اعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: قبل أيام قليلة، ربطت وسائل إعلام إسرائيلية وبريطانية بين عبور سفينتين إسرائيليتين حربيتين من نوع حاملات الصواريخ ومن قبلهما غواصة قادرة على حمل الصواريخ النووية في قناة السويس، وبين احتمالية تأهب تل أبيب في تلك الأثناء لتوجيه ضربة عسكرية وشيكة لإيران.
وبرغم تفاوت الآراء وتباينها حيال جدوى وواقعية تلك الاحتمالية، إلا أن فرضية نشوب المواجهة العسكرية بين تل أبيب وطهران تبقي دائما ً واحدة من الفرضيات المدرجة على أجندة الحراك العسكري في جميع الأحوال. وفي الوقت الذي يُقتصر فيه اهتمام الصحف ووسائل الإعلام بالكشف عن تسريبات أو تحليلات متعلقة باحتمالية نشوب هذه المواجهة، فجرت اليوم مجلة quot;غلوبال بوليتيشانquot; الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية مفاجأة من العيار الثقيل، بكشفها عن تفاصيل المخطط العسكري الذي ستقوم إسرائيل بتنفيذه في حالة اتخاذ القيادة السياسية في تل أبيب قرارها بشن هجوم على المواقع النووية لإيران.
وتكشف المجلة في تقريرها عن أنه قد تم بالفعل اختيار الأهداف التي ستستهدفها إسرائيل في تلك العملية وهما هدفان، أحدهما قريب من البحر، والآخر بداخل الأراضي الإيرانية. كما أماطت المجلة اللثام عن أن أعضاءا ً من وحدة النخبة quot;سايريت ماتكالquot; يجرون في الوقت الحالي مناورات مشتركة ( غالباً ما تتم أثناء الليل ) مع أسطول البحرية الإسرائيلي قبالة سواحل عسقلان وعلى شواطئ حيفا. وفي الوقت الذي ستتم فيه معظم عمليات نشر قوات الكوماندوز وباقي القوات الأرضية التي ستشارك في العملية عن طريق الجو، سيتم إجلائهم بعد ذلك بفترة تتراوح ما بين 4 إلى 6 ساعات عن طريق البحر.
هذا وقد تم إعادة تعريف الدور الذي ستقوم به قوات الكوماندوز الأسبوع الماضي، حيث استبعدوا من التكليف بمهمة خطف العلماء الإيرانيين. وقالت المجلة أن هذا التغيير الذي طرأ على الأهداف التشغيلية للعملية جاء في أعقاب حالة الجدل التي نشبت بين كبار المسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية.
ووفقا ً للمخطط العسكري المطروح، فمن المنتظر أن يقوم نخبة المحاربين الإسرائيليين بأخذ عينات من التربة الإيرانية وكذلك معدات من المرافق التي سيتم استهدافها في أعقاب القصف الجوي. كما سيقومون بزرع ألغام في المنطقة وتفجير المتفجرات في الأماكن الحساسة. وفي ذات الوقت، سيكون عليهم تجنب إحداث خسائر في الأرواح البشرية بين صفوف الإيرانيين والعمل أيضا ً على تلاشي الأضرار الجانبية. وكشفت المجلة كذلك عن أن هناك طاقمين تابعين للموساد الإسرائيلي يتواجدان حاليا ً بمهمة داخل إيران، بالقرب من الساحل، وقد تم نشرهم هناك الأسبوع الماضي بواسطة غواصة.
وأكدت المجلة على أن إسرائيل، التي تواجه ما تعتبره تهديدا ً كامنا ً، تقوم الآن بإحياء الشبكات والمرجعيات الاستخباراتية القديمة والنائمة حول العالم. وكشفت المجلة النقاب عن أن إسرائيل قامت مؤخرا ً باستدعاء الأعضاء السابقين لجهاز (لاكام ) التابع للموساد الذي كان يرأسه رافي ايتان في ثمانينات القرن الماضي، وكذلك أعضاء مكتب الاتصالات العلمية. وأشارت إلى أنهم يعملون الآن عن قرب مع علماء متخصصين في مجال الفيزياء من معهد فايتسمان، ومعهد تكنيون، وجامعتي تل أبيب وبير سبع. وأزاحت المجلة النقاب أيضا ً عن أن تلك الأطقم المختلطة من العملاء الاستخباراتيين المتمرسين وكبار العلماء قد قضوا الأسبوعين الماضيين وهم على اتصال بوحدات الكوماندوز في قاعدة العمليات الخاصة بهم بالقرب من إيلات وفي المفاعل النووي بديمونة.
وفي النهاية، تلفت المجلة إلى أن هناك عدد قليل من الأعضاء البارزين بالحكومة الإسرائيلية (مقر قوات الدفاع الإسرائيلية ) وكذلك جهاز المخابرات، الذين ينتهجون موقفا ً معارضا ً لشن أي عملية عسكرية ضد إيران، لأنهم يرون أن مثل هذه الخطوة ستكون أشبه بالانتحار الجيوسياسي، والمادي على المدي الطويل. لكن في المقابل، يقف أغلبية صناع القرار في تل أبيب إلى جانب رئيس الوزراء، بنيامين نيتنياهو، الذي يضغط من أجل إيجاد حل عسكري مُبَكِر للمشكلة الإيرانية. لكن منتقدي نيتيناهو يرون أن عبارة quot;الحل العسكريquot; ما هي إلا مجرد إرداف خلفي. كما أنهم يفضلون الابتعاد عن هذا الخيار وانتظار حدوث تغيير سياسي ونزع طوعي للسلاح مثلما حدث في ليبيا.
التعليقات