الرئيس السوري يزور الأردن للمرة الأولى منذ خمس سنوات
الأسد وعبد الله الثاني يؤكدان quot;ضرورة تنقية الأجواء العربية quot;

بهية مارديني من دمشق، عمان، وكالات: أكد الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الجمعة ضرورة quot;تنقية الأجواء العربية وتعزيز التضامن العربيquot; وذلك خلال مباحثات عقداها في عمان قبل تسعة أيام من إنعقاد القمة العربية. ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني فإن الرئيس السوري والعاهل الأردني أكدا quot;ضرورة تنقية الاجواء العربية وتعزيز التضامن العربي على أسس فاعلة تخدم المصالح العربية وتعزز قدرة الدول العربية على مواجهة التحدياتquot;. وركزت المباحثات على quot;آليات تفعيل التعاون الثنائي والجهود المبذولة لتعزيز التضامن العربي وبلورة موقف عربي موحد للتعامل مع القضايا الإقليمية ومواجهة التحديات المشتركةquot;.

واكد العاهل الاردني والرئيس السوري الذي وصل عمان ظهر الجمعة في اول زيارة له للمملكة منذ خمس سنوات، quot;اهمية تحقيق التوافق الفلسطيني الذي تفرضه المصلحة الوطنية الفلسطينيةquot;. واوضحا ان ذلك quot;يوظف جميع الجهود والطاقات لتلبية الحقوق الفلسطينية المشروعة، خصوصا حقهم في اقامة دولة مستقلة على التراب الوطني الفلسطينيquot;.

كما بحث الجانبان quot;الخطوات المطلوبة لتحقيق سلام شامل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية على اساس تلبية كافة الحقوق العربية وانسحاب اسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلةquot;.

وغادر الاسد عمان عقب المباحثات مباشرة بعد مشاركة العاهل الاردني مادبة غداء اقيمت على شرفه. وجاءت زيارة الرئيس السوري الى الاردن قبيل القمة العربية السنوية التي ستعقد في الدوحة في 29 و30 اذار/مارس.

وكانت اخر زيارة قام بها الاسد الى الاردن في 2004، بينما كانت اخر زيارة يقوم بها الملك عبد الله الثاني الى سوريا عام 2007. وفي الماضي شاب التوتر العلاقات بين البلدين. والعام الماضي ارسل الاردن وفدا على مستوى غير عال الى القمة العربية التي استضافتها سوريا. وجاءت تلك الخطوة متوافقة مع قيام مصر والسعودية بخطوة مماثلة احتجاجا على الدور السياسي السوري في لبنان وعلاقته الوثيقة بايران الشيعية، على ما يبدو.

وقالت مصادر دبلوماسية لإيلاف ان الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بحثاquot; العلاقات الثنائية بين البلدين وأفق بلورة موقف عربي مشترك والمصالحة العربية العربية والتضامن العربي ودعم العمل العربي المشترك وقمة الدوحة والمصالحة الفلسطينيةquot; ، وذلك في اجتماع ثنائي في قصر الرغدان في عمان.

وأعلنت سوريا مؤخرا أن الرئيس الأسد ، بصفته رئيسا للقمة العربية، سوف يتابع الاجتماعات والزيارات لتعزيز جهود المصالحة العربية قبل قمة الدوحة في الثلاثين من الشهر الحالي

وكان في مقدمة مستقبلي الأسدالملك عبد الله الثاني ، ويرافق الرئيس الأسد وليد المعلم وزير الخارجية ، وهذه الزيارة هي الأولى للأسد إلى الأردن منذ أكثر من خمس سنوات شهدت بعض التوتر في علاقات البلدين.

وقال بيان للديوان الملكي الأردني أن الأسد سوف يبحث مع عبد الله الثاني quot;سبل تطوير العلاقات الثنائية إضافة إلى الجهود المبذولة لبلورة موقف عربي موحد في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة المصالح العربيةquot;.

وتأتي زيارة الأسد إلى الأردن ، والتي كانت إيلاف أول من كشف النقاب عنها صباح أمس ، قبل انعقاد القمة العربية في الدوحة وبعد قمة عربية رباعية بحثت المصالحة وإدارة الخلافات بين الدول العربية وشارك فيها الأسد والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك ثم انضم اليها أمير الكويت صباح الأحمد الصباح ثم تبعتها قمة مصرية اردنية واتصال هاتفي بين الزعيمين أمس بحثا فيه الجهود المبذولة لتعزيز التضامن العربي والتطورات التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها ، وأكدا ضرورة تحقيق أعلى درجات التنسيق والتشاور لتعزيز وحدة الصف العربي ومواجهة مختلف التحديات التي تمر بها الأمة العربية ووضع الرئيس المصري الملك الأردني بصورة التطورات التي يشهدها الحوار بين مختلف الفصائل الفلسطينية في القاهرة ، فيما أكد الملك الاردني دعم عمّان للجهود المصرية وتثمينها لما تقوم به مصر لتحقيق التوافق الفلسطيني.

