لندن: كشفت رسائل بريد الكتروني سرية نُشرت يوم الخميس ان مسؤولين في المخابرات البريطانية كانوا يشعرون بالقلق من ملف في عام 2002 استخدمته الحكومة لتبرير غزو العراق ولم يكونوا يعتقدون ان بريطانيا تواجه خطرا من هجوم وشيك.

وجاء في الملف الذي كان يهدف الى تعزيز موقف رئيس الوزراء في ذلك الوقت توني بلير أمام الانتقادات الموجهة الى موقفه المؤيد لاميركا ان الرئيس صدام حسين كان يجمع مخزونا من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية وانه كانquot;على استعداد لاستخدامهاquot;.

وجاء في الملف ان العراق يمكنه اطلاق اسلحة دمار شامل خلال 45 دقيقة وهو ادعاء تم دحضه فيما بعد.

وبعد ستة أشهر من نشر الملف في سبتمبر ايلول عام 2002 انضمت القوات البريطانية الى قوات الولايات المتحدة وقوات دول اخرى في غزو العراق للاطاحة بصدام. ولم يعثر على أية أسلحة دمار شامل.

وقال ادوارد ديفي المتحدث في شؤون السياسة الخارجية بحزب الاحرار الديمقراطيين quot;تكشف هذه الوثائق معا عن محاولة منظمة ومتعمدة لرسم أسوأ حالة ممكنة.quot;

وجددت احزاب المعارضة دعوتها الى اجراء تحقيق في حرب العراق قائلة ان الوثائق تثبت ان الرأي العام تعرض للخداع لكي يؤيد الغزو.

وكان الملف دائما مثيرا للجدل الشديد لان كثيرين من البريطانيين المعارضين للغزو كانوا يعتقدون انه بالغ في خطورة الاسلحة العراقية. وعارضت الحكومة نشر رسائل البريد الالكتروني لكن محقق الشكاوى الحكومي نقض هذا الرفض وقال ان بعض الوثائق يمكن نشرها.

وانتحر خبير الاسلحة البريطاني ديفيد كيلي في يوليو تموز عام 2003 بعد ان تم التعرف عليه كمصدر لتقرير لهيئة الاذاعة البريطانية زعم ان الحكومة بالغت في معلومات المخابرات بشأن الاسلحة العراقية المحظورة.

وبرأ تحقيق حكومة بلير من تعمد تشويه معلومات المخابرات لتبرير الحرب لكن تحقيقا منفصلا بشأن المخابرات البريطانية قبل الحرب توصل في يوليو تموز عام 2004 الى ان الملف ذهب الى quot;الحدود القصوى لمعلومات المخابرات المتوفرة.quot;

وكشفت احدى الوثائق ان مسؤولين بريطانيين لم يكونوا يعتقدون في عام 2002 ان بريطانيا كانت تواجه خطرا وشيكا لهجوم عراقي.

وقال أحد المسؤولين في رسالة بالبريد الالكتروني بتاريخ 16 سبتمبر ايلول عام 2002 quot;لا حظت ان الملف يشير الى ان جهود صدام البيولوجية ذهبت الى ابعد بكثير مما كنا نخاف.quot; وقال تعليقا على الجزء الخاص quot;بالقنابل القذرةquot; ان هذا تاريخ قديم.

وقال انه اتفق مع تغييرات اقترحها مسؤول اخر في النص لكنه اضاف quot; اقترحنا التخفيف من نفس اللهجة بنفس الطريقة التي جرت مع مسودات من الماضي البعيد دون نجاح. لك حرية المحاولة مرة أخرى.quot;

ونصحت مذكرة من الموظف البارز ديزموند بوين موجهة الى جون سكارلت الذي كان رئيسا للجنة المخابرات المشتركة في ذلك الوقت والرجل المسؤول عن الملف بان يكون quot;حاسما وحازماquot; لأقصى درجة ممكنة بالنسبة لاسلحة الدمار الشامل لان معارضي الحرب قد ينتهزون فرصة أي شك.