وول ستريت جورنال ترصد تراجع أكبر قوى المعارضة في البلاد
الإخوان المسلمون في مصر .. قدم تتعثر وأخرى تواجه الحصار الأمني

quot;إيلافquot;: تحت عنوان ( جماعة الإخوان تتعثر بينما يتعرض الإسلاميون للمحاصرة في مصر ) رصدت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقرير مطول بعددها الصادر اليوم حقيقة الأوضاع التي باتت تمر بها الآن أكبر حركات المعارضة في مصر، وقالت الصحيفة أن جماعة الإخوان تمر الآن بوضعية دفاعية، بعد أن كان لقصص نضالها مردودها الخاص بين الحركات الإسلامية ولعبت دورا ً في زيادة انتشار وتوسع المنظمة السرية في جميع أنحاء العالم. في البداية، رأت الصحيفة أن الهُبة السياسية للجماعة بدت منطلقة دون توقف خلال الآونة الأخيرة فقط، فالمرشحون المنتمون للجماعة فازوا بمعظم السباقات التي تم إجرائها في الانتخابات البرلمانية عام 2005، وحينها فازوا بحصة غير مسبوقة داخل البرلمان المصري بلغت الـ 20 %. وفي العام التالي، نجحت حركة حماس الفلسطينية، المنبثقة عن جماعة الإخوان المصرية، في تحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت آنذاك ومكنتها من الوصول إلى السلطة.

وهو الأمر الذي قالت عنه الصحيفة أنه كان سببا ً في إقدام الحكومة المصرية على اعتقال مجموعة من أعضاء الجماعة البارزين، والعمل على تقويض عمليات تمويلها، والقيام أيضا ً بتغيير الدستور لقصقصة أجنحة الأحزاب الدينية. لكن الصحيفة أكدت على أن الجماعة قامت بارتكاب مجموعة من الأخطاء أيضا ً، فقد قامت بتنفير الكثير من المصريين واقترحت فرض قيود على السيدات والمسيحيين. وهي الانتكاسات التي عملت على تقويض قدرة الجماعة على فرض أجندتها الإسلامية على أكبر بلدان العالم العربي، الذي يقدر عدد سكان شعبها بـ 81 مليون نسمة. وفي مقابلة سابقة، صرح محمد حبيب، الرجل الثاني في الجماعة قائلا ً :quot; حينما لا ننهض، فإننا نتراجع. أما الآن، فنحن لسنا في حالة انتشار، ولا نقوم بتحقيق أهدافناquot;.

ثم قالت الصحيفة أن الحكومات الاستبدادية والليبراليين الإسلاميين غالبا ً ما يكافحون من أجل كسب النفوذ في مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وأكدت في السياق ذاته على أن مصر تمثل ساحة لمعركة حاسمة، فتراجع وضعية جماعة الإخوان هنا بالتزامن مع وهاج التصريحات المعادية إسرائيل والعلاقات المعقدة لحماس، كانت عوامل ساعدت على تقوية سياسة الرئيس مبارك الخاصة بالتعامل مع الدولة اليهودية. كما قد تعطيه تلك العوامل مجالا ً أوسع للعمل مع الرئيس باراك أوباما، المقرر أن يقوم بزيارة إلى مصر الشهر المقبل، في محاولة لإحياء عملية السلام العربية - الإسرائيلية.

ويحذر قادة الإخوان حاليا ً من المبالغة في قراءة المشاكل الحالية، مشيرين إلى أن الحزب الحاكم تراجع عن مواجهة التحديات السابقة. في حين قال آخرون أن القمع الحكومي للإخوان المسلمين، الذي يقترن باعتقالات خصوم النظام العلمانيين، من الممكن أن يُطلق العنان لظهور المزيد من القوى المتشددة. في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن المعارض السياسي الليبرالي المصري أيمن نور، الذي سبق له الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية في البلاد :quot; إذا استمرت الأمور على هذا النحو، سوف يكون الأمر غاية في الخطورة ويمكن أن يؤدي لعودة ظهور موجات التطرف والإرهاب في مصرquot;. ثم عاودت الصحيفة لتؤكد على أن تلك الجماعة التي تم تأسيسها في عام 1928 وسط ردود فعل ضد الاستعمار الأوروبي لا زالت قوة عميقة الجذور، حيث ينتشر أعضائها البالغة أعدادهم بمئات الآلاف في جميع أرجاء الشرق الأوسط.

إلى ذلك، واصلت الصحيفة سردها لعراقة الجذور التي تمتلكها الجماعة في مصر، حيث قالت أنه وبالرغم من قرار الحظر الذي فرضته عليها السلطات المصرية، إلا أنها تمارس نشاطاتها في الهواء الطلق. كما أنها تمتلك المئات من المكاتب والميادين الانتخابية للمرشحين. ويرجع ذلك نوعا ً ما إلى الضغوط الأميركية التي تمارسها الولايات المتحدة بغرض تحرير نظام مصر السياسي الاستبدادي. وفي المقابل، يطلق النظام موجة من الاعتقالات والمحاكمات العسكرية ضد الجماعة، وهي أقسي حملة أمنية يتم شنها على الجماعة منذ عقود. ولا يبدى المسؤولون الحكوميون في مصر اعتذارهم على تلك الحملات القمعية التي تمزق خدمات الإخوان الاجتماعية. وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن إيساندر العمراني، المحلل بالمجموعة الدولية لمعالجة الأزمات التي يوجد مقرها في القاهرة quot; لا تسمح إستراتيجية الإخوان ( غير العنيفة ) لهم بالرد ndash; كما أنها لا تسمح بحدوث تصعيدquot;.

ترجمة: أشرف أبوجلالة من القاهرة