نضال وتد من حيفا: يحيي الفلسطينيون في إسرائيل، الاثنين في الثلاثين من آذار، الذكرى الثالثة والثلاثين ليوم الأرض الأول، عندما قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة عشرات آلاف الدونمات في قرى وبلدات الجليل في إطار مشروعها لتهويد الجليل، وزيادة الكثافة السكانية لليهود فيه من جهة، مقابل ضرب الوجود العربي وتشديد الخناق على الفلسطينيين في إسرائيل لدفعهم للهجرة من إسرائيل، وفق المخطط الذي عرف عند الكشف عنه عام 82 بمخطط يسرائيل كينغ.
ومن المقرر أن تنظم الجماهير العربية في إسرائيل الاثنين، بناء على قرار توفيقي للجنة المتابعة العليا لشؤون العرب في إسرائيل، مسيرة مركزية تنطلق في قرية دير حنا الجليلية، وهي واحدة من القرى الثلاثة المعروفة باسم قرى يوم الأرض نسبة إلى انفجار الغضب الفلسطيني في هذه القرى قبل 33 عاما، وسقوط ستة شهداء خلال المواجهات والمظاهرات التي قمعتها الحكومة الإسرائيلية، برئاسة إسحاق رابين، بقسوة شديدة، ولم تتورع شرطتها حتى عن مهاجمة والاعتداء على النائب والشاعر الفلسطيني توفيق زياد، في بيته في الناصرة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية بذلت قصارى جهدها لمنع الإضراب وإفشاله، عبر تهديد رؤساء السلطات المحلية وقطاع الموظفين والعاملين بالفصل ومعاقبة كل من ينصاع للقرار الذي أصدرته اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ولجنة الدفاع عن الأراضي. وانتشرت الشرطة افسرائيلية وحرس الحدود في كافة القرى والبلدات العربية من أجل إرهاب السكان وإحباط كل محاولة للاحتجاج على قرار الحكومة بمصادرة الأراضي.
لكن شرارة يوم الرض انطلقت عمليا في التاسع والعشرين من ىذار 1976 في قرية دير حنا نفسها، ثم انتقلت للقرية المجاورة عرابة ودير ياسين لتشتعل النار في القرى والبلدات العربية كلها مع سقوط الشهداء الستة بنيران الشرطة وحرس الحدود.
قرار توفيقي وإسقاط خيار الإضراب
وجاء القرار التوفيقي بالاكتفاء مسيرة مركزية في يوم الرض، بعد اندلاع خلافات في الرأي ووجهات النظر بين مختلف الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة في أوساط الفلسطينيين في إسرائيل، ولتفادي حصول بلبلة في الشارع. ففي الوقت الذي أيد فيه التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة النائب السابق واصل طه، وحركة أبناء البلد، والحركة الإسلامية الشمالية بقيادة الشيخ رائد صلاح الإعلان عن أضراب عام، خصوصا في ظل استمرار سياسة مصادرة الأراضي العربية، فإن الجبهة الديمقراطية برئاسة النائب محمد بركة، والحركة الإسلامية الجنوبية عارضا الإضراب. في المقابل أقرت اللجنة سلسلة من الفعاليات المحلية في القرى والبلدات المختلفة فيما دعت لجنة متابعة التعليم العربي إلى تخصيص ساعتين دراسيتين في المدارس للحديث عن يوم الأرض.
الشرطة تستعد في الجليل
في غضون ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن استنفار وحشد لعدد كبير من قواتها في قرى وبلدات الجليل، وخاصة في محيط قرى وبلدات يوم الأرض وهي سخنين وعرابة ودير حنا، تحسبا quot;لأعمال شغبquot;، داعية رؤساء السلطات المحلية والقيادات العربية إلى ضبط النفس والحيلولة دون إلهاب المشاعر. وقال بعض رؤساء السلطات المحلية العربية في الجليل إنهم تلقوا اتصالات من قيادة الشرطة الإسرائيلية في اللواء الشمالي، أبلغوا خلالها بأن الشرطة لن تدخل البلدات العربية لكنها قد ترابط على مشارفها على أهبة الاستعداد للتدخل في حال وقعت أعمال quot;مخلة بالنظام.
وأعلنت الأحزاب والحركات العربية من جانبها في بيانات مختلفة وزعت على وسائل الإعلام ومواقع الانترنيت عن حق الجماهير العربية في إحياء يوم الأرض والاحتجاج على سياسة المصادرة، وعلى تنظيم فعاليات الذكرى الثالثة والثلاثين تحت شعار مكافحة العنصرية والتمييز.
ونظمت الحركة الإسلامية الشمالية معسكر عمل تطوعي، هو الرابع من نوعه، لدعم النقب والفلسطينيين في النقب، قام خلاله المتطوعون بأعمال بناء وترميم في القرى والبلدات العربية الفلسطينية في النقب التي ترفض السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها، وتقوم باستمرار بعمليات لهدم المنازل والبيوت بحجة البناء غير المرخص.