حمى التغطية الإعلامية متصاعدة: quot;ملك الحوار ورئيس التغييرquot;
أوباما يغادر واشنطن ويبدأ جولته الشرق أوسطية من الرياض
وتوقّعت المصادر أن يعقد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز مؤتمرًا صحافيًا يجمعه للمرّة الأولى مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، على خلفية المباحثات السياسية والاقتصادية التي سيجريها العاهل السعودي والرئيس الأميركي، وتستمر زهاء الـ 6 ساعات، كما يُنتظر أن تتطرق المباحثات لعدد من الملفات ذات العلاقة بين البلدين في الشأن السياسي والمالي وملف أسعار النفط التي تشهد ارتفاعات ndash; مقلقه للحكومة الأميركية- على خلفية الأزمة المالية التي تواجهها منذ تبعات ملف الرهن العقاري منتصف العام الماضي، إضافةً للملفات المتعلّقة بالشرق الأوسط. وتوقّع مراقبون أن يناقش أوباما مع العاهل السعودي خطابه المُنتظر إلقاءه من العاصمة المصرية القاهرة للعالم العربي والإسلامي، والتي سيتوجّه لها بعد أن يبيت ليلته الأولى في العاصمة الرياض رئيسًا للولايات المتّحدة الأميركية.
ومع بداية العد التنازلي لزيارة الرئيس الأميركي تصاعدت حمى التغطية الاعلامية بدرجة كبيرة. وتحت عنوان quot;قمة الاستقرار العالميquot; قالت جريدة عكاظ السعودية quot;اختصر خادم الحرمين الشريفين ما تتطلع إليه المملكة من أميركا حين قال لا نريد من أميركا إلا أن تكون عادلة ومنصفة مع قضايا العالمين العربي والإسلامي وهو إيجاز بليغ يضع السياسة الأميركية على محك المصداقية التي ينبغي لها أن تكون عنوانًا لسياسة الدولة الأولى على خارطة العالمquot;.
أما جريدة الرياض فسألت quot;عن ماذا سيتحدث أوباما؟!quot; وكتبت quot;ومثلما وفّى بوعوده (والحديث عن أوباما) في إجراء إصلاحات وعلاقات ذات طابع إنساني ، والسعي لخلق سلام في المنطقة جعَله من أولويات سياساته، فإن على الأمة العربية والعالم الإسلامي استغلال هذه الفرصة النادرة، بالتقدم أكثر من خطوة في التعاون معه، ليس على حساب المبادئ والمرتكزات، وإنما على القواسم المشتركة التي تجعل أميركا تعي بحسها كدولة عظمى مسؤولة أن تقف مع الحقوق الفلسطينية وألا تجعل الإسلام صورة متضادة معها ، أو أنه نزعة إرهابية جاء ليدمر الحضارة الغربيةquot;.
صحيفة الوطن عنونت في صفحتها الرئيسة quot;أوباما والعلاقات السلبية الموروثة بالشرق الأوسطquot; وكتبت quot;مرت السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط بمعضلات حقيقية ربما جعلت هذه المنطقة من أكثر مناطق التوتر تأثيرا على الأمن القومي الأميركي وعلى المصالح الأميركية الاستراتيجية. ومع تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد الحكم بالبيت الأبيض شاعت آمال بالتفاؤل تجاه السياسة الأميركية بالمنطقة،لأن الرئيس سبق أن أعلن عن خيارات دبلوماسية لسياسة أميركا الخارجية، والتقليل من خيار القوة للتعامل مع العالم حيث صار ينظر لواشنطن كقوة استعمارية.quot;
وتحت عنوان quot;لقاء ملك الحوار ورئيس التغييرquot; كتبت صحيفة الجزيرة quot; تشكل مباحثات خادم الحرمين الشريفين المحطة الأكثر أهمية في هذه الجولة؛ إذ سيعرض خادم الحرمين أمام الرئيس الأميركي هموم المسلمين والعرب وما أصابهم من ظلم فادح طوال عقود طويلة مطالباً بإعادة الحق لمجراه وبخاصة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والملك عبدالله لديه رؤية واضحة جسدتها المبادرة العربية، وأن التطبيق يجب أن يبدأ بإعادة الأرض لأصحابها وإعلان الدولة الفلسطينية، وأن يبذل الرئيس الأميركي جهده لتحقيق الدولة الفلسطينية وليست دولة الاستيطان التي يسرع الإسرائيليون في فرضها على أرض الواقع بهدف عرقلة إقامة الدولة الفلسطينيةquot;.
