كابول: قالت القوات الدولية العاملة في أفغانستان الجمعة إن أحد جنودها قٌتل جراء هجوم مسلح تعرض له موقعه في جنوبي البلاد. وعلى عادتها في عدم تقديم معلومات عن قتلاها قبل إخطار ذويهم امتنعت القوات الدولية، التي يشكل الجيش الأميركي عامودها الفقري، عن ذكر اسم الجندي القتيل أو جنسيته. وكان حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; قد أعلن الأربعاء مقتل اثنين من جنوده العاملين في أفغانستان، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، في الوقت الذي كشفت فيه وزارة الدفاع البريطانية عن مقتل خبير مفرقعات تابع للجيش البريطاني، في الدولة الآسيوية، في وقت سابق هذا الأسبوع.

وبسقوط هؤلاء القتلى، ترتفع حصيلة قتلى قوات التحالف في يوليو/ تموز الجاري، إلى 62 قتيلاً، وهو أكبر معدل منذ بدء الحرب على أفغانستان أواخر عام 2001، ومن بين القتلى 34 جندياً أميركياً، و18 بريطانياً، وخمسة كنديين، واثنين من تركيا، إضافة إلى جندي واحد من كل من أستراليا وإيطاليا. وقالت قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن في أفغانستان quot;إيسافquot;، التابعة لحلف الأطلسي، إن اثنين من جنودها قُتلا نتيجة انفجار عبوة ناسفة زُرعت على جانب أحد الطرق في جنوب أفغانستان الأربعاء.

ولم يذكر البيان عن جنسية القتيلين، وفقاً للقواعد العسكرية المعمول بها، والتي تقضي بأن كل دولة من أعضاء الحلف الإعلان بنفسها عن خسائرها البشرية في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد مسلحي حركة طالبان وتنظيم القاعدة. ولاحقاً، كشف المتحدث باسم الجيش الأميركي في أفغاستان، بريان نارانجو لـCNN أن جنديين أمريكيين لقيا حتفهما في الانفجار الذي وقع بجنوب أفغانستان الأربعاء، إلا أنه لم يذكر الوحدة التي ينتمي إليها القتيلان.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الأربعاء، أن خبير المفرقعات الكابتن دانييل شيبرد (28 عاماً)، وهو واحد من أفضل فرق تفكيك المتفجرات بالجيش البريطاني، لقى حتفه أثناء محاولته تفكيك عبوة متفجرة في أفغانستان، في وقت سابق من الأسبوع الجاري. ويرفع مقتل شيبرد، الذي التحق بالجيش بعد حصوله على بكالوريوس الهندسة الكهربائية، وخدم في العراق عام 2004، حصيلة قتلى القوات البريطانية الذين سقطوا في أفغانستان منذ بداية يوليو/ تموز الجاري، إلى 18 قتيلاً، سقط معظمهم خلال عملية quot;مخلب النمرquot; الجارية في مقاطعة هلمند.

ويُنتظر أن يصبح الشهر الحالي أكثر شهر دام للقوات البريطانية في أفغانستان، حيث من المتوقع أن تفوق حصيلته ما سجله ديسمبر/ كانون الأول من العام 2006، الذي شهد مقتل 19 جندياً، سقط 14 جندياً منهم في حادثة واحدة، وذلك عندما تحطمت بهم طائرة نقل عسكرية تابعة للقوات الجوية البريطانية بالقرب من قندهار. يُشار إلى أن إجمالي الخسائر في صفوف القوات البريطانية في أفغانستان تجاوز نظيرها في العراق، حيث ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن إجمالي خسائر الحرب في أفغانستان بلغ 184 جندياً، مقابل 179 في العراق. وجاءت الزيادة المفاجئة في عدد القتلى البريطانيين ليشكل quot;صرخةquot; في بريطانيا ضد حكومة رئيس الوزراء غوردون براون، بشأن المهمة التي تقوم بها القوات البريطانية في أفغانستان، وما إذا كانت ستنجح أم لا.