لندن: أدان عميل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) المسؤول عن قضية لوكربي تعامل اللجنة القانونية الاسكتلندية مع قضية الليبي عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية الأميركية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية قبل 21 عاماً.

وقالت صحيفة سكوتلند أون صندي الصادرة اليوم الأحد إن ريتشار ماركيز أدان لجنة مراجعة القضايا الجنائية الاسكتلندية على ما اعتبره تقصيرها في اجراء التحقيقات الكافية قبل أن تقرر منح المقرحي حق الإستئناف ضد حكم ادانته، وانتقد التحقيق الذي اجرته على مدى ثلاث سنوات اللجنة المسؤولة عن النظر بقضايا اساءة تطبيق العدالة لاعتقاده بأنها فشلت في التحدث معه أو مع أشخاص رئيسيين آخرين على علاقة بقضية لوكربي. وأبلغ ماركيز الصحيفة quot;أن تحقيق اللجنة كان ناقصاً ولم يف بالمطلوب ولم يتحدث إلى الكثير ممن كان بمقدورهم تسليط بعض الأضواء على الكيفية التي وصلنا من خلالها إلى استنتاجات محددة في قضية لوكربيquot;.

ورأت الصحيفة أن تدخل ماركيز سيكثف من مقدار الضغوط التي يواجهها الوزير الاسكتلندي الأول أليكس سالموند ووزير العدل في حكومته كيني مكاسكيل حول مصير المقرحي، مشيرة إلى أن سالموند أكد أن أي القرار حول مصير المقرحي سيكون قضائياً صرفاً ولن يخضع للتأثيرات السياسية أو الاقتصادية.

وأُدين المقرحي عام 2001 بتفجير طائرة (بان أميركان) بينما كانت تقوم برحلة بين لندن ونيويورك فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في الثامن عشر من ديسمبر/أيلول 1988 ما أدى إلى مقتل 270 شخصاً من بينهم 189 أميركياً، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة ويقضي عقوبته في سجن غرينوك بالقرب من مدينة غلاسكو الاسكتلندية.

وقدمت ليبيا الأسبوع الماضي طلباً إلى السلطات الاسكتلندية لتسليمها المقرحي في اعقاب توقيع طرابلس ولندن اتفاقاً لتبادل السجناء بين البلدين، في حين بدأ محامو الأخير اجراءات قانونية في الثامن والعشرين من إبريل/نيسان الماضي لتطهير ساحة موكلهم بعد نحو عامين على تحويل قضيته إلى محكمة الإستئناف الاسكتلندية لاعتقادهم أن القضاة في محاكمته لم يستمعوا إلى الأدلة الكافية لادانته خارج نطاق الشك المعقول.

وكُشف في اكتوبر/تشرين الأول الماضي بأن المقرحي يعاني من سرطان البروستات وأن المرض وصل إلى مرحلة متقدمة وانتشر في مناطق أخرى بجسمه تقدم على اثرها محاموه بطلب إلى السلطات القضائية في اسكتلندا لاخلاء سبيله من السجن بصورة مؤقتة بانتظار نتيجة دعوى الإستئناف، إلا أن طلبهم جوبه بالرفض.

وكانت تقارير صحفية رجحّت مؤخراً احتمال أن يتم اخلاء سبيل المقرحي ويعود إلى ليبيا خلال فترة قصيرة بسبب اصابته بحالة متقدمة من مرض السرطان، وأشارت إلى أن المسؤولين في إنكلترا واسكتلندا شجّعوا الليبيين على تقديم طلب لنقل المقرحي عند التصديق على اتفاق نقل السجناء بين ليبيا وبريطانيا والذي بدأ البلدان التفاوض بشأنه عام 2005.