معركة الصلاحيات والالتزامات تحتدم في الجولة الخامسة للحوار
فتح وحماس تقتربان من تحقيق إختراقات بشأن الحكومة والأمن

نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء تكتم إعلامي ولليوم الثاني على التوالي تتواصل في القاهرة أعمال الجولة الخامسة من الحوار بين وفدي حركتي quot; فتح quot; وquot; حماس quot; برعاية عمر سليمان مدير المخابرات المصرية لاستكمال المباحثات حول المسائل العالقة، خاصة مسالة برنامج الحكومة، وقانون الانتخابات، وملف الأمن، وأكد مسؤول مصري أن الحوار دخل مراحله النهائية، وأعرب عن تطلعه إلى التوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام الراهنة على الساحة الفلسطينية، أو على الأقل تحقيق اختراق في حجم ما تحقق خلال الجولة الماضية. وأفادت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة أن الجولة الخامسة بين وفدي حركتي quot; فتح وحماس quot; تركز في الأساس على موضوع تشكيل حكومة التوافق الوطني وما تبقى من جوانب عالقة في ملف آلية دمج الأجهزة الأمنية، فضلا عن آلية التمثيل في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهو ما يشير إليه نبيل شعث القيادي بحركة فتحrlm;,rlm; وعضو وفدها في الحوار، متحدثاً عن تحقيق اختراق في هذه الإشكالية من خلال حلول وسط اقترحها الراعي المصري.

أما عزت الرشق عضو وفد حركة quot;حماسquot; للحوار، فيقول إن البرنامج السياسي للحكومة مازال عقبة في طريق تأليف حكومة توافق وطني، وأن الحركة تملك إرادة ومرونة سياسية ومستعدة لمناقشة كافة الخيارات المطروحة للنقاش في الحوار الوطني فيما عدا ما وصفه بالاشتراطات الأميركية والإسرائيلية والأوروبيةquot;، على حد تعبيره. أما عن ملف أجهزة الأمن الفلسطينية فقال مسؤول مصري قريب من الحوار، إن فتح اقترحت تكوين قوى مشتركة لإدارة الأجهزة الأمنية خلال الفترة الانتقالية في مقابل تمسك حركة quot;حماسquot; بإبقاء على قوتها التنفيذية الأمنية وهي القوة التي تقدر بنحو 40 ألف رجل أمن.

أجهزة الأمن

ومضى المسؤول المصري قائلاً إن quot;الحوار الفلسطيني دخل مراحله النهائية بالجولة الخامسة، ونتطلع للتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام، أو على الأقل تحقيق اختراق في القضايا العاقلة، على أن يتم الحسم والإعلان عن الاتفاق النهائي في جولة أخيرةquot;. وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، أن: quot;الجولة الخامسة، التي بدأت ثنائية بين فتح وحماس، وبمشاركة مسئولين مصريين، ستناقش ردود الحركتين على المقترحات المصرية بشأن تجاوز الخلافات على قضية الحكومة وجزئيات متبقية من قضايا أخرىquot;.

واقترحت القاهرة تشكيل لجنة مشتركة مهمتها تنفيذ وثيقة الوفاق والمصالحة الفلسطينية في محاولة لتجاوز العقبة التي يصفها مقربون من أروقة الحوار بـquot;الرئيسيةquot;، وهي قضية حكومة التوافق المأمولة؛ حيث تريد فتح أن تلتزم الحكومة بتعهدات منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما ترفضه حماس بشدة. من جانبه، قال نبيل شعث عضو وفد فتح لحوار القاهرة، إن quot;المباحثات تتركز على حكومة الوفاق الوطني لحين إجراء الانتخابات التشريعية مطلع العام المقبل، وأجهزة الأمن التي ستتولى حفظ النظام في المرحلة الانتقالية المقبلةquot;.

وأضاف شعث أن: quot;قضايا منظمة التحرير، ونظام الانتخابات والمصالحة تم الاتفاق على أغلب تفاصيلها، ولم يتبق سوى القليل منها الذي تم ترحيله للجنة التوجيه العلياquot;، لافتاً إلى أنه تم إرجاء تشكيل حكومة تصريف الأعمال، التي أعلن عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي، لحين الانتهاء من كافة جلسات الحوار الوطني، مشددا على أن quot;القرار جاء تعزيزا لإنجاح جولة الحوار الراهنةquot;. وكان الرئيس عباس قد أعلن تشكيل حكومة موسعة ترددت أنباء عن إسناده رئاستها لسلام فياض، رئيس حكومة تصريف الأعمال المستقيل، وهو ما انتقدته حماس، معتبرة أن هذا الإعلان quot;نعي لحوار القاهرةquot;.

إتفاق مكة

واحتدم الجدل بين فتح وحماس حول ما يسمى quot;وثيقة الأسرىquot; المنبثقة عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين في سجن هداريم، ونشرت سنة 2006 باسم وثيقة التفاهم الوطني، وتمسك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالوثيقة وهدد باللجوء إلى استفتاء شعبي حولها. وكان اتفاق مكة في شباط (فبراير) 2007 إحدى المحطات التي التقت فيها الحركتان بحثا عن نوع من الوفاق الوطني والتأكيد على حرمة الدم الفلسطيني، وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات التي تحول دون إراقته، مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية.

ويقضي الاتفاق الذي وقعه الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق اتفاق تفصيلي معتمد بين الطرفين، والشروع في اتخاذ الإجراءات الدستورية لتشكيلها. بيد أن محاولات التقارب بين الحركتين لم تفلح خصوصا بعد اتفاق مكة، لتصل العلاقة بينهما إلى ذروة التوتر بعد أن سيطرت حماس على غزة والمقرات التابعة للأمن في حزيران (يونيو) الماضي عقب اشتباكات دارت مع حركة فتح في القطاع حسمته حركة حماس لصالحها عسكريا.

وأسفر الوضع المتوتر بين الحركتين البارزتين على الساحة الفلسطينية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى نتيجة الاشتباكات المستمرة منذ العام 2006، ولم تفلح محاولات التقارب بين فتح وحماس، لتصل العلاقة بينهما إلى ذروة التوتر بعد سيطرة حماس على غزة في حزيران (يونيو) من عام 2007 عقب اشتباكات مع فتح حسمته حماس لصالحها عسكرياً.