روما، وكالات: وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى روما للمشاركة في قمة مجموعة الثماني التي تفتتح في لاكويلا اليوم الأربعاء، والتقى بالرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو. وذكرت وكالة quot;آكيquot; اليطالية للأنباء ان الطائرة الرئاسية الأميركية حطت في مطار براتيكا دي ماري العسكري بالقرب من العاصمة، روما. وأضافت الوكالة أن أوباما التقى نابوليتانو في قصر كويرينالي الرئاسي.

موسكو وواشنطن تعقدان محادثات جديدة

الى ذلك صرح رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) قسطنطين كوساتشوف بان الجولة الجديدة من المحادثات الروسية الأميركية حول تقليص الأسلحة الإستراتيجية قد تبدأ في الأسبوع المقبل. وقال كوساتشوف في مقابلة أجرتها معه قناة quot;فيستيquot; الإخبارية الروسية، إن رئيسة الوفد الأميركي في المفاوضات ذكرت له أن الجولة القادمة قد تبدأ في الأسبوع القادم.

ويرى كوساتشوف أن روسيا والولايات المتحدة ستتمكنان من توقيع المعاهدة الجديدة قبل 5 ديسمبر 2009، وهو الموعد الذي تنتهي فيه فترة المعاهدة الحالية حول تقليص الأسلحة الإستراتيجية.

وقد اتفقت روسيا والولايات المتحدة خلال مباحثات الرئيسين الروسي والأميركي في موسكو في السادس من هذا الشهر على تحديد عدد وسائل حمل وإيصال الأسلحة النووية (الصواريخ والغواصات والقاذفات الإستراتيجية) بـ500 - 1100 وحدة بعد مرور 7 سنوات على دخول المعاهدة المزمع توقيعها حيز التنفيذ. كما اتفق الجانبان على تحديد عدد العبوات النووية المحمولة بتلك الوسائل بـ1500 -1675 وحدة.

وأكد الجانبان الروسي والأميركي أنهما سيوقعان قريبا المعاهدة الجديدة الخاصة بتقليص الأسلحة الإستراتيجية والتي ستبلغ فترتها 10 سنوات. وأشارا الى أنهما سيتفقان خلال المحادثات المقبلة على أرقام محددة تتضمنها المعاهدة الجديدة.

ووقعت المعاهدة السابقة التي تسمى quot;START-1quot; في عام 1991 ولمدة 15 سنة (علما أنها دخلت حيز التنفيذ في عام 1994). وتلزم الوثيقة كلا من موسكو وواشنطن بتقليص الرؤوس النووية إلى 6000، ووسائل حملها الإستراتيجية إلى 1600.

وفي عام 2002 وقعت روسيا والولايات المتحدة في موسكو معاهدة حول تخفيض القدرات الإستراتيجية الهجومية تنص على تقليص عدد الرؤوس النووية الموجودة لدى الطرفين إلى مستوى 1700 - 2200 لكل منهما بحلول 31 ديسمبر 2012.

وأجرى الجانبان الروسي والأميركي مؤخرا ثلاث جولات من المشاورات بشأن الأسلحة الإستراتيجية في موسكو وجنيف. وجرت هذه المفاوضات في ظل سرية تامة ولم يكشف أي شيء عن تفاصيلها.

وقد اختتم اوباما الاربعاء زيارة الى موسكو التقى خلالها بالقادة الروس ووقع عددا من الاتفاقيات الامنية في اطار جهوده لاصلاح العلاقات المتوترة مع موسكو. وغادرت الطائرة الرئاسية الاميركية موسكو متوجهة الى ايطاليا حيث سيشارك اوباما في قمة مجموعة الثماني. ولوح اوباما وزوجته ميشيل بايديهم للصحافيين بعد ان صعدوا وابنتيهما ساشا وماليا على متن الطائرة.

وحدث عطل في عربة السلالم التي صعدت عليها عائلة اوباما، واضطر العمال في مطار فنوكوفو-2 الى دفع العربة يدويا قبل ان تتمكن الطائرة من الاقلاع. وفي وقت سابق اشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالاتفاقيات التي تم التوصل اليها حول نزع الاسلحة النووية والتي وقعها اوباما مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف خلال القمة. وجاء في بيان لمكتب بان كي مون ان quot;الامين العام يعتقد ان هذا الاتفاق سيشكل مساهمة كبيرة في عملية نزع الاسلحة النووية اضافة الى معاهدة الحد من الانتشار النوويquot;.

وتعتبر الاتفاقية -- وهي خارطة طريق لاستبدال معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الموقعة عام 1991 -- انجازا رئيسيا في القمة اضافة الى اتفاقية لنقل الامدادات الاميركية الى افغانستان. الا ان زيارة اوباما لم تفلح في معالجة مشاكل اخرى من بينها الخلاف على نشر الدرع الصاروخية الاميركية في اوروبا الشرقية. وركزت الصحف الروسية الاربعاء على لقاء اوباما مع رئيس الوزراء فلاديمير بوتين على مادبة افطار والكلمة التي القاها اوباما بشان العلاقات الاميركية الروسية قبل ذلك بيوم.

وقالت صحيفة quot;كوميرسانتquot; اليومية على صفحتها الاولى quot;الامر صدر بأن نكون اصدقاءquot;، تعليقا على الاجتماع مع بوتين الرئيس السابق الذي لا يزال يعتقد على نطاق واسع انه لا يزال يحمل مفاتيح السلطة الحقيقية في روسيا. اما صحيفة quot;روسيسكايا غازيتاquot; الحكومية الرسمية فقالت quot;اليوم الثاني من زيارة اوباما اثبت مثل اليوم الاول ان العلاقات الروسية الاميركية بدأت حقا في التغير الى الافضلquot;.

واضافت الصحيفة في تعليق على كلمة اوباما quot;لم نلحظ في صوت الضيوف الاميركيين لهجة اصدار التعليمات التي كانت سائدة، كما انهم لم يعودوا ينظرون نظرة دونية الى زملائهم الروسquot;. وفي كلمته التي وصفت بانها كلمة رئيسية في السياسة الخارجية تاتي استكمالا لخطابات سابقة في القاهرة وبراغ، سعى اوباما الى التواصل مع الروس الذين تساورهم مشاعر عدم الثقة في الولايات المتحدة. وقال اوباما امام عدد من الطلاب المتخرجين من كلية اقتصاد مرموقة في موسكو quot;اميركا تريد روسيا قوية ومسالمة ومزدهرةquot;.

واقر اوباما بوجود صعوبات في اقامة شراكة دائمة بين البلدين اللذين كانا عدوين ابان الحرب الباردة، الا انه قال ان روسيا والولايات المتحدة تتقاسمان الان مصالح مشتركة في القضايا الرئيسة للقرن الحادي والعشرين. الا انه اشاد كذلك بالحريات الديموقراطية - وهي مسالة حساسة بالنسبة لبوتين ومدفيديف الذي انتقد بوصفه غير ديموقراطي - وقال ان على روسيا احترام سيادة جارتيها جورجيا واوكرانيا.

وساد التوتر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ابان رئاسة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وسط خلافات حول الدرع الصاروخية والحرب التي وقعت الصيف الماضي بين روسيا وجورجيا. الا ان اوباما تعهد عند توليه الرئاسة في كانون الثاني/يناير باصلاح تلك العلاقات.