كلمة ألقاها أمام ضباط الجيش وتوجه بحديثه لإيران دون تسميتها
مبارك: لن نسمح بتدخل قوى إقليمية تدفع المنطقة لحافة الهاوية

نبيل شرف الدين من القاهرة: في ما بدا يتوجه لإيران ـ من دون تسميتها صراحة ـ بكلمات واضحة الدلالة حذر الرئيس المصري حسني مبارك من تدخلات quot; قوى إقليمية تعادي السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية quot;، وقال مبارك: quot; لن نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادي السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية، تسعى إلى بسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي، تغذي الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية، وتدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي، واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها quot;. ومضى الرئيس المصري الذي كان يخطب أمام الجيش الثاني الميداني موجهاً حديثه لإيران من دون تسميتها صراحة قائلاً: quot; إننا واعون تماما لمخططاتكم.. سنكشف تآمركم ونرد كيدكم في نحوركم.. كفاكم تمسحا بالقضية الفلسطينية، واحذروا غضب مصر وشعبها quot;.

وخلال الاحتفال الرسمي بذكرى تحرير سيناء الذي يوافق 25 أبريل الجاري، جدد مبارك القول إن السلام في حاجة مستمرة إلى درع يحميه وقال: quot;قواتنا المسلحة هي هذا الدرع، وهي حصن الوطن وسيفه، سيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واجبها المقدس.. إننا نعيش في منطقة صعبة تموج بأزمات والتحديات والمخاطر، ولا نملك الانعزال عن قضاياه أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي للوطنquot;.

وفي كلمته أمام نخبة من ضباط الجيش الثاني الميداني في مدينة الإسماعيلية شرق القاهرة، لفت مبارك الى ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وأمن الخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والوضع في السودان ودول حوض النيل وأفريقيا. وشدد على أن قضية فلسطين ستبقى على رأس الأولويات العربية، وأكد مواصلة الجهود من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية والوفاق الوطني، لاستعادة التأييد الدولي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأضاف مبارك قائلاً : quot;إننا في مصر لم نفقد الأمل في السلام العادل والشامل، نعبر عن مواقفنا بقوة ووضوح، نعارض محاولات تكريس الانقسام بين الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة.. نرفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي، ونقول لمروجيها quot;إن سيناء أرض مصرية ولا مساس بشبر واحد من حدودهاquot;.

أميركا وإسرائيل

وانتقل مبارك للحديث عن إسرائيل مشيراً إلى أن مصر تعاملت مع حكومات إسرائيلية متعاقبة، ومعربا عن أمله في أن تختار الحكومة الإسرائيلية الجديدة طريق السلام، وأن تلتزم بأفق سياسي يستأنف مفاوضات السلام من حيث انتهت دون تلكؤ أو إبطاء، وصولا إلى سلام عادل يعيد الحقوق المشروعة لأصحابها، يضع نهاية للمواجهة المكلفة للجميع ولحلقات العنف والعنف المضادquot;.

وفي سياق رده على سؤال لأحد ضباط الجيش ، قال مبارك إنه لم يزر الولايات المتحدة منذ أبريل 2004 بسبب مواقف الإدارة الأميركية السابقة، وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل به فور توليه مهام منصبه ، وقال نحن نتطلع إلى صفحة جديدة للعلاقات المصرية ـ الأميركية، سواء القضايا الإقليمية أو التعاون الثنائي. وأشار مبارك إلى أن أوباما وجه الدعوة أيضا إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة quot;كل على حدةquot; لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

ومضى مبارك قائلاً: quot;سأكون خلال لقائي مع أوباما منفردا سنعمل بقدر استطاعتنا لشرح الوضع الحقيقي في المنطقة للرئيس والإدارة الأميركية الجديدة، وأضاف مبارك quot;إنني سأقول لهم انه باستمرار بناء المستوطنات وبناء المساكن على الأرض الفلسطينية لن يكون هناك استقرار أبدا ، ولذلك أنا أتكلم كثيرا في هذا الموضوع ، ولا يمكن لإسرائيل أن تعيش إلى مدى طويل بطريقة عدم التنازل وإعطاء الفلسطينيين حقهم ، لأن ذلك سيجعل الصراع والمقاومة مستمرين إلى ما شاء الله.

وتساءل الرئيس المصري مستنكراً : هل هم يريدون من المنطقة، وفي إسرائيل المحاطة بدول عربية وإسلامية، أن تبقى كما هي للقتال والعنف إلى مدى طويل ؟، واختتم مبارك بالقول : quot;إنني ساشرح ذلك للرئيس الأميركي ولرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سيزور مصر قريباquot;.