إيلاف: لاقت الأنباء التي تناقلتها اليوم وكالات الأنباء عن اطلا السلطات الإيرانية سراح الصحافية الأميركية الإيرانية الأصل روكسانا صابري بعد إدانتها في طهران بالتجسس لحساب الولايات المتحدة بتغطية شاملة وواسعة بمختلف وسائل الإعلام والصحف الأميركية، وإن ركزت معظم التغطيات على أهمية اتخاذ تلك الخطوة من جانب إيران في سبيل تذليل العقبات أمام إكمال سبل الحوار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران بالصورة التي تطمح إليها الإدارة الأميركية في المقام الأول.

وعنونت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرا ً قالت فيه quot; إطلاق إيران لسراح الصحافية الأميركية خطوة لإزالة العقبات التي تقف أمام الحوار الأميركي- الإيراني quot; ndash; وأكدت في مستهل حديثها أنّ القرار الذي اتخذته السلطات الإيرانية اليوم بإطلاق سراح صابري بعد أن قضت أكثر من ثلاثة أشهر خلف القضبان في إيران ساعد في إزالة واحدة من العقبات التي تقف أمام الحوار الأميركي - الإيراني الذي يسعى لإتمامه الرئيس باراك أوباما، كما سيعمل على إزالة تلك الحلقة قبل انطلاق انتخابات إيران الرئاسية التي يدار حولها الآن موجات من النقاش المحتدم.

ونقلت الصحيفة عن محللين ترجيحهم أن قرار اعتقال صابري واستصدار حكم قاس ضدها بالحبس لمدة ثماني سنوات كان جزءا من إحدى حلقات الصراع السياسي الداخلي في إيران، التي استخدم فيها المتشددون القضية لتعقيد أي محاولة من جانب طهران للرد بنفس الصورة على الإيماءات الإيجابية التي ألمحت بها واشنطن خلال الآونة الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن كريم سادجادبور، متخصص في الشؤون الإيرانية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن قوله :quot; حينما تتواجد لحظات عن إمكانية بناء الثقة بين الولايات المتحدة وإيران، تجد أن لديك فريق متشدد في طهران ndash; هم المفسدون ndash; الذين يمتلكون تاريخا ً حافلا ً يعود إلى أزمة الرهائن الشهيرة في عام 1979 ، والذين يعملون على إثارة أي أزمة دولية من أجل إحراز تقدم في جدول أعمالهم السياسي على الصعيد الداخليquot;.

أما صحيفة النيويورك تايمز فقد أبرزت من جانبها الأجواء الاحتفالية التي صاحبت قرار الإفراج عن صابري سواء من أسرتها أو من فريق المحامين الخاص بها، ونقلت عن أبيها قوله quot; ابنتي مجهدة لكنها في حالة جيدة. وقد جاء قرار إطلاق سراحها هذا بمثابة المفاجأة الكبرىquot;. كما أشارت الصحيفة إلى ترحيب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقرار الإفراج، وقالت أنها شعرت بالارتياح عند سماعها خبر وقالت أنها شعرت بالارتياح عند سماعها خبر إطلاق سراحها. وقالت الصحيفة أن القضية هددت بتعقيد المناورات السياسية الجارية بين القادة الإيرانيين والأميركيين بشأن برنامج إيران النووي، الذي يمثل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين الدولتين.

فيما اعتبرت صحيفة واشنطن بوست أن هذا التحول المفاجئ في القضية التي أثارت الاهتمام الدولي بشكل كبير على مدار الأسابيع الماضية يأتي في الوقت الذي كان ينتظر فيه الطاقم القانوني لصابري معرفة إذا ما كان سيلقي طلبها بالمثول للمحاكمة في جلسة مغلقة قبولا ً أم لا. أما صحيفة لوس أنجليس تايمز فقد رأت أن ثمة اعتبارات سياسية ودولية ربما كان لها دورا ً أيضا ً في التأثير على قرار الإفراج الذي اتخذته المحكمة الإيرانية التي كانت تمثل أمامها صابري اليوم. وأشارت الصحيفة إلى النداء غير الاعتيادي الذي توجه به الرئيس الإيراني الذي يواجه تحديا ً انتخابيا ً صعبا الشهر المقبل إلى محكمة الاستئناف لمراجعة قضية صابري بكل دقة وحذر وسط تصاعد الضغوط الشعبية لإطلاق سراحها.