دبي: قالت وسائل إعلام ألمانية إن هناك مساع لتأسيس مركز إسلامي في مدينة دريسدن يحمل اسم مروة الشربيني، التي قتلت مطلع هذا الشهر في المدينة نفسها، فيما يعتقد بأنه quot;جريمة عنصرية.quot; ولقيت مروة وهي مصرية محجبة، وتعمل صيدلانية، حتفها على يد ألماني طعنها نحو 18 طعنة، داخل قاعة المحكمة في مدينة دريسدن، شرق ألمانيا مطلع الشهر الجاري، ما أثار موجة من الغضب والاحتجاجات في المجتمعات الإسلامية.
ونقلت وكالات أنباء عن صحيفة quot;تاجز شبيغلquot; الألمانية قولها إن quot;الاتحاد الإسلامي للثقافة والتربيةquot; بصدد تأسيس مركز باسم مروة الشربيني، والتي كانت عضوا في الاتحاد. وقالت الصحيفة إن عائلة الشربيني quot;تدعم تأسيس المركز لنشر الرحمة والتسامح بمواجهة الكراهية و العنصرية،quot; مشيرة إلى أنه سيضم quot; مصلى وروضة للأطفال.quot;
ويوم السبت الماضي، بعث وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، رسالة إلى نظيره المصري أحمد أبو الغيط، أبلغه فيها تعازيه لشعب المصري، وخاصة لعائلة الشربيني، وفقاً لما نقل الموقع الرسمي لراديو quot;دويتشه فيلهquot; الألماني. وأعرب شتاينماير، في بيان صدر عن وزارة الخارجية، عن quot;بالغ أسفه لمقتل المواطنة المصريةquot;، وشدد على قوله: quot;سنبذل كل ما في وسعنا للحيلولة دون حدوث مثل هذه الجرائمquot;، وتابع قائلاً: quot;لا مكان في ألمانيا لمعاداة الأجانب أو معاداة الإسلام.quot;
وأثارت الجريمة، التي لم تلق اهتماماً إعلامياً في ألمانيا إلا بعد أسبوع من وقوعها، حالة من الغضب الشديد، امتدت إلى وسائل الإعلام الألمانية نفسها، حيث تساءلت صحيفة quot;ديرتاغشبيغلquot;، قائلة: quot;لماذا بقي مقتل امرأة محجبة لم تسقط ضحية جريمة شرف، مجرد خبر هامشي صغير لمدة أسبوع؟quot; وفي سياق متصل، دعا البروفيسور بيتر هاينه، أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة quot;هومبولتquot; في برلين، إلى quot;التعامل بشكل جدي مع حالة الغضب التي انتابت مصر، عقب مقتل مروة الشربينيquot;، وأضاف: quot;يجب أن نأخذ غضب الشعب المصري بشكل جدي للغايةquot;، مشدداً على أن هذا الغضب quot;حقيقي لا تنظمه أنظمة معينة.quot;
وعزا هاينه حالة الغضب التي ظهرت في عدد من المظاهرات في مصر، والتي تم خلالها ترديد هتافات ضد ألمانيا، إلى ثلاثة أسباب، أولها الاعتقاد بأن مروة قتلت لأنها محجبة، وثانيها ما تردد من أن رجل الشرطة الألماني أطلق الرصاص على زوج مروة في قاعة المحكمة بعدما اعتقد أنه الجاني لمجرد أن بشرته داكنة. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد أعربت عن تعازيها الشخصية للرئيس المصري حسني مبارك، في quot;وفاةquot; مروة الشربيني، خلال لقاء على هامش قمة الثمانية بمدينة quot;لاكويلاquot; الإيطالية.
وقُتلت الزوجة الشابة (33 عاماً)، والتي كانت حاملاً في شهرها الثالث، داخل قاعة محكمة quot;لاندس كريتشquot; في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته. وكان علوي يقيم مع زوجته مروة، بالإضافة إلى طفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد quot;فاكس بلانكquot;، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.
التعليقات