طلال سلامة من روما: يعتبر سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الايطالي، اللاعب الرئيسي على الساحة السياسية الوطنية منذ 15 عاماً. ويجمع المحللون في وسط اليمين الحاكم على أن المعجزة الإيطالية الجديدة، منذ عام 1994، لم تكن لا في توفير الوظائف ولا في قطع الضرائب وإبادة الشيوعيين إنما بشخصية برلسكوني الذي لعب دوراً أيضاً في إبعاد الحرب الباردة وتداعياتها عن البلاد. علاوة على ذلك، خاض برلسكوني أكثر من معركة، في الشهور الستة الأخيرة، لتجديد أنسجة الدولة، القانونية والقضائية والأمنية، مما يجعل أقرب المقربين منه يؤمنون بأن ما رسمه برلسكوني لمستقبل البلاد رصاصة لن يقف بوجهها أحد من المعارضة الضعيفة، حتى بعد انتخاب داريو فرانشسكيني زعيماً مؤقتاً لها.

ويستغل برلسكوني الأزمة المالية التي ستشتد على ايطاليا هذا العام، والتي ستتضح من خلالها كل شخصية سياسية على quot;حقيقتهاquot;، لاختيار خلفه، لرئاسة الوزراء القادمة، في عام 2013، من دون أن يستبعد لا هو ولا الإحصائيات التي تنفذها لحسابه مجموعة من الوكالات العريقة، أن يكون رئيس الجمهورية القادم. وربما ستكون رئاسة الجمهورية لغزاً ستطفو معالمه على السطح، في الشهور القادمة، إنما ما يجري مع المعارضة من محاولات فاشلة لتوحيد الصفوف ومن مناورات quot;ورائيةquot; يجعل حتى البرلمانيين وأعضاء مجلس الشيوخ، المنتمين الى اليسار، يعتقدون أن رئاسة الوزراء القادمة ستكون غنيمة سهلة لائتلاف الوسط اليميني.

علاوة على ذلك، يختار برلسكوني وزير العدل الحالي أنجلينو ألفانو كي يكون خلفاً له في رئاسة الوزراء. فوزير العدل أثبت، أكثر من مرة، أنه قادر على التحكم بأوضاع أكثر من معقدة. كما نجح في اتخاذ قرارات صعبة بعد خوضه جولات استشارية، طالت الموالاة لبرلسكوني والمعارضة معاً. اما على صعيد جان فرانكو فيني، رئيس البرلمان الإيطالي الذي رفض أن يكون quot;دلفينquot; برلسكوني، أي حليفه المخلص، فان الأحداث السياسية القادمة ستشهد توتراً بينه وبين برلسكوني الذي من المتوقع أن يستثنيه من أي مهمة مؤسساتية، في الانتخابات السياسية القادمة.