريطانية، والذي يزيد على 50 ألف جنيه استرليني شهريا. كشف النقاب عن هذا الأمر أصاب البريطانيين بالصدمة، خاصة أولئك الذين تضرروا بشكل مباشر من الخسارة الفادحة التي حققها البنك، وطرح العديدون السؤال: هل يستحق مدير البنك هذه المكافأة ؟
حول هذا الموضوع نشرت صحيفة الديلي تلجراف مقالا بعنوان quot;مكافأة كبرى لأعداء الرأسماليةquot; كتبه فيليب جونستون. ويتطرق كاتب المقال الى استجواب النائب عن حزب العمال جون مان للمدير السابق للبنك المذكور السير فريد جودوين الذي أكد خلال الاستجواب أن هذا التقاعد من حقه لأنه لا يخالف بنود عقده مع البنك الذي لم يطرد من منصبه كمدير له بل أجبر على التقاعد في سن مبكر.
ويقول الكاتب انه بالرغم من أن وزير المالية الستير دارلينج قد عبر في مقابلة مع بي بي عن غضبه لصفقة التقاعد هذه الا أنه اتضح ان الصفقة تمت بموافقة وزارة المالية، وأن دارلينج تصنع الغضب لاعطاء الانطباع بأنه متفق مع الغاضبين بسبب تلك الصفقة، مع أن وزارته وافقت عليها.
العصا والجزرة
في صحيفة الفاينانشال تايمز جاءت الافتتاحية بعنوان quot;العصا والجزارة والتعامل مع إيرانquot;. وجاء في الافتتاحية: quot;قرار بريطانيا وفرنسا وألمانيا فرض عقوبات إضافية على إيران في حال رفضت التعاون مع الغرب بخصوص برنامجها النووي هو قرار جاء في قوته وهو مفيد أيضاquot;.
وتشير الأخبار التي كشف النقاب عنها الخميس الى أن مجموعة الثلاث مصرة على تقوية معسكر الراغبين بالحوار مع ايران في الغرب، كما يقول الكاتب الذي يضيف ان استخدام سياسة العصا والجزرة يعتمد على الحوافز كما يعتمد على التلويح بالقوة أيضا، وهو الخيار الأكثر صحية، حسب كاتب الافتتاحية الذي استعرض في افتتاحيته مخاطر الاكتفاء بالعصا دون الجزرة.
التعليقات