أسامة مهدي من لندن: أعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني عقب اجتماعه مع المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني ان المرجع رفض دعوة وجهها له لزيارة إيران وقال ان الخلافات بين القوى الشيعية والسنية المتطرفة والقوى المؤيدة لايران تشغل بال السيستاني. وقال رفسنجاني في مؤتمر صحافي اثر انتهاء اجتماع عقده بمدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم إن quot;زيارة سماحة السيد السيستاني كانت تشكل أملاً لي وكان اللقاء تاريخيا وقيّما جداquot;.

واضاف quot;طلبت من سماحة السيد زيارة ايران لكنه اعتذر وبين لي سببا مقنعا لعدم مجيئه الى ايرانquot; من دون ان يوضح اسباب المرجع للاعتذار. ويقيم السيستاني وهو يحمل الجنسية الايرانية في العراق منذ اواخر خمسينات القرن الماضي. وفسرت مصادر عراقية مطلعة تحدث مع quot;ايلافquot; عن رايها حول دوافع رفض السيستاني لزيارة ايران بقولها ان المرجع يريد ان ينأى بنفسه عن الخلافات التي اثيرت حول زيارة رفسنجاني وعن الجدل حول الاتهامات التي توجهها بعض القوى العراقية الى ايران بالتدخل في الشؤون الداخلية للعراق اضافة الى وضع اقواله حول وقوفه على مسافة واحدة من جميع القوى والكيانات والطوائف العراقي موضع التطبيق.

وأوضح رفسنجاني quot;كان هناك اجتماعان الاول مشترك مع الوفد المرافق والاخر كان اجتماعا خاصا جمعني مع سماحة السيد، وكانت المحادثات في كلا الاجتماعين تسير في اتجاه واحد، إذ تحدثنا عن قضايا الحوزات العلمية في قم والنجف الاشرف وقضايا تخص ايران والعراق والمنطقة والعالمquot;. وأضاف quot;كما تضمنت محادثاتنا التحديات والفرص التي يواجهها كل من ايران والعراق، وتم التطرق الى مشاريع تطوير العتبات المقدسة وعن الانتخابات العراقية وعن ائتلاف القوى والاحزاب العراقية المختلفةquot;.

وقال في تصريحاته التي نقلتها وكالة quot;أصوات العراقquot;quot;انني ارى في شخصية سماحة السيد السيستاني المحور الرئيسي لاجتماع وائتلاف القوى السياسية في العراقquot; لكن quot;موضوعا آخر يشغل بال سماحته وهو الخلافات التي تتأتى من خلافات القوى الشيعية والسنية المتطرفة مع القوى المؤيدة لايران ووجدت أن لديه اراء جيدة حول هذه المواضيعquot;. واشار الى انه قد تم خلال الاجتماع quot;التأكيد على التعاون بين البلدين وضرورة اهتمام القوى الداخلية في ايران والعراق على تحقيق المصالح للبلدين وتحقيق الوحدة على مستوى المنطقةquot;.

وكان رفسنجاني وصل صباح الاثنين (الماضي الى بغداد في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام التقى خلالها رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وتم بحث في لقاءين منفصلين سبل التعاون المشترك بين البلدين. وترافقت الزيارة مع أصابة زوجتا رفسنجاني وأحمد الخميني نجل زعيم الثورة الايرانية الراحل الخميني بحادث سير على الطريق من بغداد الى كربلاء أمس.

واصيبت زوجتا رفسنجاني والخميني لدى صطدام السيارة التي كانت تقلهما بحاجز خرساني للتفتيش على الطريق الى كربلاء ما ادى الى اصابة زوجة رفسنجاني بجروح في الانف واصابة زوجة احمد الخميني بجروج في الفك. ووقع حادث السير اليوم خلال توجه موكب رفسنجاني والوفد المرافق له من بغداد الى كربلاء (110 كم جنوب بغداد) لزيارة العتبات المقدسة فيها. ووقع الحادث لدى اصطدام السيارة التي كانت تقل زوجتا رفسنجاني والخميني بحاجز خرساني للتفتيش على الطريق ما ادى الى اصابتهما بجروح. وقال مرافقون لرفسنجاني ان السرعة الفائقة للسيارة كانت وراء وقوع هذا الحادث كما شارت مواقع ايرانية على الانترنيت. وكان احمد الخميني وهو ثاني انجال الراحل الخميني قد توفي منتصف التسعينات.

ولم يصدر عن السلطات العراقية اي نعليق بعد على هذا الحادث في حين اشارت مصادر عراقية الى ان مئات الحراس الايرانيين يتولون حماية رفسنجاني والوفد المرافق له في زيارته الحالية الى العراق. وانهى رفسنجاني زيارة رسمية الى بغداد امس اثارت خلافات بين الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي الذي رفض الاجتماع بالمسؤول الايراني الذي بدأ امس زيارة خاصة لمدينتي النجف وكربلاء للقاء المراجع الشيعية وزيارة المراقد المقدسة فيهما اضافة الى خروج تظاهرت في مدن عراقية تندد بالزيارة.

وقد ودع طالباني صباح امس quot;ضيفه رفسنجاني متمنيا ان تسفر هذه الزيارة واللقاءات التي اجراها مع كبار المسؤولين العراقيين وممثلي الاطياف العراقية المتنوعة عن نتائج ايجابية ومثمرة. ومن جانبه عبر رفسنجاني quot;عن امتنانه الكبير للرئيس طالباني على هذه الدعوة وعلى الاستقبال والحفاوة الكبيرة التي تلقاها منه ومن المسؤولين العراقيين الاخرين مؤكدا على اهمية العمل المشترك من اجل تمتين التعاون والعلاقات الثنائية لما فيه الخير والمصلحة المشتركة للبلدين الصديقين كما اقال بيان رئاسي عراقي. وقام رفسنجاني الذي كان يتولى منصب رئاسة الجمهورية الايرانية خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988 بزيارته الرسمية الى بغداد بدعوة من الرئيس طالباني.