سعد الدين إبراهيم يطالبه بعقد لقاء مع ممثلي المجتمع المدني المصري
10 ساعات في القاهرة .. هل تكفي أوباما لحل هموم المواطن ؟


الرياض والقاهرة إمتحان أوباما الأول والأخير

المعارضة المصرية مدعوة لحضور خطاب أوباما

الحكومة الأميركية تعيّن قائماً بالأعمال في السعودية

السفيرة الأميركية بالقاهرة تعتبر زيارة أوباما للمنطقة لحظة تاريخية

تشاؤم حيال نتائج كلمة أوباما في القاهرة

زيارة أوباما ستؤدي لإغلاق شوارع بالقاهرة ونصيحة لسكانها بملازمة منازلهم

القاهرة تعيش أجواء quot; أسبوع أوباما quot; برسم النظافة والترقب

لماذا اختار أوباما المرور بالرياض قبل القاهرة؟

أوباما في السعودية... خطوة نحو التغيير

الشارع المصري: اوباما لن يصلح العلاقات مع العالم الاسلامي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تواصل الصحافة الأميركية متابعتها لزيارة رئيس البلاد باراك أوباما إلى المنطقة يوم غد وبعد غد إلى كل من المملكة العربية السعودية ومصر، وبما يتفق مع حجم وطبيعة الزيارة التي ذهب البعض لوصفها بالتاريخية، كان الحديث يدور في الصحف الأميركية بنفس القدر من الأهمية مع ما يُطمح إليه من وراء الزيارة، وان اتفقت معظم التقارير على محوري الديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي هذا الشأن، تُفرد اليوم صحيفة وول ستريت جورنال مساحة للناشط المصري البارز سعد الدين إبراهيم الذي يكتب في مقالة مثيرة للرأي عن زيارة أوباما المنتظرة للقاهرة، وقد بدأها بإشارة لافتة عندما قال أن المصريين يعتبرون بلادهم quot; أم الدنيا quot; ndash; وسبق لأوباما أن صرح من قبل بأنه يرغب في تغيير العالم، ما يعني أن مصر قد تكون المكان الأمثل لبدء تلك السياسة.

ثم أكد إبراهيم على أنّ المصريين سواء في الداخل أو في الخارج يطالبون منذ فترة طويلة بالتغيير، مبيناً أن هناك على سبيل المثال حركة شعبية يُطلق عليها حركة quot;كفايةquot; ndash; وهي جماعة معنية بالتنظيم لإدخال بعض الإصلاحات على نظام الحكم العتيق في البلاد. مشيرا ً في الوقت ذاته إلى وقوع أكثر من ألف من أعمال العصيان المدني في جميع أنحاء البلاد على مدار الأشهر القليلة الماضية. وكان من بين المشاركين في تلك التظاهرات الحاشدة بدو سيناء، وسكان منطقة النوبة بأسوان، وكذلك الرهبان الأقباط في صعيد مصر. وأوضح إبراهيم أن اختيار أوباما على أساس شعار quot;التغييرquot; جاء متناغما تماما مع تفكير المصريين. وبالتأكيد سيحل ضيفاً عزيزاً في القاهرة لهذا السبب، فقد حظي بشعبية جارفة على مستوى العالم لدى المصريين والعرب والمسلمين.

لكن إبراهيم تساءل في جزئية هامة، حيث قال : هل سيتمكن المواطنون المصريون البسطاء من الاتصال به، أو الحصول حتى على فرصة الالتقاء به ؟ - فما يدركه إبراهيم ndash; حسبما أوضح ndash; هو أن زيارة أوباما التي ستستمر لمدة عشر ساعات ستكون مرتبة للغاية، فمن المنتظر أن تفرض قوات الأمن سياجاً أمنياً فاصلا ً بينه وبين الجماهير المحتشدة والشغوفة. لكن إبراهيم شدد من خلال حديثه على ضرورة أن يفكر أوباما بجدية في إمكانية الترتيب لعقد لقاء يجمعه خلال تلك الزيارة بممثلي المجتمع المدني المصري، خاصة ً وأنه أجري مثل هذا اللقاء من قبل عندما قام بزيارة فرنسا.

