تل أبيب: بدأت تظهر تصدّعات في حكومة رئيس حزب quot;الليكودquot; بنيامين نتنياهو التي سيتم تنصيبها مساء اليوم الثلاثاء وذلك قبل بدء ولايتها، من خلال تهديد أطلقه وزير الخارجية الإسرائيلي المقبل ورئيس حزب quot;إسرائيل بيتناquot; أفيغدور ليبرمان بالانسحاب منها.
وجاء تهديد ليبرمان اليوم في أعقاب شائعات سرت في الساحة السياسية الإسرائيلية، تفيد أن نتنياهو يعتزم استعادة حقيبة الخارجية إلى quot;الليكودquot; وأنه ألمح لعضو الكنيست عن quot;الليكودquot; سيلفان شالوم بمنحه هذه الحقيبة في حال اضطر ليبرمان إلى الاستقالة على أثر التحقيق الجنائي ضده بشبهة الحصول على أموال بصورة غير قانونية وتبييضها.
وفي أعقاب ذلك نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن متحدثة باسم حزب quot;إسرائيل بيتناquot; قولها، إن quot;من يبني على أنه سيتم تنحية ليبرمان على أثر التحقيق، فإن عليه أن يأخذ بالحسبان أن هذا سيستغرق 13 عاماً على الأقلquot;، في إشارة إلى أن التحقيق ضد ليبرمان مستمرّ منذ سنوات طويلة من دون توجيه اتهام ضده.
وعبّر قياديون في quot;إسرائيل بيتناquot; عن استيائهم من التقارير التي تحدثت عن أن قياديين في quot;الليكودquot; يفترضون أن حقيبة الخارجية قد تصبح شاغرة، وقالوا إن quot;هذه الفرضية تمسّ بشكل كبير في قدرة حكومة نتنياهو على العمل وذلك حتى قبل تأليفها، وفي جميع الأحوال فإن في حال عادت حقيبة الخارجية إلى 'الليكود' فإن 'إسرائيل بيتنا' سيعود إلى المعارضةquot;.
ويواجه نتنياهو مشكلة داخل حزبه فيما يتعلق بالوزارة التي سيتولاها شالوم، إذ لم يتبق حقائب وزارية هامّة بعد منح الخارجية إلى ليبرمان والدفاع إلى رئيس حزب quot;العملquot; ايهود باراك والمالية إلى عضو الكنيست من quot;الليكودquot; يوفال شطاينيتس، المقرّب من نتنياهو، كما أن نتنياهو يرفض حتى الآن تعيين شالوم قائما بأعمال رئيس الوزراء. لكن نتنياهو وشالوم سيلتقيان اليوم قبل ساعات قليلة من تنصيب الحكومة الجديدة في الكنيست عند الساعة الخامسة مساء (الثانية بتوقيت غرينتش).
وقد تعهد نتنياهو أمس الاثنين ببذل كل جهد ممكن لاحلال السلام مع جيران اسرائيل ومع العالم العربي لكنه لم يتطرق من جديد الى تطلع الفلسطينيين لاقامة دولة. وقال نتنياهو في خطاب امام البرلمان قبل يوم من تأدية ادارته لليمين quot;ستفعل الحكومة التي اشكلها اقصى ما في وسعها لتحقيق سلام عادل ودائم مع جميع جيراننا ومع العالم العربي عامة.quot;
واضاف نتنياهو خلال جلسة بمناسبة الذكرى الثلاثين لمعاهدة السلام الاسرائيلية مع مصر ان الاسرائيليين quot;يعرفون السلام الحقيقي عندما يرونهquot; وان اسرائيل quot;ستجيب نداءquot; اي زعيم عربي يسعى الى السلام. وكان نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني قد ذكر انه سيتفاوض مع الفلسطينيين لكنه يريد أن تركز المفاوضات على دعم اقتصادهم بدلا من القضايا المتعلقة بالاراضي التي عرقلت التقدم في المفاوضات المتوقفة حاليا.
وامتنع عن تقديم التزام مباشر باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وهو الهدف الرئيسي لجهود السلام التي تساندها الولايات المتحدة. وكان مسؤولون فلسطينيون قد قالوا انه لا فرصة لصنع السلام دون التزام اسرائيلي صريح باقامة الدولة الفلسطينية. واستمع نتنياهو في البرلمان دون ان يبدي وجهه أي تعبير لرئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت يحثه على ان يؤيد بوضوح انشاء دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
التعليقات