اعتدال سلامه من برلين: خلال اول زيارة التعارف قام بها وزير العدل الاميركي الجديد ايريك هولدر الى برلين الاسبوع الماضي وضع قضية معتقلي غوانتانامو الذين سوف يفرج عنهم عند اغلاق المعتقل على قائمة المواضيع التي بحثها مع نظيرته الاشتراكية بريجيبته سوبرس ووزير الداخلية المسيحي الديمقراطي فولفغانغ شوبليه. حيث كرر هولدر مطلب الرئيس باراك اوباما قبول المانيا عددا من الذين سيطلق سراحهم وهم افراد من مجموعة اويغورين وهو طائفة صغيرة معارضة للنظام الصيني. وحجة الوزير ان السلطات الصينية سوف تلقي القبض عليهم مجرد وصولهم الى البلاد. وكما قاله لوزيرة العدلquot; مثلما تمكنا مع حلفائها من تحطيم الجدار الحديدي واعادة اللحمة الى المانيا، علينا الان سوية اغلاق معتقل غوانتاناموquot;.

ولم ينف بان الاوروبيين لم يقيموا معتقل غوانتاناموا والكثيرون كانوا ضده، لكن، ومن اجل اغلاقه علينا التضحية واظهار الاستعداد للدعم.

ورغم التحفظ الذي اظهره سياسيون المان، ناقش الوزير الاميركي الجوانب القانونية واللوجستية للمعتقلين المتبقين في غوانتانامو ويصل عددهم الى 241 واعتبر حل مشكلتهم تحديا على اميركا واوروبا مواجهته.

لكن ما لم يدخله الوزير الاميركي بعين الاعتبار تأثير الصين على المانيا اقتصاديا، فهي تراقب تطورات قضية المعتقلين الصينيين بحذر خاصة بعد انتشار الاخبار بان وطنهم المستقبلي سوف يكون المانيا، وهذا سبب في ترددها حتى الان من اعطاء جواب نهائي، فهي تعتبر اهم شريك تجاري واستثماري في هذه الاوقات العصيبة.

عدا عند ذلك احدث الطلب الاميركي خلافات داخل التحالف الحاكم، فهناك من يعتبر الامر محسوم ويجب مساندة الحليف اميركيا بينما يرفضه اخرون ومنهم فولفغانغ بوسباخ النائب وخبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي المشارك في الحكم .

وهذا ما اكده النائب في تصريح قصير له لايلاف حيث قال بانه مازال يؤمن بوجوب تحمل الاميركيين المسؤولية، فالمانيا لم تنشأ غوانتانامو ولم تشرف على ادارته. واذا ما كان المعتقلون ابرياء تماما فلماذا لم يطلق سراحه منذ زمن .

كما ذكر بان قبول المفرج عنهم او رفضهم امر يتعلق بحكومات الولايات الالمانية، لكن هناك وزراء داخلية في الولايات لا يريدون اي معتقل سابق لديهم. كما يرى النائب المسيحي الديمقراطي في قبول اي معتقل سابق مخاطر كبيرة غير منظورة.

وبعكسه، يود يورغن ترتين النائب من حزب الخضر ان تستجيب المانيا لطلب الولايات المتحدة ثم تفحصه بعناية للقبول ببعض المعتقلين، فيما يتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي على لسان النائب نيلز انان الحزب المسيحي باظهاره الرفض كي لا يؤثر ذلك على حملة الانتخابات العامة، وحسب قوله لا يتعلق الامر بالناحية الانسانية فحسب، اذ ان قبول بعض المعتقلين السابقين يعود بالفائدة على المانيا التي تتحمل بشكل او باخر تبعات سياسية الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش ، وعلينا الان المشاركة عندما يتعلق الامر باغلاق معتقل غوانتانامو.

ويتعلق الطلب الاميركي بقبول المانيا لعشرة من افراد المعتقد الصيني اويغورين، ويريد وزير الداخلية شوبليه الان معرفة سبب رفض الولايات المتحدة لمنحهم حق البقاء فوق اراضيها، طالما انها تصفهم بالابرياء ولا يشكلون خطرا. واذا ما قبلت المانيا بهم سوف يقيمون في ولاية بافاريا التي مازالت لم تعلن عن موقف نهائي.