بين اعتباره quot;رئيسا ضعيفاquot;.. وتكرار اعترافه بهفوات له
اهتمام إعلامي عالمي بمئة أوباما الأولى

زانا الخوري من دنفر: تابع العالم باهتمام امس مرور اول 100 يوم على دخول الرئيس الاميركي باراك اوباما البيت الابيض، وقد خصصت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة مساحات شاسعة من نشاراتها لتغطية الحدث رغم الانشغال الدولي بازمة انفلوينزا المكسيك. وقد مضت الذكرى بتصريحات مناوئة للرئيس كررت اعتباره انه رئيسا ضعيفا في ظل اوقات استثنائية وكان اشدها عنفا تصريح سفير أميركا السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون الذي انتقد الجهود التي تتخذها الادارة الجديدة في ما يتعلق باعادة صياغة علاقاتها مع دول العالم.

وبين وعود حققت، وأخرى فشلت، واخرى يتم العمل عليها، مرت اول 100 يوم على دخول الرئيس الاميركي باراك اوباما البيت الابيض، ولا يزال الرئيس الـ 44 - اول رئيس افريقي اميركي- يحصد شعبية بين صفوف مواطنيه رغم تمادي الأزمات التي تعيشها بلاده وآخرها ازمة انفلوينزا المكسيك التي اجتاحت المدن الاميركية واتهامه بإضعاف الصناعة الأميركية وسط حالة من الركود الاقتصادي.

ويرى محللون ان هذه المدة القصيرة كانت منتجة وان الرئيس، الذي تسلم مهماته وارثا حربين في افغانستان والعراق،وازمة اقتصادية ضخمة ومجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، حقق خلالها اكثر ما حققه اي رئيس منذ عهد الرئيس فرانكلين روزفلت خصوصاً انه تخلص من الإستياء الخارجي الذي ورثه عن إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

يشار الى ان عبارة الـ 100 يوم مصطلع درج اعتماده بعد مرور 100 يوم على تنصيب الرئيس فرانكلين روزفلت اذ قام خلال فترة وجيزة بعد دخوله البيت الابيض باصلاحات عديدة بينما كانت الولايات المتحدة تعاني ازمات ومخاوف شلت البلاد، ومنذ ذلك التاريخ يتسابق الصحافيون على تقييم اداء الرؤساء المنتخبين.

وكانت الوعود بالتغيير التي اطلقها الرئيس اوباما، تحققت منذ اول يوم لدخوله البيت الابيض رغم المطبات التي واجهته خلال الايام الاولى كاستقالة عدد من المسؤولين كان قد عينهم لتولي مناصب في الادارة، وفضيحة مجموعة laquo;إيه آي جيraquo; للتامين التي انهت شهر عسله.

وكان اول قرار اصدره اوباما لدى دخوله البيت الابيض يتعلق باغلاق معتقل غوانتانمو، وتاكيد الانسحاب من العراق، كما عمل على المضي قدماً بأقصى سرعة في عملية إصلاح الرعاية الصحية والتعليم والبيئة رغم التكلفة الهائلة للأزمة الاقتصادية.

اما على صعيد التغيير في السياسة الخارجية، فكانت الزيارة التي قام بها اوباما وعقيلته الى لندن للمشاركة في فعاليات مجموعة العشرين، اكدت ان شعبية اوباما تجوازت حدود القارة الاميركية حيث حل كضيف شرف وحضتنه وسائل الاعلام، بينما كان يعمل هو على تاكيد انفتاح الادارة الجديدة. ومن لندن، زار الرئيس تركيا لينتقل من بعدها الى العراق ويؤكد دعمه للقوات ووعوده بالانحساب.

كما عمل اوباما خلال هذه الفترة على تصليح صورة اميركا في الدول التي تصنف من الاعداء وابرزها ايران وكوبا، اذ لم يتردد بتكرار دعواته الى اطلاق quot;عهد جديدquot;.

وبعيدا عن السياسة، ادخل الرئيس الاميركي وعائلته روح الشباب الى البيت الابيض. فالرئيس على تواصل مستمر مع المواطنين اذ يتابع الرسائل التي يرسلونها ويؤكد على الرد عليهم شخصيا، وهو يقرا بريده الالكتروني، كما لا يتخلى عن جواله quot; البلاك بريquot;، ولا يتغيب اوباما عن حضور مباراة رياضية، كما سكان واشنطن يعتبرون نفسهم محظوظين لانهم قد يرونه بينهم من وقت لاخر يشرب كاسا من الجعة في احد المطاعم.

كما تصدرت الاسبوع الماضي صورة الرئيس عاري الصدر في ملابس البحر غلاف مجلة quot;واشنطنينquot; الاميركية كأول رئيس أميركي يتصدر غلاف مجلة بصدر عار. وقدا اثارت الصورة موجة من التعليقات بين مؤيدين ومعارضين لها.

تغييرات في البيت الابيض

وقد درجت العادة أن تضع كل عائلة تدخل البيت الابيض طبعتها الخاصة على المنزل الرئاسي خلال زيارتها الموقتة، ومع آل أوباما دخل كلب في بداية الولاية البيت الابيض، كما تم بناء ملعب خاص لابنتي الرئيس فضلا عن مسبح داخلي كان قد اغلقه الرئيس ريتشارد نيكسون من اجل توسيع الغرفة المخصصة للمؤتمرات الصحافية. وحول الرئيس وجهة استعمال ملعب كان مخصصا لكرة المضرب وضعه الرئيس ثيودور روزفلت، وجعله ملعباً لكرة السلة.

ومن المقرر ان يعقد الرئيس اليوم إجتماعا على غرار إجتماعات quot;مجلس المدينةquot; مع السكان المحليين في سانت لويس بولاية ميزوري صباحا، ومساءا سيعقد ثالث مؤتمر صحافي خلال ذروة المشاهدة.

وتبقى الآمال معقودة على التغيير الذي وعد به اوباما بعد 8 سنوات من حكم بوش، ولكن بعد اليوم سيكون الرئيس على مواعيد اخرى، فهل سيحافظ اوباما على صورته رغم حقل ألغام كبير يلوح في الأفق؟