محمد حميدة من القاهرة: في رد فعل على موقف وصف -على حد تعبيرهم - quot;بالسلبي ومتخاذل لمكتب الإرشاد quot; من الاعتقالات الأخيرة التي طالت عددا كبيرا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ، دشنت مجموعة من شباب الإخوان حملة للإفراج عنهم مهددين بالإعداد لثورة غضب بالشارع المصري خلال الأيام القريبة إذا لم يتم إطلاق سراحهم. وقد ألقت قوات الأمن خلال الأيام الأخيرة القبض على 35 قياديا في صفوف الجماعة من بينهم الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عضو مكتب الإرشاد وأمين عام اتحاد الأطباء العرب الذي القي القبض عليه مؤخرا وحبس 15 يوما على ذمة التحقيقات، والدكتور اسامة نصر محروس المحبوس على ذمة التنظيم الدولي للإخوان، والدكتور محمود حسين وآخرون ، ووجهت إليهم تهم غسل أموال والانضمام الى جماعة محظورة تتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضها وحيازة مطبوعات تروج لأفكارها وإمداد الجماعة بمعونات مادية وتلقي تبرعات بهدف تمويل نشاطها في مصر ومخالفة اللوائح بالمشاركة في تنظيم دولي . ويأتي ذلك في ظل احتمالات عن رفع الحصانة عن الدكتور سعد الكتاتني على خلفية قضية التنظيم الدولي ونواب إخوان اخرون في حملة وصفها خبراء بأنها تستهدف إضعاف الجماعة قبل الانتخابات القادمة.

وبحسب الخطط المقترحة من قبل شباب الاخوان وفق ما جاء على منتدى الجماعة على الانترنت تعتمد التحرك التدريجي بتظاهر اهالي المعتقلين امام مكتب النائب العام ثم الدخول في اعتصام مفتوح قبل تنفيذ المرحلة الاخيرة وهي الإضراب الشامل على مستوى أنحاء الجمهورية لتحريك القضية.

واعرب الشباب عن عدم قبولهم لاي محاكمات عسكرية وطالبوا قيادة الجماعة بالضغط على النظام بانهم لن يقبلوا باي حال من الأحوال باي محاكمات عسكرية جديدة مثلما حدث مع الدكتور خيرت الشاطر وباقي أعضاء الجماعة المحبوسين حاليا على ذمة التنظيم الدولي بقرار من المحكمة العسكرية ، محذرين بان ذلك سوف يكون له عواقب وخيمة.

ويعتزم الشباب وفق ما جاء في حملتهم تأجير مساحات اعلانية على المواقع الاليكترونية ونشر تدوينات ومواد وبوسترات ، ورفع شعار الحملة عليها وطالبوا كل بيت مصري برفع علم مصر مربوطا بشارة سوداء وإطلاق إذاعة اليكترونية تتناول الأحداث الجارية وتعنى بحقوق الانسان.

خلفية

وقد تصاعدت وتيرة الأزمة بين الإخوان والنظام في الأيام الأخيرة فبالاضافة الى حملة الاعتقالات المكثفة التي استهدفت قيادات وكوادر الجماعة ، كانت هناك محاولات للتضييق على الجماعة في نقابات مختلفة كما حدث في نقابة المحامين بالإطاحة بالإخوان من هيئة المكتب . وعلى الجانب المقابل بدت ثمة محاولات تصعيدية من جانب نواب الجماعة ضد جمال مبارك أمين لجنة السياسات ونجل الرئيس . وتأتي عملية التصعيد المتبادلة وسط تسريبات عن حل مجلس الشعب المصري كخطوة من شانها- وفق تقديرات الخبراء- إقصاء الإخوان من على الساحة السياسية ،العقبة الرئيسية او اكبر قوى معارضة ضد التوريث ، وعدم تكرار ما حدث للإخوان المسلمين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى 2007 وانتخابات المحليات ، في انتخابات الشعب القادمة.

على الجانب الاخر ومع تصاعد احتمالات تولي جمال مبارك امين لجنة السياسات بالحزب خلفا للرئيس مبارك مع حل مجلس الشعب قام نواب الإخوان بالتصعيد ضده ووصل الأمر الى درجة انتقاده علنا بالرغم من انه نادرا ما هاجم نواب اخوان الرئيس او نجله في أدواتهم البرلمانية . وقد وضح هذا التصاعد مؤخرا في اتهام النائب ياسر محمود لجمال مبارك بالتدخل في شؤون البرلمان بمنعه لجنة الشباب في مجلس الشعب من عقد اجتماع لمحاسبة المسؤولين عن هزيمة منتحب مصر امام أميركا بنتيجة 3 صفر في مونديال القارات . وتبعه موقفا اخرا من جانب النائب عبد الفتاح حسن وطالب ايضا نجل الرئيس بالتوقف عن التدخل في شؤون الجامعات عندما أشار جمال مبارك خلال لقائه مع خريجي الجامعات الى ان التدخل الحزبي في شؤون الجامعات يؤدي الى إفساد العملية التعليمية وحدوث انشقاقات بين الطلاب وهيئة التدريس.

ويبدو واضحا ان معركة تكسير عظام الإخوان لن تتوقف الا بعد ان يقدم الإخوان التنازلات المطلوبة وخاصة موقفهم من قضية التوريث ، وهو ما لا يبدو يلوح في الافق في الوقت القريب ويشير في الوقت ذاته الى احتمال استمرار الحملة وربما بطريقة اكثر شراسة في محاولة لإقصاء الإخوان عن المشهد السياسي برمته.

فمن جانبه استبعد د.محمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة أن يقدم الإخوان أي تنازلات تحت هذه الصعوبات، مؤكدا مشاركة الجماعة في الانتخابات البرلمانية المقبلة أيا كانت العواقب، وشدد نائب المرشد على موقف الجماعة الرافض لملف التوريث، وقال ان التوريث إهدار لمبدأ المواطنة، كما أنه يصادر حق ملايين المصريين في الترشح في انتخابات نزيهة، مضيفا أيا كان التصعيد، فموقفنا من التوريث لن يتزعزع. وعن اليات الجماعة في الرد على الحملة الأمنية المتصاعدة ضدها، قال حبيب quot;ما زالت مؤسسات الجماعة تدرس وتناقش الأفكار المطروحة حتى تتخذ قرارها المناسب بالإجماع. وبرر عاكف عدم التصعيد ضد الحكومة سواء بالاحتجاج أو التظاهر حتى لا يعطي فرصة للأميركيين والصهاينة لأن يشمتوا في مصر على حد تعبيره، وطالب الشعب بأن يتحرك.