فيينا: أعرب المدير التنفيذي للجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الأمم المتحدة للحظر الشامل للتجارب النووية تيبور توث عن تفاؤله بقرب دخول المعاهدة حيّز التنفيذ العملي، وأشار إلى أنه لمس هذا الانطباع خلال الاجتماع الحالي للجنة في نيويورك. وقال إن quot;هذا الاجتماع الذي سينهى دورته الثالثة يوم الجمعة المقبل، اتسم بموقف إيجابي غلب عليه طابع الاتجاه العالمي المؤيد لدخول المعاهدة حيز التطبيق العملي في أقرب وقت ممكنquot; حسب قوله.

وأوضح توث أن quot;مندوبي جميع الدول التي شاركت في اجتماع نيويورك، بما فيها الولايات المتحدة، أعربوا عن اعتقاد بلدانهم بأهمية دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية اليوم وليس غداًquot;. ورأى المدير التنفيذي للجنة التحضيرية في تصريح أدلى به لـ (آكي) لدى عودته من نيويورك قبل ظهر اليوم أن النهج الإيجابي الدولي، والذي أجمع على ضرورة دخول المعاهدة حيز التنفيذ العملي في أقرب وقت، انعكس على أجواء الاجتماع، وساهم في اتخاذ قرارات وصفها بـ quot;المصيرية والحاسمةquot;. ولم يستبعد أن تشكل نقلة نوعية خلال المؤتمر الدولي لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية المقرر انعقاده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يومي 24 و25 أيلول/سبتمبر العام 2009، وخلال المؤتمر الاستعراض الدولي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية المقرر في العام المقبل.

وكان تيبور توث (هنغاريا) الذي شارك في مباحثات نزع السلاح وصياغة النظام الأساسي للجنة التحضيرية وأحكام معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في جنيف والتي استمرت من العام 1990 إلى العام 1996، أوضح أنه أستعرض في كلمته التي ألقاها خلال اجتماع نيويورك أهمية الدور الذي تقوم به اللجنة التحضيرية في تعزيز معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وأكد أن التقدّم بدخول المعاهدة حيز التنفيذ العملي يشكل أهم العوامل المساعدة. ولم يستبعد توث في ضوء الأجواء الدولية المشجعة أن تدخل المعاهدة حيّز التنفيذ خلال وقت قصير، ولكنه رفض تحديده، واكتفى بالقول quot;المعاهدة قائمة منذ العام 1996، ولكنها لم تدخل حيّز التنفيذ بسبب استمرار تسع دول تملك قدرات ومرافق نووية في رفض التوقيع أو المصادقة على المعاهدة، على الرغم من انضمام 180 دولة إلى عضويتها، والمصادقة عليها من قبل 150 دولة.

وأكد تيبور توث بأن اللجنة التحضيرية التي تملك أكبر وأهم نظام عالمي للرقابة والرصد والتحقق من أية تجارب نووية، قد دخل المرحلة الأخيرة، وأصبح على وشك الانتهاء من بناء المحطات. مشيرا إلى أنه أجرى سلسلة مباحثات مع عدد كبير من مندوبي الدول الأعضاء في المعاهدة كان من بينهم مندوبة الولايات المتحدة روزا غوتنمولر مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون التحقق من عدم انتشار الأسلحة النووية، وقال أنها أكدت عكف الإدارة الأميركية على اجراء المشاورات اللازمة مع أعضاء الكونغرس الأميركي من أجل المصادقة على المعاهدة. كما أكد أنه تلقى التأكيدات نفسها من مندوب الصين السفير شينغ جنغي، بالإضافة إلى تأكيدات مماثلة من مندوبي إندونيسيا ومصر.

وجدير بالذكر أن الدول التسع التي لم تصادق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية هي: الولايات المتحدة، والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية واندونيسيا ومصر وإيران وإسرائيل، في حين لم توقع على المعاهدة كلٌ من الهند وباكستان وكوريا الشمالية. ولا تزال غالبية الدول التسع تتمسك بما يسمى بـ quot;خيار الردع النوويquot; من أجل الحفاظ على أمنها القومي. ومعروف أن الدول التسع تواجه سلسلة نزاعات مع الدول المجاورة لها، وخصوصاً في شبه الجزيرة الكورية وشبه الجزيرة الهندية والشرق الأوسط.