إعداد عبدالاله مجيد: كتب غريغ جافي محلل الشؤون العسكرية في صحيفة quot;واشنطن بوستquot; تعليقًا في الصحيفة يتناول دور الولايات المتحدة في العراق مع انتقاله الى مرحلة جديدة دشنها انسحاب القوات الاميركية من المدن في نهاية حزيران/يونيو الماضي. وجاء في التعليق: حرب العراق انتهت.... بالنسبة إلينا.

لا يعني هذا ان الولايات المتحدة انتصرت أو حققت اهدافها كاملة أو ان الاقتتال بين العراقيين سيتوقف. وهو لا يعني ان العراق بلد مستقر وديمقراطي وخال نسبيًا من الفساد. انتهت الحرب بالنسبة إلى الولايات المتحدة لأن العراقيين في الحقيقة لم يعودوا بحاجة الى القوات الاميركية أو يريدونها بعد الآن. وكل مرة يرافق الجنود الاميركيون نظراءهم العراقيين في بغداد فإنهم يلوثون سمعة القوات العراقية بنظر المواطنين العراقيين أنفسهم. وهم يجعلون مهمة شركائهم العراقيين أصعب. وعلى الرغم من أن كبار القادة العسكريين الاميركيين يدركون هذه الحقيقة في قرارة أنفسهم ويقبلون بها، فإنهم لن يعترفوا بها أبدًا.

الاسبوع الماضي في بغداد تغيرت سحنة قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو عندما سأله صحافي إن كانت الحرب قد quot;انتهت وظيفياquot;. ورد اوديرنو قائلا quot;ان مدنيين ما زالوا يُقتلون في العراق. وما زال هناك مَنْ يحاول استهداف النظام الجديد في العراق ومسيرة الديمقراطية ومزيد من الانفتاح الاقتصادي. وما زال هناك بعض العمل الذي ينبغي ان ننجزهquot;.

في العاصمة العراقية أكد وزير الدفاع روبرت غيتس اللازمة المعهودة أن quot;ايامًا عصيبة ما زالتquot; تنتظر القوات الاميركية والعراقية بسبب quot;محاولة اعداء العراق الحر ان يجهضوا تقدمهquot;. في اليوم نفسه الذي تحدث فيه غيتس اقتحمت القوات العراقية معسكر جماعة ايرانية معارضة أمضت القوات الاميركية السنوات الست الماضية في حمايتها. فإن منظمة مجاهدي خلق تحالفت مع صدام حسين ضد ايران ولكن الحكومة العراقية الجديدة التي تعتبر طهران حليفًا ممكنًا قررت انها لم تعد قادرة على السماح بوجود ملاذ للمنظمة. اوديرنو اشار الى ان الجيش الاميركي ليس من مهماته التدخل في ما هو من حيث الأساس شأن داخلي.

في وقت سابق من اليوم نفسه زار غيتس قاعدة طليل الجوية جنوب شرقي بغداد...وقال للجنود الاميركيين quot;ان مهمات التدريب والمرافقة التي تقومون بها هي الخطوة التالية في نجاحناquot;. على بعد امتار قليلة اعترف الرائد شون كوستر بأن قوات الشرطة العراقية في المنطقة مكتفية ذاتيًا من حيث الأساس وان جنوده يشعرون بقليل من الضجر. فالعراقيون طلبوا مساعدة في جمع المعلومات والأدلة غير ان هذا هو كل ما طلبوه.

ولكن القوات الاميركية ما زال عليها دور تضطلع به في العراق. ويعمل وجودها على كبح النزعات الفئوية والطائفية لدى القادة العسكريين والسياسيين العراقيين. وفي حالة اقتحام معسكر مجاهدي خلق ضغط المسؤولون الاميركيون على العراقيين لمعاملة سكان المعسكر معاملة انسانية. كما يستطيع الاميركيون ان يقوموا بدور الوسيط لحل الخلافات على توزيع الثروة النفطية وترسيم حدود المناطق المتنازع عليها في شمال العراق. وكانت هاتان القضيتان في مركز اهتمام غيتس خلال زيارته الاسبوع الماضي.
حتى المبدأ الشهير الذي صاغه الجنرال ديفيد بترايوس في مكافحة اعمال التمرد المسلحة أقر بأن مرحلة ستأتي بحيث ان جهود القوات الاميركية لتحسين الوضع في العراق لن تفعل سوى تقويض مصداقية المسؤولين العراقيين ومفاقمة الأمور. ومن الأقوال المأثورة في مبدأ بترايوس: quot;ان الامتناع عن اي عمل يكون احيانًا أفضل ردquot;. وبعد ست سنوات واكثر من 4300 قتيل (من الجنود الاميركيين) و31430 جريحًا حان الوقت للامتناع عن عمل اي شيء في العراق.