وفي العاصمة المصرية القاهرة وتحت عنوان quot;كفاية تدعو للاعتصام بميدان التحرير ليلة زيارة اوباما وترفع شعار quot;لا للمخادعquot; جاء الموضوع الرئيسي لصحيفة الدستور المستقلة التي قالت إن حركة كفاية ستنظم اعتصاما بميدان التحرير مساء الأربعاء.
وتحت عنوان quot;ماذا تريدون من أوباما؟quot; توجهت صحيفة الوفد المعارضة بالسؤال إلى عدد من الناشطين في الحياة السياسية في مصر فقال منير فخري عبد النور سكرتير عام حزب الوفد المعارض إن المطلوب هو دعم استعادة الأراضي العربية المحتلة. وقال الدكتور رفعت السعيد زعيم حزب التجمع المعارض إن المطلوب هو نزع السلاح النووي من الشرق الأوسط.
ومن جانبه، قال أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري المعارض إننا نريد من اوباما التوقف عن التدخل في شؤون السودان. وقال ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري quot;لا للتدخل في شؤوننا ولا لدعم النظامquot;. وقال كمال حبيب نائب المرشد العام للاخوان المسلمين ان المطلوب هو اعادة النظر في كافة الملفات العربية.
وفي صحيفة الأهرام شبه الرسمية كتب محمد الشاذلي تحت عنوان quot;المثقفون المصريون ورؤساء الولايات المتحدةquot; إن العلاقات بين الطرفين تعود إلى عقود طويلة مضت وهي علاقات لم تكن في أغلبها إيجابية رغم تطلع النخبة المصرية إلى البلد الذي أرسى الكثير من قواعد الديمقراطية والحرية والاستقلال. وقالت الأهرام إن الرئيس الأميركي تيودور روزفلت زار مصر مرتين: طفلا مع أسرته عام 1872، وبعد انتهاء ولايته الثانية بعام زار مصر كرئيس اسبق وألقى كلمة في الجامعة الأهلية (نواة جامعة القاهرة الحالية).
واشارت الصحيفة الى ان خلاف روزفلت مع المثقفين المصريين نشأ على خلفية ما طرحه في خطابه من قناعات شخصية حول ضرورة الاحتلال الانجليزي ولم يكن المثقفون المصريون يتصورون ان يصدر ذلك من ممثل دولة الحريات. وقد كتب الشاعر أحمد شوقي قصيدة ندد فيها بهذا الموقف حملت إسم quot;أنس الوجودquot; وقال فيها quot;انت سطر ومجد مصر كتاب.. كيف سام البلى كتابك قضا.. كن ظهيرا لأهلها ونصيرا..وابذل النصح بعد ذلك محضاquot;.
وتقول الأهرام ان اغتيال الرئيس الأميركي جون كيندي عام 1963 احدث صدمة وكانت العلاقات في طور التحسن مع واشنطن فكتب الشاعر صلاح جاهين يقول quot;جون يا جون يا ابو الجراح.. جون يا جون نام في امان.. شعلة الحرية وقعت ع الثلوج.. في بحيرة ميتشيجانquot;. وفي أجواء زيارة نيكسون في السبيعنات كتب يوسف القعيد روايته quot;يحدث الآن في مصرquot; التي تحولت إلى فيلم بعد عقدين عنوانه quot;زيارة السيد الرئيسquot;.
وتحت عنوان quot;اوباما المنتظرquot; كتب فهمي هويدي في صحيفة الشروق المستقلة يقول quot;ارايت كيف أسرفنا على أنفسنا حتى ظننا ان زيارة اوباما جائزة كبرى لمصر وان خطابه معقد آمال الفلسطينيين والعرب والمسلمين أجمعينquot;. وقال هويدي في مقاله quot;عندما قرأت في أكثر من مقال ان الزيارة تاريخية لم أجد تفسيرا لذلك سوى اننا اعتدنا على وصف كل ما يصدر عن الرئاسة من أقوال وأفعال بانه تاريخيquot;.
واضاف هويدي قائلاً quot;تكشف الزيارة عن رغبة ملحة في تضخيم الذات وشعور بعدم الثقة في النفس والتعلق بامل المخلص الذي يأتينا من وراء الحجب لكي ينصف المظلومين ويرفع البلاء عن المغبونينquot;. وقالت صحيفة المصري اليوم المستقلة في موضوعها الرئيس quot;القاهرة باللون البرونزي.. أوباما جايquot;. واضافت ان حي القلعة تجمل بالنخيل ونباتات الزينة والجيزة سفلتت شوارعها. وقالت المصري اليوم أيضا ان المصريين سيستقبلون الرئيس الأميركي بتي شيرت quot;الفرعون اوباماquot; الذي يشبهه بعضهم بالملك توت عنخ آمون لسمار بشرته.
التعليقات