الملك عبدالله: دولة فلسطين في رحاب الإسراء |
الرياض: اتسمت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية في الرسالة التي بعثها له يوم الثلاثاء بأهمية خاصة كونها تأتي في الوقت الذي يجتمع فيه اعضاء منظمة فتح من خلال مؤتمرها السادس ووضع برنامجهم السياسي الجديد وفي الوقت نفسه فهي تخاطب جميع الفصائل الفلسطينية وتذكرهم بأهمية القضية الفلسطينية ليس للمملكة العربية السعودية فحسب بل للمسلمين وللعام كافتهم .
وجاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين للقيادة الفلسطينية مستشهدة بالآيات الكريمة التي تحدثت عن المسجد الحرام والقدس الشريف والإسراء والمعراج وكذلك الدعوة الصريحة إلى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وفق القيم النبيلة والمبادئ الإسلامية السامية وتناسي الصراعات بين الأخوة مبينة أن العدو هو المستفيد الأول من هذه الصراعات والمشاحنات.
وقد أشادت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بدعوة خادم الحرمين الشريفين لعباس فيما أولت وسائل الإعلام العربية والعالمية المقروءة والمسموعة و المرئية أهمية كبرى لهذه الدعوة. وأشادت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بالمضامين الضافية للرسالة وصنفتها ضمن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بفلسطين وشعبها وفي إطار ما يبذله من جهود لرأب الصدع وتوحيد الصف بين الفصائل الفلسطينية .
وأكد الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي أن ما ورد في هذه الرسالة يتوجب على الفلسطينيين الأخذ به خارطة للطريق السوي الذي تتطلع إلية الشعوب الأمة الإسلامية .
ففي القاهرة أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم بموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من القضية الفلسطينية وتاكيده على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية .
وقال موسى في تصريح خاص لوكالة الأنباء السعودية إنني اقرأ رسالة خادم الحرمين الشريفين بمثل وضوحها وهذا الشيء ضروري لان الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحدث باسمنا جميعا لأنه لا بد من وضع حد للنزاع الفلسطيني والخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه القضية الفلسطينية بسبب هذا النزاع والانقسام الفلسطيني .
وفي بيروت أبرزت وسائل الإعلام مقتطفات من رسالة خادم الحرمين الشريفين التي عبر فيها عن اهتمامه بالقضايا العربية والإسلامية وحرصه على التضامن العربي وتحقيق الوحدة بين الفلسطينيين لما فيه خير الشعب الفلسطيني والأمة العربية جمعاء.
أما وكالة الأنباء الجزائرية فقد أشارة إلى قول الملك إن إقامة الدولة الفلسطينية لن تأتي إلا بتوحيد الصف الفلسطيني وراب الصدع وانه لو حشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه .
كما أوردت الوكالة مقتطفات من مضمون الرسالة وأبرزت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الفصائل الفلسطينية إلى العمل على وحدة الصف وإنهاء الانقسام لصالح القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
وقالت إن خادم الحرمين الشريفين أعرب عن دهشته مما يحدث في فلسطين من صراع داخلي مؤكدا إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الفلسطينيين منقسمين.
بدورها، أبرزت وكالة الأنباء الكويتية مناشدة خادم الحرمين الشريفين الالتزام باتفاق مكة المكرمة الذي وقعته فتح وحماس قبل ثلاثة أعوام ومراعاة حرمة جوار المسجد الأقصى والتمسك بالإيمان القوي وإعلاء قيم الوطنية فوق الصغائر لتوحيد الصف وراب الصدع كسبيل وحيد لتحقيق النصر والفتح القريب.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى إقامة الدولة الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني مبرزة ما جاء في الرسالة من انه ليس من طبيعية الأشياء أن يتحارب الأشقاء فيما بينهم وان يتآمر الصديق على الصديق في مخالفة صارخة للتوجيه الرباني الكريم / إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم / وفي خروج صارخ على كافة القيم النبيلة والمبادئ السامية .
في فلسطين تناولت الصحف الرسالة التي بعث بها خادم الحرمين الشريفين لعباس مبرزة ما جاء فيها من دعوة الفلسطينيين إلى أن يكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وان يكونوا حماة ربوع الإسراء وان يكون إيمانهم اكبر من جراحهم ووطنيتهم أعلى من صغائرهم وان يوحدوا الصف ويرأبوا الصدع مبشرهم بفتح قريب قائلا quot;إنني أرى الدولة الفلسطينية المستقلة بإذن الله قادمة لا ريب فيها ترفع رايات الحرية في رحاب الإسراء الطاهرةquot; .
كما تناولت وكالة اليونايتد دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للفلسطينيين كافة للتوحد ووصف الصراع بين الأشقاء الفلسطينيين بالمروع وأوردت الوكالة فقرات من الرسالة.
من جانبها تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية عن مضمون هذه الرسالة وركزت على ما جاء فيها خاصة ما يتعلق بالمشاحنة بين الفصائل الفلسطينية مشيرة إلى ما جاء في الرسالة من أن العدو المتكبر المجرم لم يستطع عبر سنوات طويلة من العدوان المستمر أن يلحق من الأذى بالقضية الفلسطينية ما الحقة الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم في شهور قليلة ولو اجتمع العالم كله على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو حشد لها كل وسائل الدعم والمساندة لما قامت هذه الدولة والبيت الفلسطيني منقسم على نفسه .
كما أوردت إذاعة مونت كارلو فقرات من الرسالة مشيرة إلى ماجاء فيها من أن الانقسامات بين الفلسطينيين اشد ضرر من الإسرائيليين وان العدو الإسرائيلي لم يستطع في سنوات طويلة أن يلحق الأذى بالقضية الفلسطينية ما ألحقه الفلسطينيون أنفسهم بقضيتهم في شهور قليلة.
التعليقات