تيغوسيغالبا: يرى بعض الخبراء في هندوراس ان اطاحة الرئيس مانويل سيلايا قبل شهر يفسر ايضا بتعرضه لمصالح العائلات الكبرى وعدم مراعاته لها. وبحسب سلطات الامر الواقع التي استولت على الحكم منذ شهر فان سيلايا اوقف في 28 حزيران/يونيو بامر من القضاء الذي يأخذ عليه بانه اراد اجراء استفتاء شعبي تعتبره المحكمة العليا غير قانوني بغية الحصول على حق الترشح لولاية جديدة.

غير ان رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الوطنية المستقلة في هندوراس روبرتو برسينو راى quot;ان الضربات التي وجهها (سيلايا) الى الاقلية النافذة التي تعودت على فرض سيطرتها على جميع الحكومات هي السبب الحقيقي للانقلاب عليهquot;. وكان سيلايا وهو رجل اعمال ثري من اقطاب صناعة الاخشاب انتخب في اواخر العام 2005 على رأس ثالث افقر بلد في اميركا اللاتينية كمرشح محافظ قبل ان ينتقل فجأة الى اليسار الراديكالي ويقترب من قادة المنطقة المناهضين لليبرالية وعلى رأسهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.

وراى برسينو quot;ان جماعات الحكم مثل اصحاب كبرى الشركات في مجال الطاقة والادوية لاحظوا في البداية ان سيلايا لا يدافع عن مصالحهم ثم راوا بعد ذلك تحالفه مع تشافيز. هذه هي الاسبابquot; الكامنة وراء الانقلاب عليه. وفي كانون الثاني/يناير الماضي زاد سيلايا الراتب الادنى بنسبة 65% (من 189 دولارا الى 289) وهو قرار لم يرض عنه ارباب العمل بل احتجوا عليه ورفعوا 180 شكوى الى القضاء.

واعلن المجلس الهندوراسي للمؤسسات الخاصة في 28 حزيران/يونيو لتبرير دعمه للانقلاب quot;ان الحكومة بقيادة سيلايا انتهكت بشكل منهجي دستور وقوانينquot; البلاد. كذلك تصدى الرئيس المخلوع لارباح موزعي الوقود وانضم الى الاتفاق الدولي quot;بتروكاريبيquot; للحصول على اسعار مخفضة للنفط الفنزويلي كما علق عقود امدادات الادوية. وشرح روبرتو ساليناس وهو جامعي اخر باسهاب quot;انه تعرض لمصالح كبار اصحاب شركات، وهو امر لم يحدث ابدا من قبل ولم يسامح عليهquot;.

وراى عالم الاجتماع مارسيال اوركيا وهو زميل اخر لبرسينو في الجامعة الوطنية quot;ان الانقلاب ناجم عن عدم تسامح الاقلية النافذة التي ترفض اي اصلاح من شأنه ان يسمح بتوفير ظروف حياتية افضل للشعبquot;. لكن ارباب العمل الذين يدعمون حكومة الامر الواقع وافقت مؤخرا على تجميد اسعار السلع الاساسية مثل الدجاج والزبدة او البيض لمساعدة الاكثر حرمانا. ولخص ايفران نيتو من كلية الاداب في الجامعة الوطنية الوضع بقوله ان هندوراس حيث يعيش 70 في المئة من الشعب في الفقر تشكل quot;مسرحا لحرب بين رؤيتين للعالم: النموذج الليبرالي الجديد (...) والرؤية الجديدة للاشتراكية الاميركية اللاتينيةquot;.