وربطت مصادر سورية بين زيارة الرئيس السوري الى الأردن وبين الجهود المبذولة لتعزيز التضامن العربي والمصالحة العربية العربية ، واعتبرت ان المصالحة العربية العربية لن تكتمل الا بالمصالحة المصرية القطرية ، واشارت من جانب اخر الى وجوب عودة الثالوث السوري المصري القطري ووجوب تفعيله لحل القضايا العربية اضافة الى عدم محاولة استبدال أطراف بأطراف ، معربة عن اعتقادها ان دمشق لا تمانع في اشراك اطراف عربية اخرى فاعلة على قاعدة واحدة من العمل المشترك وبتوافق الجميع.

وكانت اخر زيارة قام بها الاسد الى الاردن في 2004، بينما كانت اخر زيارة يقوم بها الملك عبد الله الى سوريا في عام 2007. وفي الماضي شاب التوتر العلاقات بين البلدين. والعام الماضي ارسل الاردن وفدًا على مستوى غير عال الى القمة العربية التي استضافتها سوريا. وجاءت تلك الخطوة متوافقة مع قيام مصر والسعودية بخطوة مماثلة احتجاجًا على الدور السياسي السوري في لبنان وعلاقته الوثيقة بايران الشيعية، على ما يبدو.

وأكد الزعيمان في اتصال هاتفي على quot;ضرورة تحقيق أعلى درجات التنسيق والتشاور لتعزيز وحدة الصف العربيquot;، حسبما صرح مصدر في الديوان الملكي الاردني. لكن خلف التصريحات الدبلوماسية، تتكثّف جهود سياسية بين عواصم صناعة القرار العربي وسط توقعات بانخفاض مستوى تمثيل بعض الدول في قمّة الدوحة، على خلفية خلافات مع الدولة المستضيفة أو تصميمها على دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى حضورها.

واطلع مبارك الملك الاردني على مسارات quot;الحوار الدائر بين مختلف الفصائل الفلسطينية في القاهرةquot;، إذ ينتظر العرب نجاح الجهود المصرية في دفع الفصائل الفلسطينية - لا سيما حماس وفتح - إلى تشكيل حكومة توافق وطني قبل قمّة الدوحة. وسيكون الملف الفلسطيني على رأس جدول أعمال القمة، لا سيما في مواجهة حكومة إسرائيلية قيد التشكيل برئاسة زعيم حزب الليكود اليميني المتشدد بنيامين نتانياهو.

ويؤكد دبلوماسيون عرب في عمانأن مشاركة مصر في القمة على مستوى رفيع quot;مرتبط بقرار قطر بدعوة قادة من خارج المنظومة العربيةquot;، في إشارة إلى نجاد. وألمح أحد الدبلوماسيين إلى احتمال أن تخفّض مصر مستوى تمثيلها إلى أقل من وزير في حال دعي نجاد. وكان الرئيس الإيراني قد حضر قمّة الدوحة الطارئة المصغرة التي غاب عنها قادة كل من مصر والأردن والسعودية، حين عقدت على عجل في كانون الثاني/يناير الماضي ردًا على الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزّة.

ويتوقع مسؤولون سابقون أن يحذو الأردن حذو مصر وربما السعودية، على غرار خفض مستوى تمثيل تلك الدول إلى سفير في قمّة دمشق العام الماضي. وللأردن سبب آخر قد يدفعه لتخفيض مستوى تمثيله، وهو عرض فضائية الجزيرة القطرية حلقتين متتاليتين انتقد فيهما الكاتب المصري محمد حسنين هيكل العائلة المالكة في الأردن، وتحدث عن علاقات سريّة كانت بين الملك الراحل الحسين بن طلال وقادة إسرائيل. ولكن ما يتسرب من معلومات يفيد بأن القيادة الأردنية quot;ستبلور موقفها بناء على رد فعل مدروس غير مستفز يأخذ بالاعتبار مصلحة البلاد والظروف المحيطة بالمنطقةquot;.

يذكر ان العرب منقسمون إلى فريقين، الأول يتجه بقيادة مصر والسعودية إلى إعادة طرح مبادرة السلام العربية بقالب جديد لكشف ما تعتبره تعنتا إسرائيليا أمام إدارة باراك أوباما الديمقراطية في واشنطن. أما الثاني، الذي يضم قطر وسورية، فيفضّل تجميد المبادرة المرتكزة إلى مقايضة الأرض المحتلة بالسلام وذلك في مواجهة جنوح إسرائيل نحو التشدد وquot;العسكرتاريةquot;، بحسب مصادر دبلوماسية عربية في عمان.

وكان الرئيسان السوري والمصري قد شاركا في قمّة الرياض مطلع الشهر الحالي إلى جانب ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. وينتمي الأردن وسورية إلى معسكرين مختلفين. فالأول قريب من خط الرياض-القاهرة، فيما يتماهى موقف الثاني مع سياسات الدوحة ومن ورائها إيران. وكان الملك عبد الله الثاني بعث رسالة إلى الأسد قبل أسبوعين من خلال رئيس بلاطه الملكي ناصر اللوزي، وذلك بعد أيام من القمة الرباعية في الرياض. وللبلدين قضايا ثنائية معلقة لا سيما تقاسم مياه نهر اليرموك، وترسيم الحدود المشتركة ومكافحة تسلل مسلحين وتهريب الاسلحة صوب المملكة. وتعود آخر زيارة قام بها الرئيس السوري لعمان إلى مطلع 2005، اما الملك عبد الله الثاني فكان قد زار دمشق في خريف العام الماضي.