شيسيناو: تقدمت المعارضة على الحزب الشيوعي الحاكم في مولدافيا وفقا لنتائج الانتخابات المبكرة شبه الكاملة التي نشرت الخميس، لكن هذا لا يعني ان هذه الجمهورية السفياتية السابقة خرجت من الازمة السياسية التي تواجهها منذ نيسان/ابريل. ولن تحظى احزاب المعارضة الاربعة وان اتحدت، بالاكثرية التي تخولها انتخاب رئيس جديد.
وكان غياب الاكثرية قد ادى الى حل البرلمان المنتخب في نيسان/ابريل مما يضع البلد الافقر في اوروبا في مأزق. ويحافظ الحزب الشيوعي على حصة الاسد في البرلمان مع 45,1% من الاصوات و48 نائبا من اصل 101، وذلك وفقا لنتائج فرز اللجنة الانتخابية المركزية الخميس ل97% من الاصوات. الا ان احزاب المعارضة الاربعة تحتفظ بالمقاعد ال53 المتبقة والتزمت عدم التعاون مع الحزب الحاكم منذ 2001.
وقد حصل الحزب الليبرالي الديموقراطي على 16,4% من الاصوات اي 17 نائبا والحزب الليبرالي على 14,4% اي 15 نائبا وتحالف مولدافيا لنا على 7,4% اي ثمانية نواب. وبذلك يكون مجموع نواب هذا التحالف الثلاثي 40 نائبا. اما الحزب الديموقراطي بقيادة ماريان لوبو، احد قادة الحزب الشيوعي السابقين الذي انتقل الى صفوف المعارضة في حزيران/يونيو، فقد حصل على 13 نائبا اي 12,5%.
واستبعدت المعارضة الليبرالية اي تحالف مع الحزب الشيوعي بينما اعلن الحزب الديموقراطي انه لن يشكل اي ائتلاف معه. وتميل الكفة الى تحالف رباعي بين احزاب المعارضة وان كان الليبراليون قد اعلنوا سابقا رفضهم لاي تحالف مع الشيوعي السابق. ونقلت وكالت انترفاكس عن مسؤول الديموقراطيين الليبراليين فلاد فيلات، ليل الاربعاء الخميس قوله انه quot;يجب ان يحظى الحزب الشيوعي باقل من خمسين مقعدا في البرلمانquot;.
واضاف quot;من اجل تحقيق ذلك على احزاب المعارضة الاربعة ان تتحد، وبدأنا المفاوضات في هذا الاتجاهquot;. وقال لوبو على قناة quot;برو تي فيquot; انه يعرف quot;تماما كيف يفكر الشيوعيون، يستحيل التحالف معهمquot;. الا ان مولدافيا لم تخرج بعد من الحلقة المفرغة التي دخلتها في نيسان/ابريل ومنذ الانتخابات التشريعية الاخيرة التي تلتها اعمال شغب ومقاطعة البرلمان والرئاسة.
وفي الواقع، حتى مع التحالف الرباعي، لا تحقق المعارضة اكثرية ال61 نائبا الضرورية من اجل انتخاب رئيس يخلف فلاديمير فورونين، الذي عليه ان يتنحى عن رئاسة البلاد بعد ولايتين متتاليتين. وتلعب هذه الانتخابات التشريعية دورا اساسيا في توجيه السياسة الخارجية للبلاد. واعلن الشيوعيون باستمرار انهم الى جانب الاوروبيين لكنهم يسعون للتقرب من روسيا مؤخرا.
وتتمحور سياسة الاحزاب الاربعة على اندماج بلدهم في اوروبا، علما ان معظمهم يتحدثون اللغة الرومانية ويعيشون في منطقة جغرافية تقع بين رومانيا واكرانيا. واعلن دورين شيرتوكا، عمدة شيسيناو والرجل الثاني في الحزب الليبرالي انه quot;على الحزب الشيوعي ان يصبح حزبا معارضا من دون عرقلة سير البلاد نحو الاندماج في اوروباquot;. وفوز المعارضة من شأنه ان يحسن العلاقات بين رومانيا ومولدافيا، فيما كان الحزب الشيوعي يتهم بوخارست بالتحريض على اعمال الشغب في شهر نيسان/ابريل.
ووصل التوتر الى حد دفع الحزب الحاكم الى فرض نظام تأشيرات على الوافدين الرومانيين، وكانت احزاب المعارضة قد استنكرت هذا القرار. ويفترض ان تعلن منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي عينيت مئتي مراقب للانتخابات النتائج الخميس.
التعليقات