روالبندي: مثل خمسة باكستانيين تتهمهم الهند بالمشاركة في الاعتداءات التي استهدفت بومباي في تشرين الثاني/نوفمبر، امام محكمة خاصة السبت قرب عاصمة اسلام اباد على ما افاد محاميهم، وهم اول من يمثل امام القضاء في هذه القضية في باكستان. وقد اسفرت الاعتداءات المنسقة التي استهدفت العاصمة الاقتصادية الهندية عن سقوط 174 قتيلا بينهم تسعة مقاتلين واكثر من 300 جريح، وادت تلك الاعتداءات الى تصاعد التوتر بشدة بين البلدين الجارين في جنوب اسيا، حيث اتهمت الهند حركة عسكر-طيبة الاسلامية الباكستانية المحظورة بتدبير تلك الاعتداءات وطلبت من باكستان ان تعاقب مرتكبيها.
واعلن محامي المتهمين شهبز راجبوت للصحافيين ان المتهمين quot;الخمسة مثلوا امام المحكمة التي يراسها القاضي بكر علي راناquot; موضحا انها جلسة quot;استماع تمهيديةquot;، وبعد جلسة مغلقة دامت ساعة حدد القاضي 29 اب/اغسطس المقبل موعدا لاستئناف المحاكمة. ومن بين المتهمين الذين اوقفوا الاشهر الاخيرة واودعوا قيد الاعتقال عنصران من عسكر طيبة يشتبه في انهما العقل المدبر للاعتداءات زكي الرحمن لاخوي، وقيادي كبير آخر يدعى ضرار شاه حسب مصادر قضائية.
وانعقدت جلسة الاستماع في المحكمة الخاصة لمكافحة الارهاب في قاعة داخل سجن يخضع لاجراءات امنية مشددة في اديالا بمدينة راولبندي قرب اسلام اباد، واضاف راجبوت ان quot;المحكمة استمعت للطرفين. وطلبنا من المحكمة ان تقدم لنا وثائق الادلة ضد موكليناquot;، مؤكدا انهم quot;ابرياءquot; واعتقلوا فقط نزولا عند quot;الضغط الدوليquot; وان quot;الهند تمارس ضغطا على باكستان لانزال عقوبة بهؤلاء الرجال باي ثمنquot;. وتحاكم الهند حاليا في بومباي الباكستاني محمد اجمل امير ايمان المدعو quot;القصابquot; وهو الناجي الوحيد من عناصر كومندوس بومباي، وقد اقر الاثنين لاول مرة بمشاركته في الهجمات.
ولاحقا أصدرت محكمة باكستانية قرارا يوم السبت بتأجيل لمدة تزيد على شهر القضية ضد خمسة متشددين اسلاميين متهمين بالتورط في الهجمات التي وقعت العام الماضي في مومباي في خطوة على الاغلب ستثير غضب الهند. وتريد الهند أن تتخذ باكستان اجراءات قوية لتقديم قادة جماعة عسكر طيبة الذين تقول انهم يقفون وراء الهجمات الى العدالة قبل استئناف مفاوضات السلام بين البلدين التي تجمدت عقب أعمال العنف. وسقط 166 قتيلا في الهجمات التي تواصلت من 26 الى 29 نوفمبر تشرين الثاني.
وقال المدعي باسم الحكومة مالك رب نواز نون ان الاتهامات الرسمية ضد المتهمين لم تتم صياغتها بعد وان اجراءات يوم السبت انتهت بعد تسجيل الشهادات. وقال عضو في فريق الادعاء واحد محامي الدفاع ان المحاكمة تأجلت حتى 29 من أغسطس اب وقال مسؤولون ان المحكمة وافقت على طلب قدمته الوكالة الاتحادية للتحقيقات بجعل الجلسات سرية. ولم يسمح لوسائل الاعلام أو الجمهور بحضور جلسات الاستماع في سجن أديالا في روالبندي الحامية العسكرية القريبة من العاصمة الباكستانية ولم يكشف المحامون من الجانبين عن الكثير خلال اجراءات ما قبل المحاكمة.
غير أن محامي الدفاع شاهباز راجبوت قال لرويترز عقب جلسة الاستماع ان المحكمة لم تبت بعد في موضوع جعل الجلسات سرية. وقال راجبوت quot;استمعت المحكمة للجانبين في شأن عقد جلسات مغلقة للمحاكمةquot;. وأضاف أن المتهمين الخمسة حضروا أمام المحكمة يوم السبت. وفي مومباي وفي وقت سابق من هذا الاسبوع اعترف محمد أجمل كساب الوحيد الذي قبض عليه حيا من المهاجمين الباكستانيين العشرة بذنبه وطلب اعدامه شنقا.
وقالت باكستان التي أرسلت ملفا في وقت سابق من هذا الشهر الى نيودلهي انها تنتظر المزيد من المعلومات من الهند لدعم الادعاء في القضية. ويقول المسؤولون الهنود ان كل المعلومات ذات الصلة قد أعطيت لباكستان. وذكرت مخاوف امنية كسبب لاجراء المحاكمة داخل السجن لكن منتقدين يقولون ان أجهزة المخابرات الباكستانية تخشى افتضاح علاقاتها مع المتشددين.
المتهمون الخمسة الذين وقفوا أمام المحكمة في سجن أديالا هم زكي الرحمن لاكفي القائد في جماعة عسكر طيبة المتشددة واربعة اخرون هم حماد أمين وعبد الواجد الياس زارار شاه ومظهر اقبال الياس أبو القامة وشهيد جميل رياض. ونشر وزير الداخلية الباكستانية رحمن مالك في وقت سابق من هذا الشهر صورا للرجال الخمسة الى جانب صور 13 مشتبها بهم اخرين لم يلق القبض عليهم بعد
التعليقات