واشنطن: قالت صحيفة نيويورك تايمز ان تحقيقا عسكريا توصل الى أن القوات الأميركية ارتكبت quot;اخطاء كبيرةquot; في تنفيذ بعض الضربات اثناء سلسلة غارات جوية شنتها في غرب افغانستان الشهر الماضي. واضافت الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري أميركي كبير لم تذكر اسمه انه لو كانت القوات الأميركية قد اتبعت قواعد وضعت لمنع الخسائر المدنية لكان عدد القتلى من المدنيين قد انخفض على الارجح.

وذكرت الصحيفة في مقالها الذي بثته في موقعها على الانترنت quot;لو كانت القواعد اتبعت فان بعض الضربات على الاقل التي شنتها طائرات حربية أميركية ضد ستة اهداف على مدى فترة استمرت سبع ساعات كانت ستلغى.quot; ويأتي تقرير الصحيفة بعد ان تعهد اللفتنانت جنرال ستانلي مكريستال القائد الجديد للقوات الأميركية في افغانستان بمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين الى الحد الادني حتى مع تصعيد القوات التي تقودها الولايات المتحدة عملياتها ضد المسلحين.

وقال مكريستال امام اعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي يوم الثلاثاء انه ما زال بالامكان كسب الحرب -لكن ذلك ليس سهلا- وان من المرجح ان تزيد الخسائر الأميركية. كما حذر من ان افغانستان قد تنزلق مرة اخرى الى الحرب الاهلية وان تنظيم القاعدة سيعود الى استخدام البلاد كقاعدة له اذا فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في مهمتهم. وقال مكريستال وهو ضابط عمليات خاصة يعمل الان مديرا لهيئة الاركان المشتركة بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) quot;بالموارد المناسبة والوقت والتضحية والصبر يمكننا ان ننتصر.quot;

وفي تغييرات جذرية مفاجئة في الشهر الماضي عزل وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الجنرال ديفيد مكيرنان من منصب قائد القوات الأميركية وقائد قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان واختار مكريستال ليحل محله قائلا انه حان الوقت quot; لفكر جديدquot;. وترسل الولايات المتحدة الاف الجنود الى افغانستان هذا العام بينما تسعى ادارة الرئيس باراك اوباما الى تغيير نتيجة حرب اعترف مسؤولون أميركيون كبار بأنهم لا ينتصرون فيها.

وقال مكريستال انه يخطط لمراجعة القواعد العسكرية للاشتباك والتوجيهات الاخرى في افغانستان للتأكد من ان كل شيء يبذل لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين. وقال امام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في جلسة بحث تعيينه quot;علينا ان نعترف ان هذا طريق لخسارة ثقتهم وتأييدهم وهذا سيكون مثيرا للانقسام استراتيجيا ضدنا.quot;

وتقول الحكومة الافغانية ان الضربات الجوية التي شنت الشهر الماضي في اقليم فاره أسفرت عن مقتل 140 مدنيا. ويقول الجيش الأميركي ان ما بين 20 الي 30 مدنيا كانوا بين 80 الي 90 شخصا -معظمهم من مقاتلي طالبان- قتلوا في تلك الغارات. ودعا الرئيس الافغاني حامد كرزاي الى انهاء الضربات الجوية الأميركية في بلاده وهي دعوة رفضتها واشنطن.