أنقرة: أجرت السلطات الأمنية التركية أخيرا حملة اعتقالات استهدفت أكثر من 50 شخصا. وقيل إن المعتقلين عملوا على تدبير عمليات إرهابية تهدف إلى إرغام الجيش على القيام بمحاولة انقلابية تستهدف تنحية رئيس الوزراء رجب اردوغان. ورأى معارضون لنظام الحكم القائم في تركيا أن حملة الاعتقالات الأخيرة هدفت إلى إلهاء الرأي العام عن فشل الحزب الحاكم في الانتخابات الأخيرة وإلى تبرير ما تقوم به الحكومة من خطوات في اتجاه فتح الحدود مع أرمينيا.

ويرى مراقبون كثيرون أن الحكومة التركية تعطي المسألة الكردية أول اهتماماتها الآن منتظرة انسحابا عسكريا أميركيا من العراق. وتشير التقديرات إلى أن عدد الأكراد اليوم يتراوح بين 27 و36 مليون شخص يقيم نحو 55% منهم في تركيا و20% في كل من إيران والعراق وحوالي 5% في سورية. ويطالب أكراد تركيا بحكم ذاتي يماثل ما يتمتع به أكراد العراق. وإذا كان لهم ما يريدون فلن يكون توحيد quot;شطري كردستانquot; حلما بعيد المنال.

ويرى رئيس الوزراء اردوغان أن الإسلام وحده هو الكفيل بالمحافظة على الوحدة التركية - الكردية، ولكن العلمانيين لا يوافقونه هذا الرأي ويتهمون اردوغان بالتطرف الديني. ويُعتقد أن كل محاولات الحكومة التركية لتطويق واحتواء انعكاسات أحداث كردستان العراقية على تركيا باءت بالفشل حتى الآن.

ولهذا أقبلت الحكومة على محاولة جديدة لإخلاء الساحة السياسية الداخلية من مؤثرات كردية بالقوة. إلا أن هذه المحاولة لم تؤد إلى استتباب الاستقرار في تركيا بينما تشير بعض الوقائع إلى دخول قوى مجهولة لم يتخيل غالبية الأتراك وجودها من قبل على خط استغلال الورقة الكردية.