بعدها تطرق إبراهيم في سياق مقالته للحديث نوعاً ما عن الشأن الداخلي، بإشارته إلى أن الرئيس مبارك أصبح ثالث أقدم رئيس مصري من حيث مدة البقاء في الحكم خلال آخر ألفي عام من التاريخ المُسجل. وأشار إبراهيم كذلك إلى رفض الرئيس التنحي عن منصبه أو حتى تعيين نائباً له، ولم يفوت فرصة الحديث عن التكهنات المنتشرة في البلاد والتي تتحدث عن قضية التوريث، واحتمالات خلافة ابنه جمال، 45 عام، للحكم من بعده. وتطرق إبراهيم كذلك لبيان إحصائي غريب من نوعه، يقول أن 60 % من سكان مصر الحاليين ولدوا في عهد الرئيس مبارك، ولم يعرفوا رئيساً غيره، ومعظمهم ndash; على حد قول إبراهيم ndash; يريدون التغيير وينتظرون بشغف قدوم أحد لمساعدتهم على تحقيق ذلك. وعبر إبراهيم في النهاية عن أمله في أن ينجح أوباما ndash; بغض النظر عن الملفات التي سيتطرق إليها في كلمته بالقاهرة ndash; في تعزيز سيادة القانون بمصر والعالم الإسلامي عن طريق الترويج لإقامة انتخابات ديمقراطية وتقديم حدود زمنية للرؤساء الذين يتم انتخابهم بصورة ديمقراطية.

وفي تقرير آخر ذو صلة، تعنون صحيفة لوس أنجليس تايمز موضوعاً حول الزيارة تقول فيه quot; أوباما بحاجة لـ ( فكرة شاملة ) كي يخاطب المسلمينquot;--- حيث ترى الصحيفة أن التصريحات التي أدلى بها أوباما حتى الآن عن الإسلام قد تبدو في مكانها الصحيح، لكنها خاوية وبلا مضمون. وهو ما يعني أن الكلمة التي يستعد لإلقائها في القاهرة والتي ستوجه للعالم الإسلامي أيضاً ، يجب أن تكون مختلفة لأن جمهوره هذه المرة سينتظر منه المزيد. حيث سيسعى لمعرفة إذا ما كان لدى أوباما quot;فكرة شاملة quot; عن السياسة الأميركية المتبعة تجاه العرب والمسلمين أم لا. ثم جنحت الصحيفة بعد ذلك لتقول أنه وبرغم الأخطاء التي كان يرتكبها الرئيس جورج بوش، إلا أنه كان يمتلك تلك الفكرة الشمولية العريضة التي تتمحور حول معالجة التطرف الإسلامي المتعصب والاستبداد القمعي الذي يدمر المجتمعات الإسلامية بسلاح الديمقراطية.

في حين أن الرئيس أوباما يحرص حتى الآن بإظهار نفسه أمام المجتمعات الإسلامية والعربية بأنه نموذج مغاير عن سابقه بوش في أربعة نقاط أساسية هي: أولا ً، إلغاء المقولة التي كانت تقول ( إما أن تكون معنا وإلا فأنت علينا ) ndash; ثانياً، علاقة أميركا بالعلم الإسلامي لا يمكن ولن تكون مبنية على أساس التصدي لتنظيم القاعدة ndash; ثالثا ً، إبداء الاستعداد لإجراء محادثات دون شروط مسبقة مع الحكومات المتطرفة ndash; رابعاً، العودة في القضية الفلسطينية للترويج للحلول الدبلوماسية بمعني quot;العملية السلميةquot; دون الخوض كثيرا ً في الآليات الداخلية للسياسة الفلسطينية. وهي السياسة التي رأت الصحيفة أنها لا تقدم quot;فكرة شمولية quot; جديدة عن هذا الخط السياسي الذي كان ينتهجه بوش. وهو ما يُعد أمرا سيئا للغاية بالنسبة لأوباما، لأن سقف الطموحات والتوقعات في كلمته المنتظرة بالقاهرة مرتفعة للغاية.