قبرص: يستعد الناخبون القبارصة الاتراك للمشاركة في انتخابات نيابية قد تعرقل نتائجها الجهود المبذولة لتوحيد الجزيرة المقسمة. وتشير استطلاعات الرأي الى ان الحزب الجمهوري التركي الحاكم قد خسر جزءا كبيرا من شعبيته لصالح حزب الوحدة الوطنية اليميني. ويدعم الحزب الجمهوري التركي الزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت الذي احرز بعض التقدم في مفاوضات توحيد الجزيرة مع الجانب القبرصي اليوناني.

وقد ركزت الحملات الانتخابية على موضوعي مفاوضات السلام التي انطلقت ثانية في سبتمبر/ايلول الماضي، والاقتصاد. يذكر ان قبرص ما فتئت مقسمة الى جزئين تركي ويوناني منذ غزت القوات التركية الجزيرة عام 1974 في اعقاب انقلاب عسكري مدعوم من قبل اليونان. وتفصل منطقة عازلة - تسمى quot;الخط الاخضرquot; - تشرف عليها الامم المتحدة بين جزئي الجزيرة التركي واليوناني. ولا تعترف بالجزء التركي من الجزيرة اية دولة سوى تركيا، كما يخضع الجزء التركي لحظر تجاري دولي.

عملية هشة

وكان محمد علي طلعت قد توصل الى اتفاق مبدئي مع الرئيس القبرصي اليوناني ديميتريس كريستوفياس على الهيكل الفدرالي المستقبلي للجزيرة، الا انهما لم يتفقا بعد على عدد من القضايا الاخرى. الا ان حزب الوحدة الوطنية، الذي يتقدم الحزب الحاكم بعدة نقاط حسب استطلاعات الرأي، يريد للجزيرة ان تبقى مقسمة، وهو يطمح الى تطبيق نموذج حل الدولتين فيها.

ويقول المحللون إن فوز الحزب اليميني من شأنه ان يعقد مهمة محمد علي طلعت بشكل كبير. يذكر ان عدد الذين يحق لهم الادلاء باصواتهم في الانتخابات في الجزء التركي من قبرص يبلغ 160 الفا، وستفتح مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش يوم الاحد. ومن المتوقع ان تعلن نتيجة التصويت في التاسعة مساء بتوقيت جرينتش من اليوم نفسه.

وكانت آخر محاولة للتوصل الى حل سلمي لمشكلة قبرص (عام 2004) قد انهارت عندما صوت القبارصة الاتراك لصالح خطة طرحتها الامم المتحدة رفضها بعد ذلك القبارصة اليونانيون. وكانت نتيجة ذلك ان انضم الجزء اليوناني الى الاتحاد الاوروبي في وقت لاحق من العام نفسه، بينما ظل الجزء التركي معزولا.