هافانا: يشارك ممثلو 118 دولة من أميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا غداً الاثنين في كوبا في آخر اجتماع لحركة دول عدم الانحياز يعقد برئاسة كوبا، وسيكون تطور السياسة الاميركية محور اهتمامهم. وينتظر حضور حوالى ستين وزيرا معظمهم وزراء خارجية الى الجزيرة الشيوعية للمشاركة في الاجتماع الذي يستمر حتى الخميس على خلفية الازمة المالية العالمية، على ما افادت وزارة الخارجية الكوبية.

واوضحت الوزارة ان الاجتماع الذي سيعقد بحضور رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة ميغيل ديسكوتو (نيكاراغوا)، سيمهد لقمة حركة دول عدم الانحياز المقرر عقدها بين 11 و16 تموز/يوليو في مصر. وسينقل الامين العام الحالي للمنظمة راوول كاسترو الذي خلف شقيقه فيدل على رأس الدولة الكوبية، رئاسة الحركة خلال القمة المقررة في شرم الشيخ الى نظيره المصري حسني مبارك.

ومن المقرر ان يصدر اجتماع هافانا اعلانا يتناول عدة مواضيع منها الهجرة وتهريب المخدرات والبيئة ونزع السلاح والارهاب. وقال نائب وزير الخارجية الكوبي ابيلاردو مورينو للصحافيين ان quot;هذا الاجتماع هو على اهمية كبرى لاننا نشهد اسوأ ازمة اقتصادية ومالية منذ عقود. وستقوم الحركة بتحديد موقف وتحليل وطأة (الازمة) واقتراح حلولquot;.

ويتوقع ان يطالب الوزراء والمندوبون برفع الحظر الاميركي المفروض على كوبا منذ 47 عاما واعادة منطقة غوانتانامو (جنوب شرق) التي يقيم فيها الاميركيون قاعدة بحرية الى السلطات الكوبية. وأيد الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما الحوار مع كوبا بدون التخلي عن مسألة حقوق الانسان، غير انه استبعد رفع اقدم حظر مفروض على بلد في العالم على وجه السرعة، ولو ان الغالبية الكبرى من الدول تندد به.

وقال مورينو اخيرا ان حركة دول عدم الانحياز ستندد بالهجوم العسكري الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير وستوجه رسالة دعم الى الفلسطينيين. وعقدت آخر قمة لدول عدم الانحياز ال118 في ايلول/سبتمبر 2006 في العاصمة الكوبية وقد جرت للمرة الثانية في تاريخ الحركة برئاسة فيدل كاسترو رغم تغيبه. وعقدت القمة بعد اشهر على تخلي الزعيم الشيوعي البالغ من العمر اليوم 82 عاما عن صلاحياته الرئاسية مؤقتا لشقيقه راوول في تموز/يوليو 2006 اثر خضوعه لعملية جراحية، قبل ان يخلفه راوول نهائيا في شباط/فبراير 2008.

وتشكلت حركة دول عدم الانحياز عام 1961 لتكون بديلا quot;للكتلتينquot; اللتين تشكلتا حول الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وهي غالبا ما تنتقد سياسة الولايات المتحدة وقد اتخذت بعض دولها الاعضاء مثل كوبا موقفا منحازا بوضوح ابان الحرب الباردة. وتضم الحركة حاليا 53 دولة افريقية و38 دولة اسيوية وشرق اوسطية و26 دولة من اميركا اللاتينية والكاريبي ودولة اوروبية واحدة هي بيلاروسيا.