إيطاليا: وزيرا الدفاع والعدل متورطان في قضايا تبذير
طلال سلامة من روما: ستشهد الشهور القادمة معركة دموية بين منظمة غرينبيسquot; وحلفائها، من جهة، وحكومة برلسكوني، من جهة ثانية. ستتمحور هذه المعركة حول الأطعمة المعدلة جينياً(أو المهندسة وراثياً). طالما كان المؤيدون لهذه الأطعمة أقلية هنا. بيد أن اتجاه الرياح تبدل منذ ولادة حكومة برلسكوني، في 8 مايو(أيار) الماضي. بفضل مشاركة حكومة برلسكوني بمبادرة تعاون ودية مع الشركات البيولوجية الحيوية، فانه من المتوقع وصول البذور المعدلة جينياً(القمح والذرة) الى ايطاليا في شهر فبراير(شباط) القادم. خلال سنتين فقط، سيدر هذا الاقتحام الغذائي، المعدل جينياً، على حكومة برلسكوني والشركات المتحالفة معها 700 مليون يورو، على الأقل. هكذا، ستذوق الأسر المقيمة بإيطاليا طعم سياسة معدلة جينياً، يقوم بهندستها برلسكوني شخصياً!

بات واضحاً أن برلسكوني يدعم علناً جماعة لم تحدد هويتها بعد، تحاول التأثير على سير الأمور على كافة الأصعدة محلياً. لا بل إنها تسعى الى تثوير البلاد. وتلقى المشاريع التي يروجها ائتلاف برلسكوني حلفاء أقوياء ببروكسل حيث تعمل المفوضية الأوروبية على فتح أبواب دول الاتحاد الأوروبي أمام هذه الأطعمة متفادية، في الوقت ذاته، سلة من القوانين المعرقلة. من جانبها، تأمل الشركات البيولوجية أن يخولها الطقس السياسي الجديد هنا زرع منتجات اختبارية قبل تسويقها. وتعتبر هذه التجارب، بالنسبة لبرلسكوني، كرجل أعمال، فرصة ذهبية للهيمنة خلال سنتين، سوية مع حلفائه، على 30 في المئة من قطاع الأطعمة والأغذية، بإيطاليا.

بالرغم من عدم تحديد هوية جماعة الضغط بدقة، التي تحاول شراء حكومة روما عبر خطة تعاونية، إلا أننا نجد ضلوع شركات متعددة الجنسيات فيها، كما quot;مونسانتوquot; وquot;بايرquot; الألمانية وquot;سانجينتاquot; وquot;بايونيرquot; التابعة لمجموعة (Dupont).